طلب تقديم الحاخام شموئيل للمحاكمة التأديبية
تاريخ النشر: 21/02/16 | 8:28توجه هذا الأسبوع كل من “المركز الإصلاحي للدين والدولة” و-“الائتلاف لمناهضة العنصرية” برسالة إلى وزيرة القضاء الإسرائيلي، ايليت شاكيد، مطالبين تقديم حاخام صفد، شموئيل الياهو، لجلسة تأديبية بسبب تكرار تصريحاته العنصرية والتحريضية على العرب وبصفتها المخولة وفق البند 12(أ) من قانون “الخدمات الدينية” (1971) بتقديم شكوى ضد رجل دين يعمل في سلك الخدمات العامة.
وأوضحت مقدمتا الرسالة، المحامية طال رفيف والمحامية اورلي ارز-لخوبسكي، أنّ هذا ليس بالتوجه الأول لهما بطلب محاسبة الياهو حيث سبق وأن ارسلتا رسالتين سابقتين تم من خلالهما رصد تصريحاته ضد العرب إلا أنّ وزارة القضاء لم تقم بأية خطوات أو ردة فعل حيال التوجهات السابقة.
وذكرت المحاميتان في رسالتهما أنّ الياهو عاد مؤخرًا ليطلق تصريحاته العنصرية والتحريضية ضد المواطنين العرب خاصة، وضد الفلسطينيين عامةً، حيث نشر مؤخرًا عظة في مجلة “صوت مشاهديك”، بصفته الرسميّة-حاخام صفد-كان عنوانها “سيطاردك العدو حتى يتمكن منك، احذر من الأغيار”.
وجاء في العظة المذكورة أنّ على اليهودي ليس فقط الحذر من العربي، إنما العمل على “قتال الظالمين”، مؤكدًا على أنّ كل فلسطيني هو إرهابيّ بدرجة معينة.
وطلب الياهو من قرائه، مقتبسًا مصادر من التوراة للتضليل، أنّ يمتنعوا من الحصول على خدمات طبية من طبيب من الأغيار (والقصد عربيّ) إلا إذا كان قد أكمل اختصاصه، كما وطلب منهم رفض أي مساعدة من ممرضة موّلدة عربية إلا إذا قامت بواجبها بحضور العائلة وبمراقبتها. إلى ذلك، طلب منهم عدم قص الشعر عند حلاق عربيّ!
الياهو لم يكتفِ بهذه التصريحات العنصرية، فقد قام –وفق الرسالة- بالتدخل في الشأن السياسيّ متجاوزًا وظيفته الدينية منتقدًا اتفاق “أوسلو”، المُوقع مع السلطة الفلسطينية عام 1993، ومشيرًا أنّ في الاتفاق المذكور “سلحنا للأسف العرب على أمل أن يقتتلوا داخليًا إلا أنهم وجهوا السلاح نحونا، رغم أنّ النصوص الدينية كافة أجمعت على ضرورة الاقتتال والحذر منهم، وتجاهل تلك النصوص أدى إلى سفك دماء اليهود”.
إلى ما نُشر في هذه المجلة، قام الياهو ايضًا بحث قرائه في مجلة أخرى تدعى “عالم صغير”، نشرت أجزاءً منها على موقع “سورغيم” (لليهود المتشددين)، على معاقبة “ذوي المخربين”-حد وصفه بالطرد من بيوتهم دون أي حاجة إلى اثبات عدم معرفتهم بنوايا ابنهم في تنفيذ عمليات طعن أو إطلاق للنار.
وقال الياهو أنّ معرفة الأهل أنهم سيطردون إلى غزة أو سوريا كفيلة بردع أبنائهم عن “الشهادة” وأنّ على “الدولة تبني هذا الحل العادل والمنصف لمواجهة التصعيد الأمني”-وفق تعبيره.
وأكدت مقدمتا الرسالة أنّ ما ذكر من تصريحات سابقة يستوجب تقديم الياهو إلى جلسة تأديبية لتجاوزه وظيفته الرسمية كرجل دين ولتجاوزه ايضًا قانون “الخدمات العامة” (1959) الذي يمنع بشكل واضح انتقاد موظف في الخدمات العامة، خلال مقابلات صحافية، لسياسة الحكومة، الأمر الذي يُعرضه إلى مساءلة تأديبية، وكانت قد أكدت الحكومة في جلستها بتاريخ 25.6.1969 أن هذا القانون يسري على رجال الدين يحصلون على معاش حكوميّ.
وشددت المحاميتان أنّ تصريحات الياهو لم تكن تفوهات عابرة إنما هو يقوم بالتحريض على العرب بصورة ممنهجة الأمر الذي يستدعي إلى ضرورة اتخاذ خطوات رادعة لهم قبل أن تقوم المنظمات، مرسلة التوجه، إلى اتخاذ خطوات قانونية أخرى بديلة.
وفي تعقيبٍ له قال المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية: هذا ليس بالتوجه الأول ضد حاخام صفد، ونأمل أن يكون الأخير. ما حدث في صفد من اعتداء على الطلاب العرب ومنعهم من الحصول على سكن جامعي يؤكد مدى تأثير الحاخام على سكان صفد، لذا سنعمل على ملاحقته وعلى رصد تصريحاته العنصرية وفضحها. من نافل القول أنّ هنالك أثر كبير لرجال الدين في توجيه المجتمع، وبالأخص فئة الشباب التي باتت مستهدفة من قبل بعض المجموعات التي تستغل وضعهم وتقوم بشحنهم وتأزيم الوضع السياسي وبالتالي افساد افكارهم وجرفهم للعنف، متجاهلين دور المنبر الديني الحقيقي في بث روح التسامح والالفة والمحبة بين فئات المجتمع ونبذ التحريض والعنصرية.