أمسية ثقافية بعنوان "نرى عودتنا"
تاريخ النشر: 26/08/13 | 10:33"نرى عودتنا".. هو اسم الأمسية الثقافية الفنية التي نظمتها عدد من مؤسسات المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني احتفاءً باختتام مشروع "عدنا 2013" لتصور العودة، في موقع قرية معلول المهجرة قضاء الناصرة، الجمعة، 23.08.2013، بحضور المئات.
وقد جاءت هذه الأمسية لعرض مشاريع تَصَوّرِيّة للعودة إلى خمس قرى هُجّر أهلها خلال النكبة عام 1948، هي إقرث، وصفورية، واللجون، ومعلول، وميعار. عملت على التخطيط لها وإنجازها خمس مجموعات شبابية من الجيل الثالث بعد النكبة تنتمي لعائلات هجرت من هذه القرى.
افتتح برنامج الأمسية بالوقوف على النشيد القومي العربي "موطني" الذي عزف ألحانه الفنان علاء عزام وأداه الجمهور جماعيًّا معه.
علي مواسي: الانتقال من مرحلة الحنين إلى العمل الملموس
ثم تلته كلمة العرافة التي قدمها الكاتب علي مواسي، فرحب بالضيوف وبيّن منطلقات المشروع وأهدافه ومراحل إنجازه، قائلا: "من إقرث، وصفورية، واللجون، ومعلول، وميعار.. شباب يؤمن بصناعة المستحيل، جمعه الإيمان والإصرار، عمل على مدار أربعة شهور مضت، ينسج رويدًا رويدًا بخيط حلمٍ إيابه لدارٍ هجره الغريب الغازي منها في يومٍ مشؤوم. كان لنا من آذار وحتى آب من هذا العام، عمل لذيذ الصعوبة عذب التشكل."
وأضاف: "أساس مشروعنا كان البحث في ماهية العودة، ما مفهومها؟ كيف نخطط لها؟ ما الأسئلة الصعبة والعقبات التي يمكن أن تواجهنا عند التخطيط؟ كيف نتجاوزها؟ وكيف ننتقل من مرحلة الحنين والتنقيب في الذاكرة وجدانًا وعاطفةً، إلى زمن العمل المحسوس الملموس؟ على أي صورة ستكون بلدات العودة؟ كيف سنتعامل مع الازدياد الديمغرافي للمهجرين عند عودتهم؟ كيف سيترجم ذلك في التخطيط، وكيف سنجمع في آنٍ بين تراث البلد المهجر وبين احتياجات الإنسان العصرية، وما يضمن له حياة كريمة؟"
عدنا قبطي: نعم يرحل الكبار، لكن الصغار لا ينسون أبدًا
بعد ذلك، قدمت الناشطة عدنا قبطي، مشرفة مجموعة معلول، كلمة باسم شباب معلول، البلد المضيف للأمسية، قائلة: "إن أي مكان يفقد قيمته بلا إنسانه، واليوم معلول تعود إلى الحياة باستضافتها لهذا الجمهور الذي جاء مؤكدًا على حق العودة، وعلى التمسك بالأرض، والتاريخ، والهوية، والمكان."
وأضافت: "أنا، كما الكثيرين من شباب معلول، لم أولد في قرية آبائي وأجدادي، وما زلت محرومة من حقي في العودة إليها والإقامة فيها، لكن حبي لها وتمسكي بها الذي توارثناه جيلًا بعد جيل يجعلني على يقين بقدرتنا على صناعة المستحيل، وعلى أن العودة ليست مجرد حلم، إنما هي أمر ممكن جدًّا، وعلى عكس ما أراده لنا مؤسسو الدولة الصهيونية، فإن الكبار إن رحلوا، فإن الصغار لن ينسوا أبدًا."
وشملت الأمسية فقرات فنية وثقافية، مجموعة من الأغاني حول الإنسان، والوطن، وحق العودة، وفقرة أدائية مسرحية حول المضامين ذاتها، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
وقرأت سوار معبوك، ابنة معلول، قصيدة بعنوان "معلول يا نور العين"، من تأليف الشاب علي علي الصالح.
وشارك الجمهور في حلقة دبكة و"سحجة" على أنغام الأغاني التراثية الفلسطينية.
كما وعرضت المجموعات الخمس المشاريع التي أنجزتها، مصورةً من خلالها العودة ومفهومها؛ فعرض مشروع عبارة عن ملعب كرة قدم أنشئ فعلًا في القرية، أطلق عليه رمزيًّا اسم "استاد إقرث الدولي"، مبينًا أن فلسطين عرفت قبل النكبة فرقا رياضية كثيرة كانت تتبع لجمعيات ونوادٍ كانت تنظم البطولات فيما بينها، بل كان هناك فريق كرة قدم فلسطيني شارك في مباريات وبطولات دولية.
ثم عرض بعد ذلك "كليب" لأغنية "صفورية تجمعنا" وقد صورت مشاهد "الكليب" في قرية صفورية المهجرة، حيث يظهر ما تبقى من معالمها وطبيعتها الخضرة ووفرة مياهها، وهي تدمج ما بين كلمات الأغنية التراثية بصوت لمى أبو غنام، وبإيقاع حديث وتحوير في الكلمات.
ثم تحدثت سجود محاجنة من مجموعة قرية اللجون، والتي أشرف عليها علي مواسي، عن المراحل التي مرت بها المجموعة نحو إنجاز مشروعها، من تشكيل للمجموعة، وورشات تدريبية، ومحاضرات تناولت تاريخ اللجون (الباحث وجدي جبارين)، والمسار القضائي الذي قام به الأهالي بهدف الحفاظ على أراضي اللجون واستعادتها (المحامي توفيق سعيد)، واستشارة مخطط المدن عروة سويطات، والاستعانة بخرائط ودراسات حول اللجون ومنطقة أراضي الروحة.
وفي الختام عرض فيلم عنون بـ "بسواعدنا"، وهو جرافي ثلاثي الأبعاد، يبين الهيئة المقترحة التي ستكون عليها قرية اللجون عند بنائها مستقبلا، وتحديدا مركز القرية وقلبها وما سيشمله من مرافق مختلفة.
يذكر أن مشروع "عدنا 2013" لتصور العودة نُفّذَ بشراكة كل من "الجمعية العربية لحقوق الإنسان"، و"جمعية الشباب العرب – بلدنا"، و"جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، و"ذاكرات"، وبتمويل من صندوق "هيكس إيبير".
وكان هدف المشروع العمل مع مجموعات شبابية من أبناء الجيل الثالث بعد النكبة، وتثقيفها حول تاريخ الشعب الفلسطيني قبل النكبة وكيفية تشكلها، وكذلك حول واللجوء وواقع اللاجئين اليوم، بالإضافة إلى تدريبها على توثيق الرواية الشفوية، والعمل على إنجاز مشروع ختامي لكل مجموعة يتعلق بوضع تصور للعودة.