حديث في اللغة (9): نكتب ونلفظ (يهودًا) ونصرفها
تاريخ النشر: 14/02/16 | 11:16كثيرًا ما أقرأ في الصحافة، وأسمع (من يهودَ) ممنوعة من الصرف، يجرونها بالفتحة ولا ينونونها، وذلك بحجة أنها اسم أعجمي.
….
والخطأ أن الشرط الثاني في الاسم الممنوع من الصرف غير قائم، والشرط هو أن يكون علمًا، فـ (يهود) ليست علمًا.
مرة أخرى يجب أن يكون غير المنصرف علمًا + أعجميًا (أي ليس له جذر ثلاثي في المعاجم العربية) مثل بطرس، يعقوب، جورج، إبراهيم، فمثل هذه الأعلام لا تنون، وتجر بالفتحة نيابة عن الكسرة (إلا إذا كانت هناك قاعدة تجيز الكسرة وبشروط معينة).
فإذا سمينا شخصًا (يهود) أو (يهودا) فهو ممنوع من الصرف، لأنه علم وأعجمي..
…
لكن لفظة (يهود) عادة هي اسم جنس جمعي (أي ما تضمن معنى الجمع دالاً على الجنس)، فهي ليست علمًا، مثل ترك، روم، تتار، روس…إلخ، ونعرف اسم الجنس الجمعي كذلك بإفراده بياء النسبة: يهودي، تركي، ألباني….
مثل هذه الأسماء غير أعلام ، وهي تنون، فنقول: قاتل الفرس رومًا كانوا في القلعة، إن يهودًا كثيرين يهيمنون على الصحافة في أمريكا، زرت روسًا في بيوتهم في موسكو….، وهم فرسٌ ويهودٌ وأحباشٌ وأتراكٌ إلخ
…
ملاحظة: هناك في مصادر قليلة من اعتبر (يهود) قبيلة، ورأيي أن هذا ليس صحيحًا في أيامنا، فهم دين، ويذهبون اليوم – اقتسارًا- أنهم قوم، فمن شاء أن يجعلهم قبيلة فليختر صرف اللفظة أو منعها، على نحو “نافست القبائل قريشًا (أو قريشَ)،
لكن اليهود والترك والروم ليسوا قبائل، وبهذا اقتضت الإشارة و يجري التنبيه، فقل:
“ناقشتُ يهودًا يساريين في قضايا العدوان والاستيطان…”.
…لم أجد (يهود) في القرآن الكريم، بل وجدت الاسم محلى بلام التعريف (اليهود) في ثمانية مواضع، ووجدت (يهوديًا) مرة واحدة.
وفي القرآن وردت (هودًا) بمعنى أصحاب الديانة اليهودية ثلاث مرات منونة، منها:
“وقالوا كونوا هودًا أو نصارى تهتدوا…” – البقرة 135.
…
من المصادر القديمة أختار استعمال (يهودًا) في-
كتاب الوزير المغربي “أدب الخواص”، ص 75:
“قال أبو عبيد: وإنما استخار عمر بن الخطاب إخراج أهل نجران من اليمن، وكانوا نصارى إلى سواد العراق، وأجلى أهل خيبر وكانوا يهودًا إلى الشام”.
ومن كتاب لسان الدين بن الخطيب “الإحاطة في أخبار غرناطة”:
“متى وجدوا (أي المسلمون) بمدينة فتحوها يهودًا كانوا يضمونهم إلى قصبتها” (ورقة 3965).
ب. فاروق مواسي