الثعالب البيضاء
تاريخ النشر: 27/08/13 | 3:51اجتمعت حيوانات، الغابة الكبيرة ذات يوم، للتباحث في احوالها ومصالحها التي اضحت مهددة، وخاصة من تلك الآجام التي تقطنها الثعالب.
وقف الاسد زعيم الاجتماع وقال: لدي الحل الامثل للحفاظ على حياتنا ومصالحنا… فتهللت اسارير وجوه الحاضرين فرحا وسعادة، وملأوا فضاء الغابة بأصوات التأييد والمساندة والانتصار. وبدأ العمل على تنفيذ الخطة التي كان الزعيم قد فكر بها وخطط لها منذ امد بعيد. جاء رسول المؤتمرين الى أجمة تعد الأكبر بين الآجام وفيها مجموعة من الثعالب تعيش بتآلف ومحبة رغم اختلاف الوانها وطبيعة حياتها، ولكنها، وفي نظرهم، تشكل خطرا على…. .
لقد كان ذلك الرسول عالما بأحوال الأجمة وساكنيها، فتوجه الى ثعلب ابيض في ريعان شبابه وأقنعه بان يجمع حوله مجموعة من الثعالب، يضع لها منهاجا وينظمها بحيث تلتفّ حوله، وستقوم الغابة الكبيرة بدعمه ومساندته بكل الوسائل، على ان يرعى هو وجماعته مصالحها وينفذ مخططاتها…. كما ووعده بان الغابة الكبيرة ستنصّبه زعيما وسيدا على الأجمة في الوقت المناسب…
راقت الفكرة لذلك الثعلب الابيض الارعن ولاقت هوى في نفسه، وقام من فوره يدعو ويروج للفكرة. فجمع عددا من الثعالب البيضاء، عرض عليهم الامر واقنعهم بانهم هم الأفضل بين الثعالب، ولكي يشجعهم ويُر ضي غرورهم فقد عينهم كمساعدين ومستشارين له. من هنا انطلقت الدعوة البيضاء… واستطاع الثعلب الابيض ومجموعته ان يؤسسوا ويمهدوا الطريق لتلك الدعوة…
ومرت الايام واخذ اعضاء مجموعة الثعالب البيضاء بالتزايد، وكان افرادها يجوبون شعاب الاجمة وساحاتها، كهوفها وجحورها، يدعون الثعالب الى التآلف والمحبة… وان من واجبهم ان يقدموا نصيبا مما يصطادونه، لكي يوزع على الثعالب الضعيفة الغير قادرة على الصيد. وكانت المجموعة تأخذ نصيبها مما تجمع، اولا، ثم ترسل ما تبقّى الى اسيادها في الغابة الكبيرة. أما الغابة الكبيرة فكانت تراقب الامور وتبارك مساعي مجموعة الثعالب البيضاء، ولا تبخل عليها بالثناء والدعم. وبالمقابل لم تكن تلك المجموعة ناكرة للجميل، فبين الحين والآخر وحين كان يعلوا، من هنا او هناك، صوت يحتج على سطوة وتسلط الغابة الكبيرة وظلمها… تقوم على الفور بإسكات تلك الاصوات والى الابد.
كانت أوضاع الأجمة وساكنيها تزداد سوء يوما بعد يوم. ولما نفد صبر اهل الاجمة، اجتمع عدد من الثعالب الحمراء الفتية، وقاموا يطالبون وبقوة باصلاح اوضاعها وتحسين احوال ابناء جنسهم ونقلهم الى ما هو افضل، كما وطالبوا الثعالب بعدم التفريط بصيدهم لأي كان. إلتفّت ثعالب الاجمة حول تلك الثعالب الحمراء…
لم يرُق الأمر للغابة الكبيرة واهلها ووجدت في هذه المجموعة الجديدة خطرا مميتا يهدد مصالحها، فهرعت الى حلفائها، الى الثعالب البيضاء تؤنبها وتوبخها على الاهمال والتفريط…وتهددها برفع الدعم والمساندة لها.
جمع زعيم الثعالب البيضاء مساعديه ومستشاريه وقرروا التخلص من اعدائهم، من الثعالب الحمراء التي اصبحت تهدد كينونتهم واستمراريتهم، وتطلعاتهم للسيادة وأعدوا العدة للقضاء على تلك المجموعة وزعيمها…
تحسين زحالقة
مالك على الثعالب يا استاذي العزيز. بس قصة رائعة ومعبرة… بدنا اشي عن الغابة