موقف
تاريخ النشر: 26/02/16 | 9:47نعلم أنّه بالأيام الأخيرة تمت “مراقبة” صفحات أصحاب الفكر والتوّجه الإسلامي لاستطلاع رأيهم بما جرى في باقة هذا الأسبوع، وقسم من هؤلاء المراقبين ينتظر موقفا “مرضيا له” يدين به ما جرى ويدافع عن الأستاذ علي مواسي ويدافع عن “حريات التعبير”.
خرجت بعض الآراء المتسمّة بالدبلوماسية والليونة في التعامل مع الموقف وإدانة ما جرى والدعوة إلى احتواء بوادر الأزمة، طبعا فقط أصحاب توّجه إسلامي من كتب ذلك.
بالمقابل صالت وجالت أقلام غير الإسلاميين، الناشطون الغيورون على مصلحة “الوطن” و”خط الدفاع الأول عن الحريات” في مهاجمة الإسلاميين كافة وعامّة وتسابقوا في توزيع التهم والألقاب القديمة عليهم من “تكفيريين”، “داعشيين” ، “ظلاميين” ، “إرهابيين”. وحسم بعضهم الموقف أنه لا حل وسط مع الإسلاميين (مع أنه قبل فترة خطب أمام إسلاميين حول العمل المشترك) وتكلموا بدرجة إقصائية حتى أنّ “داعش” تحسدهم على إقصائيتهم هذه.
لسنا بموضع اتهام حتى ندافع عن أنفسنا ونبرر ما جرى وندينه ونتبرأ من هذه الأعمال، فنحن لا نسترضي أحدا، فالكلّ يعلم منهجنا وأسلوبنا، فقبل أن ندين الاعتداء (الذي هو مرفوض أصلا) علينا أن نرفض ما سبب له، لأنّ الاعتداء ما هو إلا ردّ فعل ونتيجة لعمل خالف السياق المجتمعي والأعراف المجتمعية، وعلينا أن نوّجه بوصلة النقاش على تلك الأفعال الشاذة عن عرف أهل البلد والمجتمع الباقاوي والعربي، بحجج واهية وعذر أقبح من ذنب، يتكلمون بإسم الحريات، حريات مشبوهة وباطلة وعلى قاعدة “خالف تعرف”.
هذه ليست المرّة الأولى التي يخرج هؤلاء بخطوات مخالفة للموروث الثقافي والحضاري العربي والإسلامي لشعبنا الفلسطيني الذي هو امتداد لفسيفساء عالمنا العربي وأمتنا الإسلامية. وأقول إنّ من يريد تصدر المشهد الوطنيّ الفلسطيني لا بدّ له أن يتكامل مع مكونات الهوية الفلسطينية الوطنية الجامعة التي تنكر كل تلك السلوكيات الهابطة الدخيلة علينا من الغرب والاستعمار.
إنّ كمّ الحقد والإقصاء الذي طال الإسلاميين في هذه الأيام من هؤلاء “الناشطين والقياديين” لا يوصف، ويكشف مدى ضحالة الشعارات “العمل المشترك” التي يحملها هؤلاء وكذبة هذه الشعارات. وكثير من هؤلاء “الناشطين” المدافعين عن الحريات زورا وبهتانا “بحسب ما تهوى أنفسهم” سكتوا وصمتوا على حظر الحركة الإسلامية وعشرات المؤسسات الأهلية، ولم نسمع لكثيرين منهم موقف، وقسم منهم أشبعنا شعارات العمل المشترك والمصير المشترك، وها هو ينفث سمّا وحقدا على الإسلامين.
هناك من سيقول لنا, الفيلم قد صودق على عرضه من قبل وزارة المعارف, وهؤلاء نقول لهم: أليست هذه الوزارة ذاتها التي تحاربنا بمنهاج موضوع المدنيات والكتاب الجديد. يعني الآن صارت الوزارة مصدر مصادقة الأخلاقيات والسلوكيات عنا؟
نعم, إننا نؤكد على احترام المعلم ونؤكد على هيبة المربي, لكن على المعلم أن يحفظ احترامه أيضا باحترام مجتمعه, وعلى المربي أن يحفظ هيبته وهيبة المؤسسة التربوية التي يعمل بها حتى تحفظ هيبته. كما نؤكد على حرمة مؤسساتنا التعليمية والتربوية كما على هذه المؤسسات أن تحفظ حرمة أخلاقيات وأعراف مجتمعها.
هذا الحدث او الاعتداء ليس الأول من نوعه في مدارسنا العربية, لكننا لم نسمع هؤلاء يعلقون على هذه الحوادث وينددون بها ويصرخون محذرين منها.
نعم، إننا نؤمن إيمانا قاطعا “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، لكن ليس معنى ذلك أن نسترضي أيّ أحد على حساب ديننا وثوابتنا وقيمنا، أو أن نسعى لنظهر بمظهر “اللايت” و”الوسطيين”، فلن يرض عنّا أبدا هؤلاء.
إنّ هذا الأستاذ “الوطني” والمربي الفهمان ومن وقف إلى جانبه، هم من يتوجب عليهم الاعتذار عما جرى، لأنه سبب لما حصل. مع تأكيدنا بأنّ العنف لا سبيل للحوار بيننا وكذلك لا يجدي سبيل التقاضي عند المحاكم الإسرائيلية فيما بيننا.
ولا لإقصائنا نحن الإسلاميين، يكفينا مشاريع ومخططات نتنياهو.
محمد إبراهيم كبها
يسلم ثمك.. قال تعالي ” التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين “