الكلية العربية تكرم الأدباء العرب واليهود
تاريخ النشر: 09/02/16 | 14:22“نكرم اليوم كتاباً وادباء من العرب واليهود في هذه البلاد، في خطوة تحمل في طياتها معاني ومغازٍ ابعد واكبر من الحدث العيني ذاته، فهي نهج اصبح تقليداً سنويا يؤكد ان اعتزازنا بالكلمة وفرسانها ليس أمراً عابراً او لمرة واحدة، بل انه يدوم ويدوم ما دامت الكلمة، كما انه تأكيد على ان الكلمة هي الأساس، فهي التي تفتح العيون والقلوب على مكامن اللغة والثقافة وتمكن الباحثين والدارسين من دراسة كافة المواضيع بدءاً بالتاريخ والآداب مروراً بعلوم الاجتماع وانتهاءاً بالعلوم الدقيقة والمواضيع البحثية، أساس تطور وتقدم الحضارة، ولذلك فان هذا التكريم ليس تغنياً بالماضي بل انه يعني ان تأخذ من الماضي الزاد نحو مستقبل افضل وانصع”، هذا ما قاله المحامي زكي كمال رئيس الكلية ألأكاديمية العربية للتربية حيفا في مستهل حفل تكريم سبعة عشر اديباً واديبة عربا ويهوداً أقيم يوم الخميس ألأخير في الكلية بحضور مئات المدعوين وعضوي الكنيست زهير بهلول واكرم حسون ووفد فلسطيني رفيع المستوى ونخبة من محاضري وطلاب الكلية والبروفيسور دان شخطمان الحائز على جائزة نوبل وشخصيات اكاديمية واجتماعية وسياسية.
وأضاف المحامي كمال: “انظروا الى هذه القاعة التي تحتضن بحنان ودفء ومساواة وتآخٍ هذا التكريم، وعندها سترون بأم اعينكم ما قلناه دائماً، الكلمة والأدب والإبداع واللغة هم افضل العوامل للتقريب بين الشعوب فهذه عوامل تكسر الحواجز وتقرب القلوب، ابداعات تترجم الى لغات الشعوب الأخرى دون ان تعترف بالحدود الجغرافية او العلاقات السياسية بل انها تعتمد التعددية الإنسانية والحضارية والتعددية الثقافية الى تجعل العالم، تماماً كما العلوم الدقيقة، قرية صغيرة واحدة، فيها القواسم المشتركة اكثر من عوامل التفرقة”.
من جهته قال الكاتب مئير شليف احد المكرمين: “اعتز بهذا التكريم من كلية رائدة نقشت على رايتها منذ عقود طويلة قيم التعايش والحوار والابداع، وتخرج منها عشرات آلاف المعلمين الذين غرسوا في نفوس طلابهم أهمية العلم والأدب والحوار وانتهاج أسلوب التفاهم والتنافس في تقديم الأفضل وإعطاء الحيز المناسب لكافة المواقف والآراء والتوجهات من منطلق الايمان المطلق بحرية الرأي واهمية الكلمة، إضافة الى انني اعتز بالتكريم لما يحمله من قيمة إنسانية واجتماعية ودعوة الى السلام بيننا في البلاد ثم مع الجيران”.
الكاتب سامي ميخائيل أشار الى ان اجراء حفل التكريم بحضور شخصيات فلسطينية مرموقة يؤكد ان السلام ممكن وان الحياة المشتركة متاحة لكنهما بحاجة الى قرار سياسي من قادة يتحلون بالشجاعة.
عضو الكنيست زهير بهلول اكد بان قراءة الكتاب هي من سمة الشعوب الحضارية مؤكدا بأنه لا حياة لشعب دون ان يقرأ الكتاب.
عضو الكنيست اكرم حسون قال بأن الكلية الأكاديمية العربية في إسرائيل تقوم بدور ريادي ثقافي وفكري وحضاري في السنوات الأخيرة لا مثيل له بقيادة رئيسها المحامي زكي كمال.
البروفيسور برنارد بنشوك اكد على التقدم الأكاديمي الكبير الذي حصل في الكلية بالسنوات الأخيرة الذي يقوده البروفيسور سلمان عليان مدير الكلية ونائبه الدكتور محمد حجيرات.
معالي الوزير الفلسطيني عمر الغول اكد في حديثه بان الكلية الأكاديمية العربية تعطي المثال الأعلى للتعددية الفكرية ولإمكانية العيش بسلام واحترام متبادل مع الاعتراف بالحقوق لكل شعب وشعب.
الكاتب والصحفي والإعلامي محمد بكرية احد المكرمين قال: “ليس غريباً ان تبادر الكلية ألأكاديمية الى هذا التكريم وهي التي تؤمن بل وانها تنفذ على ارض الواقع اليومي والمعاش قيم دعم العلم والعلماء والادب والادباء وتنادي الى تعزيز وتذويت القيم التي بنيت عليها ان الشعوب تبلغ الرقي والفلاح بالكلام والابداع وليس بالسلاح”.
المحامي زكي كمال رئيس الكلية ألأكاديمية العربية اختتم حفل التكريم قائلاً: “هذا الحفل دليل ساطع على ان الكلمة هي الأساس وان الشعوب تريد السلام وان القراءة لا تقتصر على الأغنياء، وفوق كل ذلك فان السلام يبدأ هنا بين الشركاء في الفكر والابداع بعيداً عن الشعارات السياسية التي ثبت انها وعلى مدى ستة عقود واكثر لا تسمن ولا تغني من جوع”