شخصيات مقدسية تندّد بقرار السماح للمتطرف يهودا غليك باقتحام الأقصى
تاريخ النشر: 28/02/16 | 12:01قوبل قرار المحكمة الإسرائيلية الخميس الأخير بتبرئة المتطرف يهودا غليك من تهمة الاعتداء على مسنة في ساحات المسجد الأقصى، وسماح الشرطة له باقتحام المسجد الأقصى المبارك، بالرفض الشديد من قبل شخصيات دينية ووطنية التي نددت بهذا القرار وحذرت من تبعاته الخطيرة.
وقال رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب لكيوبرس إن المؤسسة الاسرائيلية تدعم التطرف وتمارس “إرهاب الدولة” ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه، مؤكدا رفض هذه الممارسات “الظالمة” تجاه المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد الهدوء سواء في المسجد الأقصى أو مدينة القدس، وأكد على أن السماح للمتطرف غليك باقتحام المسجد سيزيد من التوتر فيه، “وعلى سلطات الاحتلال أن تعي أن المسجد الأقصى مكان بالغ الحساسية، وأي مساس به سيشعل المنطقة بأكملها”.
تحدي للمسلمين
من جانبه أوضح رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري أن السماح ليهودا غليك باقتحام المسجد الأقصى، يؤكد على أن الاحتلال يستهدف الأقصى ويقصد من وراء هذا القرار التصعيد ضده والمسلمين جميعا.
وقال في تصريح لكيوبرس إن هذا القرار يعني أن الاحتلال ماضٍ في أطماعه وتحدي واستفزاز المسلمين، لتحقيق إنجازات في المسجد الأقصى، وحمّل الحكومة والشرطة الاسرائيلية مسؤولية التوتر في المسجد والمنطقة بأسرها نتيجة هذا القرار.
تصعيد مبيّت
وزير القدس السابق حاتم عبد القادر رأى بعين الخطورة قرار السماح للمتطرف يهودا غليك باقتحام المسجد الأقصى، وأوضح في حديث لكيوبرس أن ذلك يعد استفزازا وتصعيدا مبيّتا من جانب الحكومة الاسرائيلية لتأجيج الوضع في المسجد.
واعتبر هذا القرار بمثابة تراجع اسرائيلي عن التعهدات التي أطلقها “بنيامين نتنياهو” وعددا من المسؤولين بينهم الملك عبد الله الثاني، وأنه ينقض التفاهمات الأخيرة بمنع المتطرفين أو مسؤولين وأعضاء الكنيست من اقتحام المسجد الأقصى.
وحذّر عبد القادر من استمرار سياسات الاحتلال الاسرائيلي في المسجد الأقصى -التي تصاعدت مؤخرا -من خلال السماح لعشرات المستوطنين باقتحامه يوميا، لما لها من تداعيات خطيرة.
وأهاب وزير القدس السابق بالحكومة الأردنية والملك عبد الله الثاني بالتدخل وتحمل مسؤولياته على ضوء التراجع الاسرائيلي عن التفاهمات بين الطرفين، وطالب الفلسطينيين بالتواجد والرباط في المسجد الأقصى والتصدي للمتطرفين اليهود، ومنعهم من إقامة أي شعائر تلمودية داخله.
اعتداء على حرمة الأقصى
من جهته أكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لكيوبرس أن السماح للمتطرف يهودا غليك باقتحام المسجد الأقصى يعتبر اعتداء على حرمته، ويزيد من حدة التوتر فيه وفي أنحاء فلسطين، موضحا أن غليك من أشد المحرضين على اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى والداعين لهدمه.
واستنكر الكسواني اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والسماح لغلاة المتطرفين أمثال غليك باقتحامه واستفزاز مشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة.
فرض أمر واقع
كما اعتبر رئيس لجنة رعاية المقابر الاسلامية في القدس الحاج مصطفى أبو زهرة أن قرار المحكمة والشرطة الإسرائيلية، يهدف إلى التصعيد، وفرض أمر واقع لإقحام المتطرفين اليهود في المسجد الأقصى المبارك.
وقال: “لن نسمح على الإطلاق لأي أمر واقع غير الذي كان قبل عام 1967، ولن يكون في المسجد الأقصى مهما كان، وإن شاء الله سيبقى هذا المسجد إسلامي إلى يوم القيامة”.
وأوضح أن سلطات الاحتلال وأذرعها المخابراتية وجنود حرس الحدود يقومون بجولات كبيرة داخل المسجد الأقصى، منوها إلى أن الأفواج التي تدخل بمسمى سياحي، هم عبارة عن يهود من الجامعات العبرية يتلقون محاضرات تروج للمزاعم الاسرائيلية للهيكل داخل المسجد الأقصى.
إعدام فرص السلام
وأكد رجل الأعمال المقدسي مازن سنقرط أن المؤسسة الاسرائيلية أعدمت كليّاً كل فرص السلام مع الفلسطينيين والعرب، وأوضح أن تغيّب العرب وانشغالهم، قد أضعف الموقف العربي والإسلامي تجاه حماية وصيانة المسجد الأقصى.
وقال: “تستغل المؤسسة الاسرائيلية انشغال الإدارة الأمريكية والعرب عن قضية فلسطين والمسجد الأقصى، ما أتاح للحكومة السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، رغم الاتفاقيات المبرمة، والمضي في مخططات التقسيم كما جرى في المسجد الإبراهيمي منذ سنوات”.
وأشار إلى هناك أفرادا ما زالوا يتابعون عملية الحفاظ والصمود والرباط في المسجد الأقصى، وإبراز قضيته لدى مليار وسبع ملايين مسلم، مؤكدا على ضرورة عدم الخضوع لهذا التحدي الكبير.
اقتحامات تحت إشراف الحكومة
من جانبه أوضح عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس سليمان شقيرات أن الاقتحامات التي يمارسها المستوطنين في المسجد الأقصى تتم تحت إشراف الحكومة الاسرائيلية وبقرار منها، مشيرا إلى أنها تمارس أسلوب ممنهج لإحداث تقسيم زماني ومكاني في المسجد.
واعتبر قرار السماح للمتطرف غليك باقتحام المسجد الأقصى، بمثابة تصميم إسرائيلي على مواصلة السياسات الرامية إلى تقسيمه.
كيوبرس