محاضرة للنائب محمد بركة في كفرقرع

عقد أمس الخميس في مركز الأبحاث في كفرقرع محاضرة في نادي الحزب الشيوعي، وذلك بحضور النائب محمد بركة.
وافتتح الأمسية الأستاذ محمد مرة حيث نوّه إلى وفاة الأديب سلمان ناطور قبل أيام ولفت الإنتباه إلى حالة التشرذم التي تعاني منها الجماهير بسبب الأوضاع السياسية العاصفة في المنطقة وإلى ضرورة التوعية لقضايا النضال الأساسية ومن هنا رحب بحضور الرفيق محمد بركة كرئيس للجنة المتابعة لإلقاء محاضرته اليوم بحيث يتطرق لعدة أمور أساسية ومواضيع مهمة على الصعيد السياسي.
وقد تتطرق النائب محمد بركة إلى الخسارة الكبيرة للجماهير العربية والفلسطينية برحيل الكاتب، الأديب والناقد سلمان ناطور. وقال : ” الأفق الدولي مغلق بسبب إنحياز الولايات المتحدة والمعسكر الغربي لصالح إسرائيل وسكوتهما عن تجاوزاته وعن سياسة الإستيطان،الأفق العربي مغلق بسبب حالة الفوضى التي تعيشها دول عربية عديدة وانشغال العالم العربي بالحروب الداخلية والجبهات العديدة المفتوحة في الأعوام الأخيرة،الأفق الفلسطيني، في ظل الانقسام، هو أيضا شبه مغلق حتى يتم التوافق على حكومة وحدة فلسطينية وتشكيل مؤسسة واحدة ترعى مصالح الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة”.

كما وألقى الضوء على: 1. التضامن المحلي والدولي، للحصول على اعترافات بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه بإقامة دولته المستقلة، وذكر موقف فرنسا الأخير الداعي لمؤتمر دولي وقرارها الإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بغض النظر عن نتائج المؤتمر.
2 . الساحة المحلية الإسرائيلية. هنالك تراجع في العمل عالى الساحة اليهودية. أكثر شعار وطني هو العمل الأممي وبالتالي النضال العربي اليهودي المشترك.
3.اقتراح هرتسوغ حول الحل من طرف واحد كارثي وهو يتساوق مع سياسة نتنياهو ويعد لدخول هرتسوغ الى الائتلاف الحكومي.
4. ضرورة التأثير على المجتمع الاسرائيلي.. فالعزلة والامتناع عن مخاطبة الجمهور اليهودي مرفوضة تماما.
وأشار إلى أنه في ظل هذه الحكومة لا يرى أي امل للانفتاح السياسي وبالتالي يجب التركيز على تثبيت الانجازات الحالية وتصعيد الهبة الشعبية، المقاومة السلمية، وفعاليات التضامن، كما مع بلعين، لان المتضامنين الاسرائيليين والاجانب يشكلون رادعا للحكومة.
5. سلاح المقاطعة فعال جدا ويقلق حكام اسرائيل وقد يؤدي الى مصير مشابه لنظام الابارتهايد في جنوب افريقيا. وما يبدأ بالمستوطنات قد ينتهي الى مقاطعة البضائع الاسرائيلية كلها.
6. مشروع المصالحة وانهاء الانقسام الفلسطيني من أجل إنشاء مؤسسة فلسطينية واحدة – حكومة وحدة وطنية – اعمار القطاع، فتح المعابر واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. استمرار الانقسام يفيد الاحتلال بشكل اساس وبعض المنتفعين الفلسطينيين فقط.
وأضاف:” المشكلة هي ما الذي جرى ويؤدي لكي يخرج الاطفال وابناء الشبيبة الفلسطينيون من بيوتهم “مسلحين” بالسكاكين والمقصات؟ العوامل الخمسة المذكورة اذا تركز النضال حولها قد تؤدي الى سحب البساط من تحت اقدام نتنياهو وحكومته المتطرفة بسياستها التي تهدف الى تعتيم المستقبل وتنشر البؤس وعدم الثقة وفقدان الامل”.

كما تطرق إلى قضية وصلاحية وتأثير لجنة المتابعة وشؤون الفلسطينيين داخل إسرائيل ، بقوله :”ما كان ليوم التضامن مع فلسطينيي الداخل في 30.1.2016 ان ينجح، لولا مساندة ودعم السلطة الفلسطينية. فهذا اليوم ادى الى فتح ملفنا المنسي عالميا في اكثر من خمسين دولة، ملف وضع العرب في الداخل الاسرائيلي”.
وأضاف :” النضال المدني هام جدا وكذلك النضال القومي والوطني هام جدا ولا يجب تغليب احدهما على الآخر، فنحن في اسرائيل لنا حقوق قومية ومدنية. في 1948 كانت 80% من الاراضي التي قامت عليها اسرائيل بايدي العرب.
اليوم يملك العرب 3.3% من اراضي الدولة، 2.3% فقط تقع ضمن مسطحات البلدات والقرى العربية. اذا فقضية الارض هي قضية اساسية ويجب النضال ليس لمنع المصادرة، فهي قد تمت، وانما لاستعادة الاراضي وتوظيفها لصالح الجماهير العربية. شرط البناء المرتفع (طوابق) من اجل الترخيص مجحف وظالم ولا يلائم بنيتنا المجتمعية ونمط معيشتنا. لماذا لا يشترط ذلك في الكيبوتسات والموشافيم؟ حيث تملك مئات قليلة من المواطنين عشرات آلاف الدونمات؟ هنالك اليوم 50000 بناء غير مرخص مهددة بالهدم. خمس المواطنين العرب يعيشون حالة من القلق بسبب عدم الترخيص والتهديد بالهدم. التطوير الاقتصادي: نتنياهو يطرح تعزيز المواصلات لكي تتمكن النساء العربيات من الخروج للعمل في البلدات اليهودية وبناء حضانات يوم للاطفال”.
وتساءل” لماذا على العاملة والعامل العربيين ان يسافرا؟ لماذا لا تبنى المصانع والمصالح في البلدات والقرى العربية؟”.
وقد صرح علانية : “وضعنا الاقتصادي يدور في حلقة مفرغة ويجب كسرها والخروج منها. بسبب غياب المؤسسات والمصانع والمصالح، فإن جباية الارنونا في السلطات المحلية العربية تبقى متدنية، وبسبب البطالة فإن الضرائب المطلوبة من الجمهور العربي لا يمكن جبايتها بل يجب تخفيضها، هكذا تبقى سلطاتنا المحلية في وضع مادي متعثر. كما يجب التغلب على مشكلة ال matching من اجل الحصول على الميزانيات الحكومية. يجب الانتقال من سياسة رد الفعل الى سياسة الفعل: يجب طرح خطط بديلة لطروحات الحكومة، على سبيل المثال كما في موضوع السكن وايضا بخصوص كتاب المدنيات الاخير اذ سيتم اعداد ونشر كتاب بديل يستعمل في التدريس في مدارسنا”.

وختم السيد محمد بركة محاضرته حول تفشي العنف بالمجتمع :” قضية العنف يجب ان تعالج ويجري الاعداد لعقد مؤتمر حول الموضوع في كلية القاسمي . سياسة التحريض واخراج الحركة الاسلامية خارج القانون والتنكيل بنواب التجمع ومنعهم من اداء دورهم كبرلمانيين. هذه الحملة لا تأتي الآن من ذاك او غيره من النواب او الاحزاب، بل من رئيس الحكومة بذاته، فهو “المايسترو” الذي لا يرعوي عن استغلال اية فرصة للتحريض ضد العرب. وشدد على أن العرب بداخل الكيان الإسرائيلي بحاجة لنظرة علمية، نضالية مسؤولة – دون أي خلل بأي من هذه المركبات الثلاثة”.