غسيل الصراخ

أنا الأَبْكَمُ

أم صُراخي به صَمَمُ

ألمي يَألَمُ ، يصرخُ

يُصمُ أُذن كُلَّ مَنْ

بِهِ للألم عَقْلٌ وقلبٌ

إنْ كانتْ

آذانكُم لا تفقهُ صُراخي

وصُراخي لا يُسْمِعُ لسانكم

كيف لي أن أنشدَكُم وأناشدَكُم

بعد اليوم أيها الأُمَمُ

سوف أغُلَفُ صُراخِي

ببكاءِ الناي لعله يتنفسُ

طَعْمَ سكون البحر

سوف أبني له زورقًا

يمخرُ عبابَ النهرِ

وأغاني الصيادين

سوفَ أُعصره زيتًا

لتسرجَ بهِ مصابيح المنارة

لعل صداه يَحجُ

لمن خُتم على قلبهم بغشاوة

سوف أسْكبهُ عَبرَات

مع مدادِ رَسائِلِي

ومع هَديلِ الحمامِ الزاجل

سوف أمْتَطِي بِهِ آذانَ

الفجرِ وأجنحةَ الدعاء

وأعرجُ به مع الملائِكةِ الى السماء

سوف أخلعُ صُراخِي

وأسْتَحِم معه بالمطرِ الأولِ

سوف أعلقهُ

على حَبْلِ غَسيلٍ معقودٍ بألأملِ

وعندما يجف غسيل الصراخ

سوف أرتديه زيّاً لأناشيد العيد