ورشة حول “آفة إطلاق الرصاص” بثانوية عرعرة
تاريخ النشر: 24/02/16 | 16:07إطلاق النار، عادة جارية في الأفراح والمناسبات السعيدة تعبيرا عن البهجة والسرور والفرحة وأيضا لسد الخلافات الشخصية، حيث في خضم الأزمة وتجمعات المختلفين يشهر الشخص سلاحه عاليا ويبدأ بإطلاق الرصاص في الهواء ليثبت رجولته وقدرته على التمييز بحمل السلاح واستخدامه في ظل الظروف التي لا يجرؤ الآخرين على التلفظ بوجود سلاح لديهم.
هذا ما تم نقاشه في ثانوية عرعرة، حيث أجريت ورشة حول العنف وإطلاق الرصاص في الأعراس. وقد سلطوا الضوء على سوء هذه الأعمال إذ تعود بالمسؤولية الكاملة على الشرطه التي لا تضرب بيد من حديد على كل من يستخدم سلاحا أو يحوزه بدون ترخيص.
وأوضح الطلاب المشاركون بقولهم : ” لكن نرى بأم أعيننا الشرطة تمر بجانب العرس الذي تطلق فيه النار وهي كالصماء أو تغلق آذانها ولا تحرك ساكنا ولا تتدخل إلا عند وقوع الكارثة فإذا أطلقت النار في الأفراح ولم تسفر عن الضحايا أو مصابين فالأمر عاديا ولا تتدخل الشرطة إما إذا وقع ضحايا فتسرع الشرطة بالتحقيق في الحادث وفي النهاية يغلق الملف ضد مجهول، هكذا نحن طلاب ثانوية عرعرة قررنا التوجه للأهالي من خلال منشور على أمل المساعدة في تخيف حدة هذه الظاهرة” .
وقد وجه المعلمون والطلاب رسالة للأهالي حول هذه الآفة والظاهرة التي باتت تهدد حياة المواطنين:” لا يخفى علينا أن ظاهرة إطلاق النار في الأعراس قد أخذت مؤخرا منحى خطيرا ومتطرفا بحيث بات لا يتم الفرح إلا بضجة المسدسات بل والأسلحة الأوتوماتيكية وهي ظاهرة أقرب إلى المعارك منها إلى الأعراس، للأسف الشديد ، وكأن هؤلاء يغتنمون فرصة العرس الذي من المفترض أنه مناسبة لإعلان الزواج والإحتفال بزفاف عروسين ، وافتتاح بيت جديد يقوم بإذن الله على طاعة الله جل وعلا ، وكأنها فرصة للتهديد والإعلان عن وجود السلاح أو كأنها فرصة لتوجيه رسائل نارية للناس ، وهو أمر لا شك أكثر من مذموم ، بل أنه يتوجب علينا أن نعتبره من المحرمات وطنيا ، إذ السلاح المعني وإطلاق النار في الأعراس بات يشكل تهديدا خطيرا على حياة الناس سواء كان ذلك إزعاجا لراحة الناس أو تهديدا لأمنهم ، فكم من رصاصة طائشة أصابت قتيلا من امرأة أو رجل أو طفل أو شاب أو شيخ أو ولد دون ذنب، كل ذنبه ، أنه كان جالسا على شرفة بيته المرتفعة هاربا من حرارة الغرفة ، ولا شك أن زخات الرصاص المتواصلة أو المنفصلة تشكل إرهابا عظيما للأطفال والصغار ، بل إنها قد تتسبب لهؤلاء الصغار بعقد نفسية يصعب معها العلاج، ولات حين مندم ، أو قد يسبب إطلاق الرصاص قلقا لراحة مريض كان كل حلمه أن يجد النعاس إلى عينيه سبيلا .
أهلنا الأحباب في عرعره.. إن رأس الخطيئة أولا هو شراء هذا السلاح أصلا ، فما حاجة المجتمع إليه ، وما حاجة الناس إليه ، وما الذي جناه مجتمعنا منه سوى المصائب التي أثقلت كاهلنا جميعا، ثم فان الأدهى من ذلك والأمر هو أن مثل هذا السلاح، وهو الذي يجب أن لا يكون أصلا، تراه يحمله المراهقون على مرأى من أهلهم ومسمع، وتراهم يتفننون بإطلاق زخات الرصاص ” ابتهاجا ” بالعرس، وأهلهم من الآباء والأعمام لا ينهرونهم ولا يزجرونهم فان الذي يسهل عليه إطلاق الرصاص في الأعراس سيسهل عليه إطلاقه على الناس، ثم بعد ذلك يصبح على المجتمع وأهل الإصلاح إخراج ذاك الحجر الذي ألقاه هذا الشاب في بئر عميقة.
إننا إزاء هذا الوضع الخطير الذي بات لا يسكت عليه ولا يحتمل ، وحرصا على أمن الأهل الأحباب في بلدنا الحبيب ، فإننا ندعو الجميع إلى الإنسحاب من الأعراس التي يتم بها إطلاق النار مباشرة، بل ومقاطعة مثل هذه الأعراس أصلا عسى أن نصل جميعا إلى أعراس خالية من الرصاص والإزعاج” .