بويرات: كتاب المدنيات الجديد ما بين تغيب الفلسطنة وهرولة الأسرلة
تاريخ النشر: 23/02/16 | 17:03أكد مدير قسم المدنيات في مدرسة عرعرة الثانوية الأستاذ محمد محمود اسعد بويرات بأن إصدار التعليمات للمطبعة الحكومية لطباعة كتاب المدنيات بكل ما يحمله من مضامين تشدد على الطابع اليهودي للدولة علي حساب الطابع الديمقراطي هو هرولة تجاه الأسرلة على حساب توجه الفلسطنة والديمقراطية.
والغريب بالأمر إعطاء التعليمات للطباعة دون الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات الموضوعية علي الكتاب مع تهميش واضح لمطالب العرب التي تنادي بتعزيز طابع الديمقراطيه الى جانب الطابع اليهودي للدوله
موضوع المدنيات يجب ان يحمل بين طياتها مضامين تعزز مبدا التعدديه والتسامح والحوار باعتبار ان المجتمع الاسرائيلي متعدد التصدعات لذا يجب ان يكون تمثيل واضح لكل الفئات والمجموعات لتعزيز التعدديه وزرع بذرة الحوار والتعايش السلمي جنبا الى جنب مع اعتراف واضح لشرعنة حقوق الاخر .
اجمالا المنهاج القديم مقارنه مع المنهاج الجديد حمل فى طياته فكرة مبنى النظام والمؤسسات فى الدولة وعنصر البحث الدائم عن العلاقة بين المواطن وبين الدولة كيانا سياسيا ودولة مؤسسات وفكرة لنظام حكم ديمقراطي تعريفا وهدفا على اسس من الحوار حيث كان متاح المجال لطرح اسئله حواريه تبين حيثية تبعيته للدولة على اسس شعوره الذاتي بالانتماء وليس الشعور بالانتماء المفروض ضمن فرضية الامر الواقع الذي لا جدال فيه .
المنهاج القديم خاطب المواطن بلغة الواقع ليرى جميع الامور السلبية من منطلق كونه مواطنا مبادرا , مهتما , فاعلا في القضايا التي تهم الدولة والمجتمع قضية اساسية ينتج عنها المواطن الفعال والذي هو الحصن الحصين لاقامة النظام الديمقراطي , تعزيزة والعيش به ضمن اقل ما يمكن من مخاطر وازمات .
كذلك تناول مسالة المواطنة لنا العرب فى اسرائيل – لنعرف انفسنا كمجتمع وكجماعة كيفما نريد – كاحد المحاور الاساسية للمنهاج الجديد , تبين علاقتنا بالدولة , بالديمقراطية , بالمؤسسات , بالحريات , وبالدور الذي يلعبه المواطن , والاكثر من ذلك موقفنا من جميع القضايا التي تهمنا كمجتمع بعد وعينا وفهمنا للاطر المختلفة التي يحويها هذا المنهاج , وعلى سبيل المثال لا الحصر الديمقراطي وعلاقتنا بها , مبادىء الديمقراطية وكيفية تعاملنا معها , حقوق الانسان والمواطن وجميع الاشكالات الناجمة عن تعريف الدولة كيهودية او يهودية ديمقراطية او دولة جميع مواطنيها ورؤيا واحلام المجتمع . بينما المنهاج الجديد بمضامينه يسعى إلى ” صهينة” الأقلية الفلسطينية العربية في إٍسرائيل من خلال إعطاء مكانة هامة ومركزية للرواية الصهيونية على حساب الرواية الفلسطينية, المغيبة كليا عن المواد التعليميه . والتي تهمش الطالب والمعلم العربي كذلك تحوي تحريضا على أبناء الاقلية العربية في البلاد وتهدف المضامين لشرعنة التفرقة العنصرية بين العرب واليهود وتجمل فكرة الترانسفير والتبادل السكاني من خلال التحدث عن أهمية هذه الفكرة ونجاحها في إيجاد دول قومية في أوروبا. بالاضافه الى تجرئة وشرذمة الأقلية العربية الفلسطينية إلى مجموعات ثقافية وفرق إثنية مع تهميش الأقلية القومية وعدم الاعتراف بالحقوق الجماعية مثل مركزية اللغة العربية في البلاد.