من الذاكرة التاريخية للبرميل وعامود الكهرباء

تاريخ النشر: 28/08/13 | 23:18

ماهذا الطول الذي تملكه الذي يبلغ اكثر من خمسة امتا ر؟ وكيف يمكن ان نتكلم على مستوى العينين وانا لا اتعدى المتر الواحد ؟اما انا الازرق لا اتعدى المتر الواحد ،ولكني اثخن منك. واخالك تنظر دائما لي نظره استعلائيه وتعتبر نفسك من الطبقه الخاصه ى روكان على راسك ريشه وتحمل في راسك خيط من الكهرباء ولامبه تضئ في الليل واحترمك لذلك، ولكن ابغض فيك النظره الفوق…يه واسمع لك وزيزا مزعجا تجعلني امتعض من هذا الوزيز. وفوائدك كثيره وطنينك احيانا كطنين الذباب ، لايجعلني انام بهدوء ولا تحسب حسابا لجارك وحق الجار على الجارواحيانا تحجب الشمس عني وظلك طويل يا خفيف الظل. ونظرتك الفوقيه مرفوضه، مرفوضه مرفوضه يانحيف ويا طويل القامه ورغم ذلك انظر الي فاني منتصب القامه ومرفوع الراس ولا اشعر بالدونيه

نعم وضعوا لك جذورا ايها العامود في الارض وغرسوك في باطن الارض ومن الصعب نقلك وسرقتك، وهنيئا لك في مسقط راسك واما انا وضعني صاحب البيت على وجه الارض وثبتني في احشائي الصغار والكبار من الحجار التي اصبحت جزءا مني وكل انسان يمر من جانبي يطمع في سرقتي وينظر الى جوفي ويجدني حاويا احجاري ويضعف ويفكر ويواصل السير . واما المارون من جنبك لا ينظرون اليك . واخاف ان ياتي احد الطغاه ويفرغني من مضموني وروحي واحشائي ويقلبني يمينا ويسارا ويلقي بي في شاحنته وينتزعني ويستعمل قانون التراتنسفير الترحيل ليصنع بي مآرب اخرى دون علم صاحبى الذي يحبني واحبه ويعتز بصمودي في المكان الذي اقف عليه فوق هذه الارض المقدسه.

لقد علمت من عامود الكهرباء بهذه القصه التي خرطت بذهن العامود الذي اصر اليوم ان يحدثني شيئا من الذاكره التاريخيه التي حدثت بينه وبين جاره البرميل الذي ذهب ولم يعد بفعل احد الطغاة. وقد حدثني ورايت في عيونه الدموع وكانه يقل لي انه خسر جارا واثقا في نفسه ولكنه كان يبدي قلقه من مغادرة المكان. وفعلا تحققت مخاوف البرميل وسالني العامود الكهربائي هل يعود هل يعود ولا اريد بديلا عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة