هل يعود غليك إلى اقتحام الأقصى مجددا؟
تاريخ النشر: 26/02/16 | 9:42في إشارة إلى نيتها بتصعيد غير مسبوق في شكله وإعلان حرب مباشرة على المسجد الأقصى والمصلين فيه، تراجعت الشرطة الإسرائيلية الخميس 25 فبراير/شباط عن قرارها بمنع المتطرف يهودا غليك من اقتحام المسجد الأقصى، وبرّأته من تهمة الاعتداء على مسنة من قرية عرابة الجليلية، في ساحات المسجد، والتسبب بكسر يدها في عام 2014.
المتطرف يهودا غليك – عضو بارز في منظمات الهيكل وحزب الليكود الحاكم – داوم منذ عام 2010 على اقتحام المسجد الأقصى يوميا تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، واشتهر باستفزازاته المتكررة للمصلين والاعتداء على النساء فيه، كما جرى مع المسنة زويا بدارنة (67) من قرية عرابة حين دفعها وأوقعها أرضا بالقرب من مدرج صحن قبة الصخرة في 31 أغسطس/آب 2014 وتسبب بكسر في يدها. كما قام في 8 يونيو/حزيران من نفس العام بسرقة حذاء إحدى النساء في المسجد الأقصى والهروب به من باب المغاربة، ثم عاد لاحقا وهو يرفعه عاليا لاستفزاز المصلين، ما أدى حينها إلى استنفار كبير في رحاب المسجد وحاول المصلون النيل منه، إلا أن قوات الاحتلال حالت دون الوصول إليه وأخرجته على الفور تحت حمايتها.
ولم تقف اعتداءات المتطرف غليك واستفزازاته عند المصلين من الرجال والنساء، ففي كل مرة اقتحم فيها المسجد الأقصى، كان يلتقط صورا لنفسه – ينشرها لاحقا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي – أمام قبة الصخرة، وهو يحمل كتابا يظهر فيه معبدا يهوديا أقيم بين أسوار المسجد الأقصى، في إشارة وتوضيح منه إلى هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. كما يُعتبر غليك من أبرز الشخصيات الفاعلة في تشجيع الاسرائيليين على اقتحام المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية فيه، ومن صف الدعاة الأول لهدمه وبناء معبد يهودي على أنقاضه.
ورغم أن غليك يشكّل أقصى درجات التهديد للأمن وسلامة الجمهور في المسجد الأقصى، وفلسطين عامة، ويعتبره القاصي والداني ومن الإسرائيليين أنفسهم، عود الثقاب الذي سيشعل منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الشرطة ارتأت إلى السماح له باقتحام المسجد الأقصى مع اقتراب عيد الفصح العبري الذي يشهد كل عام اقتحامات يهودية مكثفة للمسجد، وفي التالي نشوب أحداث عنف جراء تكثيف قوات الاحتلال من عناصرها وعتادها، ومنعهم دخول المصلين والاعتداء عليهم لتوفير مسارات اقتحام آمنة للمستوطنين، كما جرى في الأعوام السابقة.
المتطرف يهودا غليك اعتدى على المسنة زويا بدارنة وتسبب بكسر في يدها، وهذا ما لا تستطيع المحكمة الإسرائيلية أو الشرطة تفنيده، ولكنها اعتمدت في قرارها بسحب لائحة الاتهام ضده، على التناقض في تصريحات بدارنة في المحكمة وبين تصريحاتها في وسائل إعلام عربية، حول موقفها من اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، واعتبرت المحكمة ذلك دليلا كافيا على عدم مصداقيتها في قضية الاعتداء عليها، رغم وجود عشرات شهود العيان الذين أكدوا ذلك، ومن ضمنهم عناصر شرطة الاحتلال الذين تواجدوا في المكان.
انتفاضة القدس انطلقت من المسجد الأقصى في أكتوبر/تشرين أول الماضي، وكما يبدو فإن السلطات الإسرائيلية لا تريد لها أن تخمد قبل تحقيق هدفها “المرحلي” الذي سخّرت له كافة أذرعها العسكرية، السياسية، الإعلامية، التربوية والمالية، وهو تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، زمانيا ومكانيا، قبل الاستيلاء عليه بالكامل.
يهودا غليك الذي أعلن انتصاره على “الأعداء” فور صدور قرار المحكمة، يعرفه كل طفل ومصل وحارس في المسجد الأقصى، والسماح باقتحامه المسجد والتجول في رحابه تحت حماية قوات الاحتلال، سيؤدي حتما إلى اندلاع أحداث عنف لن تتمكن أسوار المسجد الأقصى أو حدود فلسطين التاريخية من احتوائها، وهو الأمر الذي أكدته مرارا جهات إسرائيلية أمنية وسياسية في أكثر من مناسبة.
كيوبرس – عزمي دريني