اعلان حاله طوارئ في سلك التربية والتعليم في مجتمعنا!
تاريخ النشر: 04/09/13 | 2:14في صباح اليوم وانا استعد ليوم العمل, اتصفح جريدة الصباح واذ بكشف شامل عن تحصيل الثانويات في المجتمع العربي داخل اسرائيل, بدأت اقرا سلم التصنيف وارى ان البلدة الأولى هي " كوخابياير" فاستكملت بالبحث في السلم متشوقا لأرى اسم بلدي, وهنا كانت الصدمة بان اجد تدريج تحصيل كفر قاسم في امتحان البجروت هو 24.7 أي الخانة 149 من اصل 152!
هذا يا اهلي وناسي هو العلم الاسود الذي يخيم على بلدنا والمصيبة أن هذا هو نفسه الحال في باقي البلدان العربية التي لم تنتصر في معركة العلم! هذا يوم اسود لنا كمواطنين ويوم اغبر لقسم التربية والتعليم في مدينتنا الحبيبة. كيف يحصل هذا في بلد مثل كفر قاسم التي تحظى في مكان جغرافي متميز ووضع مادي واجتماعي عالي, كيف يحصل هذا في بلد لها امجاد وتاريخ, بها مثقفين, كتاب, قيادة سياسيه, رجال دين, مدراء, معلمين؟
هذا التصنيف يدرجنا في خانه العار التي هي نفسها السبب من وراء الجريمة, البطالة, الفقر والتوتر في مجتمعنا العربي, ان المدارس هي اهم اذرع العمل لبناء الانسان الذي بدوره يبني المجتمع, ماذا نتوقع من مجتمع لا يحافظ على صناعه الانسان بل ويخرب الاداة الاساسية, كيف لمجتمعنا ان يتغلب على الفقر ان لم يكون متعلم؟ كيف لأبنائنا وبناتنا ان يدخلوا الى الحياة العملية ويتقدموا دون شهادة دخول الى المجتمع؟ كيف سوف نحارب الجريمة ونحن نرمي بأولادنا الى التهلكة ولا نرشدهم الى الصواب ولا نضعهم باطر تصنع منهم رجال مجتمع ونساء فاضلات؟ كيف سوف نحارب العنصرية ونحن ندمر المنشأ الاساسي لتوعيه الانسان وتفتيح افاقة. وعي الانسان هو بوصلته, وهذه البوصلة تجمع في البيت اولا ومن ثم في المدارس في كل مراحلها ومن ثم في الجماعات والاطر الاخرى, كيف سوف نضمن بيت دافئ واهل واعون اذ هم نفسهم فاقدون للبوصلة؟ ان ما نزرعه اليوم نحصده بعد سنين, ان الجريمة, البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية القاتلة التي نحيا اليوم هي حصاد سنين من الزراعة الخاطئة. ما حصل في دبوريه من جريمة تقشعر لها الابدان هو اكبر دليل ان مرتكب الجريمة فاقد لبوصلته ولإنسانيته.
هذا التصنيف وهذا الوضع يملي علينا ابنعلن حاله الطوارئ في مجال التربية والتعليم, انا اطلب من جارنا وزير التربية والتعليم " شاي بيرون" المساعدة لان على المؤسسة ان تساعدنا من اجل ان ننقذ انفسنا, ان عدم تحمل المسؤولية هو استمرار في هذه الكارثة و وان السلطة المحلية وقسم التربية والتعليم مذنبون بنفس القدر. لن اخجل بان اقول ان سياستنا العائلية الحمائلية تنهش بهيكلنا وتدمره, فهذه السياسة هي التي تعين بالواسطة من هو ليس بكفء في وظائف التعليم, يعينوا حسب اسم العائلة وليس حسب الكفاءة والقدرة .
انا اخاف ان المساعدة والانقاذ لن يأتي منا, وان على المؤسسة ان تتدخل بصورة جدية وصارمه بما يحدث هنا في بلدنا وسائر البلدان العربية في اسرائيل. ان نهج المؤسسة بان يقولو عنا " هذا خيارهم وفخار يكسر بعضوا" يجب ان لا يستمر, هذه السياسة تقتلنا وتهدم مجتمعنا, انها تضر بنا وبالدولة معا.
على وزارة التربية والتعليم ان تراقب عن كثب ما يحدث في مدارسنا وان تراقب مدراء اقسام التربية والتعليم في البلديات وعدم السماح بتوظيف اشخاص غير مناسبون في وظائف التربية والتعليم. انا من هنا ايضا اطالب المواطنون العرب ان لا توافقوا على هذه السياسة القاتلة, حاربوا التعيينات العائلية حتى لو حسبتم انكم سوف تستفيدون ففي نهاية هذه السياسة سوف نخسر جميعا.
اتمنى ان هذه النتائج سوف تقلق الجميع مثلما اقلقتني واذعرتني, وان تكون ردة فعل مناسبة وعمل جدي بالمستوى المحلي وعلى مستوى وزارة التربية والتعليم, سوف استغل منصبي كنائب في الكنيست من اجل قلب هذه المعادلة لان ناتج هذه المعادلة غاز سام نستنشقه دون ان نشعر به.