‏اللفظ الأصوب لبعض الأشهر الهجرية

انتبهت لأسماء أشهر هجرية يتكرر لفظها على ألسنة الكثيرين، وتتكرر كتابتها على أقلامهم، – ذُكرتْ مؤخرًا في بعض الصحف- وقد أحببت أن أذكّر بالأصوب فيها، لعل الذكرى تنفع الباحثين عن دقة اللفظ المبين:

لا نقول في الأشهر الهجرية ربيعُ الأول بل ربيعٌ بالتنوين، وولد الرسول في شهر ربيعٍ الأول.
أما “ربيع الثاني” فالأفصح فيه = ربيعٌ الآخِـر.
…

لا نقول جَمادِي الأول، بل نقول جُـمادَى الأولى،
أما “جَمادي الثاني”، فهو جُـمادَى الآخِـرة.

لا نثنّـي جُمادى – جُمادَتان، بل نقول هما جُمادَيان.

..
أما سبب استعمال “الآخر” و”الآخرة” فلأن العدد الترتيبي ينقطع ولا يستمر، فلا نقول الثالث والرابع إلخ
ونحن نذكر من أسماء الله الحسنى “الأول” و”الآخر”.
*
ملاحظة:
..
أسماء الأشهر الميلادية هي من أصول أكدية وسُريانية، وندر أن تلحق لفظة (الآخر) بكانون وبتشرين، فقالوا عادة: “تِشرين الأول” و”تِشرين الثاني” و”كانون الأول” و”كانون الثاني”، فأصبح ذلك شائعًا ذائعًا، ومن المنطق إجازة ذلك، بحيث لا نرى ضرورة استعمال لفظ (الآخِر) فيهما- مع أني وجدت بعض نماذجها في أدب الأندلس، فكتبوا “كانون الآخر”.
..
الأشهر الهجرية فصيحة، ولكل اسم سبب في التسمية يتعلق بحياة العرب وبيئتهم، فاتباع الأفصح فيها هو الأوجب.

ب. فاروق مواسي