نجاح مُميز لمهرجان "يا قلب ..اصمد" ومعرض باقون بكفرقرع
تاريخ النشر: 03/09/13 | 12:22بأجواء من الاشتياق للعمل الثقافي الوقاد ومع دقات الساعة الثامنة والنصف مساءً ووسط أجواء سيدها الصمود والتضامن فقد احتضنت كفر قرع ليلة الأمس المهرجان الفلسطيني التضامني مع النقب تحت عنوان "النقب في القلب …يا قلب اصمد" تحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي، إشراف ومبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية بمشاركة السيد نزيه سليمان مصاروة، عضو الكنيست الدكتور جمال زحالقة وضيف الشرف المناضل الشيخ صياح ابو مديغم الطوري والوفد المرافق من رهط والنقب والفنان أيوب أبو مديغم والفنان طاهر نجيب ولفيف من رجالات الأدب والفن والمسرح ورواد الثقافة من مختلف البلدان، فقد توافدت المئات من الجماهير الفلسطينية ورواد الفكر الثقافي المسرحي الفوتوغرافي الفلسطيني إلى المركز الجماهيري الحوارنة مساء الأمس ليشاركوا في المهرجان الفلسطيني تضامناً مع آلام النقب والعراقيب وللتنديد بمخطط برافر ومشاهدة العمل المسرحي الرائد ركب من إنتاج المسرح الجماهيري أم الفحم، إذ وصلت الجماهير الغفيرة من كل حدب وصوب ومن كل أطياف البلدان الفلسطينية لتملأ المكان تضامناً وتلاحماً مع وحدة التضامن مع النقب.
الانطلاقة الأولى للمهرجان كانت من خلال دعوة إدارة المهرجان للجماهير المشاركة في القاعة لمرافقة الفنان أيوب أبو مديغم والاستماع إلى شروحاته المميزة حول صور معرض باقون المُوشحة بألم العراقيب النازف قبل الانطلاقة الرسمية للمهرجان من اجل نشر التوعية حول الانعكاسات الجغرافية والإنسانية الاقتصادية الحياتية والوطنية للنكبة الجديدة لأهالينا في النقب.
افتتحت المهرجان الناشطة الثقافية السيدة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي والتي رحبت بالحضور من كل البلدان والقرى الفلسطينية مع حفظ الألقاب والمقامات، إذ إستهلت كلمتها بالتطرق إلى موجة العنف والجريمة التي عصفت بالمجتمع العربي والأجواء الحزينة التي تخيم على القرية بالقول: "إسمحوا لي أن انقل حزن بلدنا الطيب كفر قرع الكبير على المأساة التي ألمت بأسرة نعيرات ومزقت فضاء ونسيج الاستقرار والهدوء، كما نرفع تعازينا لأهالينا في دبورية على المجزرة التي حصلت على ارض دبورية، ونأمل من الله عز وجل أن تكون هذه المشاهد خاتمة سيناريو العنف والجريمة بيننا لنقول سلام للون الحزن في عيوننا. نحن نشجب ونستنكر بكل السبل قتل النساء وعمليات القتل بكل سيناريو أي كان وجريمة الانتحار بكل دوافعها".
وفي تطرق لها لرؤيا المهرجان فقد أشارت زحالقة مصالحة:"رغم الظروف التراجيدية والأجواء الحزينة التي تُخيم على مجتمعنا والعالم العربي إلا أننا ارتأينا أن نقيم مهرجانا تضامنياً مع النقب والعراقيب من أجل توعية جماهيرنا لخطورة هذا المخطط السرطاني، برافر لن يمر …النقب في القلب…العراقيب …يا سؤدد الألم…العراقيب …نكبتنا الجديدة، مخطط برافر، السرطان الجريء المُبشر بميلاده قبل الوصول..لن نسبر أغوار المخطط،ة لأننا لن نفلح في ذلك بحضور روعة كلام شيخ العراقيب وشيخ مناهضة مخطط برافر الكبير الشيخ صياح أبو مديغم الطوري الذي بات يسمى صيحة النقب في حنجرته وجاشة صدق كلامه وبسالته الوطنية في الدفاع عن الحجر والخيمة والغيمة فوقهما، الذي سيكون معنا على المسرح ليحدثنا عن نكبة النكبة، كما ونرحب بالفنان أيوب أبو مديغم، الذي ينظم فكرةً ومبادرةً وتصويراً عمله الفوتوغرافي الرائع باقون، الذي يُعري المؤسسة الإسرائيلية ويجسد شموخ أجدادنا في النقب، مجموعة الصور التي تكسو جدران القاعة مُوشحة بألم العراقيب ودموع طفلة فقدت بيتها ولعبتها، والنقب لأن النقب في القلب وان كانت كوارث الكيماوي وتخبطنا بين يقين المؤامرة أو اللا مؤامرة والحرب بين السيسي والمُرسي قد أنستنا ألم العراقيب لبعض الدقائق، إلا أنها لم تُنسنا هذا الألم لأننا لن ننسى أهلنا في النقب، فكل بلد فينا مُهدد بعدوى برافر، وبرافر لن يمر. سوف تكون معنا مداخلة للفنان أيوب أبو مديغم والد معرض باقون ليحدثنا عن مخاض الميلاد وآلام حمل الفكرة وقهر الذات بالعدسة حيث نرى من خلال الصور مدى الدمار الذي تخلفه البلدوزرات في نفوس الأهالي والأراضي في النقب من اجل توثيق هذا الصراع ونشر الوعي حول سرطان النقب الجغرافي الكاسر".
كما وأكدت السيدة مها زحالقة مصالحة اعتزازها باختيار مسرحية رُكب تحديداً من اجل أن تكلل هذا المهرجان وتجسد رحلة العذابات والإهانات واللا هوية من وجهة "نظرهم" التي يعيشها الفلسطيني في كل مطار في هذا العالم، قائلة: "الفنان الفلسطيني ابن أم الفحم، الصديق طاهر نجيب والعمل المونودرامي المسرحي رُكب، والذي يجسد صحراء ازدواجية جوازات السفر في مطارات أوروبا والعالم الغربي ومطار اللد هنا على هذه الأرض، تجسيد لطقوس الإهانة ومحاولات الطمس والذل من خلال موظفة بائسة في المطار لا وطن لها في عرين حقائق تاريخ الدول والأوطان"، كما وأسهبت:"مسرحية مونودرامية راقية وناقدة باكورة إخراج وسيناريو وتمثيل العملاق فعلاً الفنان طاهر نجيب الذي سوف ينقلنا من لوحة إلى لوحة بلمح الدمعة والألم على براق طيارات الكرامة على رغم انف الاحتلال الفكري والجغرافي… ألف ألف تحية لمسرح أم الفحم الجماهيري على هذه الباكورة وكل الاحترام على رفع راية التميز، فإذا كانت الانطلاقة مع الركب، ففعلا القمة قريبة جدا من المنال. هنيئا للمثلث ميلاد جنين المسارح، مسرح أم الفحم، نعتز بكم وبالمبادرة التي نحن بأمس الحاجة لها". كما وبعثت بدورها تحية كبيرة لأسرة العمل المسرحي الذين حضروا المهرجان للسادة نزار الشايب ورياض مصالحة والأستاذ رائد صلاح الدين ومدير المركز الجماهيري السيد محمد صالح اغبارية.
بعد ذلك دعت عريفة المهرجان الجماهير المشاركة للوقوف اجلالاً للنشيد الفلسطيني موطني من اجل أن ينشده الحضور لتعلو وتصدح حناجرهم في القاعة بأسمى آيات الانتماء للمكان والوطن، إذ نشدت الجماهير بكل الحماس والشوق للنشيد الذي بات يعتبر لازمة ثقافية راقية على ارض الحوارنة.
ومن ثم دعت رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه سليمان مصاروة ليبارك الفعالية والمهرجان الثقافي الوطني "يا قلب …اصمد"، بدوره حيى السيد مصاروة الشيخ صياح ابو مديغم الطوري الناطق بلسان مأساة العراقيب والدكتور جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع العربي الديمقراطي في الكنيست،اذ تطرق رئيس المجلس المحلي الى أهمية الاستمرار بالأعمال الاعتيادية في أقسام المجلس المحلي رغم اقتراب فترة الانتخابات، كما وأشار إلى عمليات القتل والإجرام البشعة التي ألمت بعائلات كفر قرع ودبورية داعياً الله ان تكون هذه الماسي آخر الأحزان الى جانب العمل لحد الظاهرة واجتثاثها، كما وأشار السيد مصاروة إلى ضرورة توعية الجماهير العربية إلى الخطورة الوخيمة لمخطط برافر والوقوف في وجه نوايا اقتلاع القرى البدوية ومصادرة الأراضي، مؤكداً أن الشيخ صياح وأحرار العراقيب وباقي القرى يجسدون مثالاً مُشرفاً للدفاع عن الأرض والوطن داعياً الجميع للاستمتاع بفقرات المهرجان المتعددة.
ومن ثم دعت عريفة المهرجان الدكتور جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع العربي الديمقراطي في الكنيست، ليتطرق إلى مخطط برافر بشكل مقتضب ومدجج بالمضمون، من جهته فقد سرد الدكتور زحالقة للحضور قصة جمعته بالشيخ صياح ابو مديغم الطوري أبو عزيز والتي تجسد صموده وكبرياءه وحفاظه على الأرض، قائلاً:"إننا ندعو إلى تجميد وإلغاء المخطط والشروع بالمفاوضات مع الناس والأهالي أما إذا أقرت الحكومة مخططها المجنون لمصادرة مئات آلاف الدونمات وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين العرب في النقب، فإننا لن نسمح بنكبة ثانية في النقب وباقون على أرضنا إما فوقها شرفاء وإما تحتها شهداء، نحن سندافع عن بيوتنا لانه يحق لنا الدفاع عن الأرض والمسكن والقرى".
وبعد ذلك قدمت عريفة المهرجان بوق العراقيب وشيخها لتكون الاستضافة المميزة للشيخ صياح أبو مديغم الطوري أبو عزيز الذي أشعل القاعة حماساً بروح الصمود التي تصرخ من كلماته الأبية، مؤكداً للجماهير أن العراقيب وكل القرى المهددة بالتهجير والهدم بحاجة إلى دعمهم ووقفتهم وان العراقيب بحاجة القيادات العربية اليوم بالذات لان النيابة العامة استأنفت على إطلاق سراح المعتقلين من العراقيب إلى بيوتهم، مشيرا للجماهير بأن الحكومة تتهم البدو في النقب بأنهم الغزاة على أرضهم، مناشداً القيادات في الحكم المحلي والكنيست والقيادات النسائية بالتوحد من اجل مناهضة هذا المخطط الظالم والقاتل لوجود القرى البدوية، كما ونادى الشباب للنزول إلى الشوارع للتظاهر من اجل إعلاء صوت القضية النقبوية ووقف المخطط بكل السبل من خلال نضال جماهيري موحد وغير حزبي وغير فئوي، لأن القرى المهددة بالهدم والتشريد بأمس الحاجة للدعم والتواجد على أرضها. وقد قوبل خطابه بالحماس الكبير والتصفيق الحار من الجماهير وصفوف الشباب خاصةً.
ومن ثم تطرق الفنان ايوب ابو مديغم الى قصته مع فكرة معرض باقون والصور التي زينت جدران قاعة الحوارنة بألم الواقع المرير ومخالب مخطط برافر التي تعري الفقر والبطالة والوضع الاقتصادي المزري لهذه القرى، لتقتل في أهلها الأمل متطرقاً إلى آليات الهدم الإنساني النفسي وليس فقط هدم الحجر.
وبعد ذلك عاشت الجماهير ساعة من الألم والأمل وروعة الإبداع المسرحي مع القنبلة المسرحيدية المونودرامية التي أسرت الجماهير بعمق الأداء والنص، مسرحية رُكب من إبداع الفنان طاهر نجيب، نصاً اخراجاً وتمثيلاً والتي تسرد قصة ممثل من الداخل الفلسطيني يعيش في رام الله حيث يعمل ممثلاً ويقوم بدور شخصية "الزير سالم". يغادر رام الله اضطرارياً مع اندلاع الانتفاضة الثانية وينتقل إلى باريس. تصادف عودته في تاريخ 11-09-2002 أي في الذكرى السنوية الأولى لأحداث سبتمبر. كفلسطيني يحمل جواز سفر إسرائيلي، لم تستوعب الموظفة بالمطار الفرنسي كيف يمكن لشخص أن يكون إسرائيليا وفلسطينياً بالوقت ذاته يطول التحقيق بالمطارات في ذاك اليوم ويُعامل بطلنا بشكل استثنائي جداً جداً سواء بالمطار الفرنسي أو بمطار اللد عند وصوله، إذ افلح طاهر نجيب بالانتقال بين المواقف بحبكة وروعة أسرت المشاهدين وقطعت لهم جوازات سفر الى الحدث في المطارات، تجدر الإشارة إلى أن الفنان طاهر نجيب ، بدأ مسيرته كممثل مسرحي، قبل عشرين عاماً عمل ولا زال في مسارح فلسطينية وأوروبية. وُلد الفنان طاهر نجيب في مدينة أم الفحم في الأراضي المحتلة عام 1948، وشارك في مسرحيات فلسطينية عديدة، منها؛ "سأخون وطني" للكاتب السوري محمد الماغوط، والذي قام باخراجها مع مسرح الحكواتي في القدس المُحتلة، قدم مسرحية "عمر الخيّام"، "لا لم يمت"، "هبوط إضطراري" ومسرحية "الشيء". في إطار الأدوار الرئيسية قدم مع مسرح القصبة في رام الله مسرحية "الزير سالم". هو عضو مؤسس في فرقة "شبر حرّ" المسرحية، وقدم معها مسرحية "إذ قال يوسف"، "في مستوطنة العقاب" ومسرحية بالإنجليزية تحمل اسم The Beloved ، جميعها من إخراج أمير نزار زعبي.
العمل المونودرامي رُكب هو من تأليف إخراج وتمثيل الفنان طاهر نجيب، اضاءة فراس طرابشة، موسيقى نزار الشايب ورياض مصالحة وتصوير فوتوغرافي لوليد حمدان، مدير الإنتاج السيد رائد صلاح الدين.
هكذا زرعت الجماهير المشاركة نخلةً خضراء يانعةً جديدة في حديقة الذاكرة الفلسطينية الجماعية وواحة الصمود.
وفي تعقيب أخير لها حول المهرجان فقد أكدت لنا مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية أملها بان القسم قد أفلح في زرع نخلة كبرياء جديدة في حديقة الذاكرة الفلسطينية بين صفوف الشباب، لان على هذه الأرض ما يستحق الحياة ولأننا نربي الأمل بعودة الكرامة والمكان والزمان.
مأساة عائلة نعيرات مزقت اجواء الهدوء ؟؟!!!
مزبوط هدوء واخوية وتعايش ونشاط وتفاهم ومحبه وفلب واحد وكله بفضل الفعاليات الرائعه والهادفه سيدتي….. شكرا للمجلس