مؤتمر قُطري لإتحاد لجان الأولياء العرب
تاريخ النشر: 28/02/16 | 18:55تحت شعار “نحو مستقبل أفضل لطلابنا”، عقد الإتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب، ظهر السبت الفائت في أم الفحم، مؤتمره السنويّ، بمشاركة عدد كبير من اعضاء لجان أولياء أمور الطلاب قطريًا، كما وشارك في المؤتمر عددٌ من القيادات العربية منها رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، أعضاء الكنيست د.يوسف جبارين د. جمال زحالقة، المربي مسعود غنايم، ورئيس بلدية ام الفحم الشيخ خالد حمدان. وتمّ خلال المؤتمر مناقشة عدة محاور منها؛ الانتخابات السنوية للجان أولياء أمور الطلاب في المدارس الأهلية والرسمية، التحديات والمعيقات الماثلة أمام الإتحاد خاصةً في ظل سياسات العنصرية والتمييز الممنهجة التي تتبعها وزارة المعارف تجاه جهاز التعليم العربي، وإنجازات وفعاليات الاتحاد للعام 2015.
وافتتح المؤتمر الصحافيّ عبد المنعم فؤاد والذي قدم تحية المؤتمر لجميع الحضور متمنيًا للجميع مؤتمرًا مثمرًا. وبعد افتتاح بآيات من الذكر الحكيم تلاها طالب المدرسة الثانوية الاهلية في ام الفحم فتحي جبارين، تحدث الشيخ خالد حمدان، رئيس بلدية ام الفحم والذي بدأ كلمته مرحبًا بالحضور وشاكرًا الاتحاد القطري للجان أولياء الأمور على مساعيه في دفع المسيرة التربوية في مدارسنا العربية إلى الأمام. وأكد الشيخ حمدان على ضرورة التكاتف والعمل الوحدوي لجماهيرنا العربية عامةً، خاصةً عند الحديث عن تنمية وتعزيز قدرات جيل المستقبل. وأرسل الشيخ حمدان عددًا من الرسائل أولها وُجهت إلى رؤساء السلطات المحلية طالبًا منهم التعاون والتنسيق مع الإتحاد لأهميته كهيئة تمثيلية فلسطينية. كما وأرسل رسالة مماثلة إلى لجان أولياء أمور الطلاب طالبًا منهم اشراك السلطات المحلية ورؤسائها بعملهم وقراراتهم لما يحمل هذا التصرف من شرعية للطرفين ويعمل على تطوير ودفع التعليم في البلدة.
اما رئيس الإتحاد القطري لأولياء لجان أمور الطلاب، المحامي فؤاد سلطاني، فقد وجه تحية للحضور من نواب عرب ومن رئيس لجنة المتابعة، مشيرًا أنّه كان له الشرف في مرافقة عمل الاتحاد خلال الـ4 سنوات التي مضت. وأشار المحامي سلطاني إلى تعاظم دور لجان أولياء أمور الطلاب في الآونة الأخيرة حيث لمس الإتحاد هذا التعاظم من خلال التوجهات للإتحاد سواءً من قبل إدارات المدارس أو من قبل لجان أولياء أمور الطلاب أنفسهم.
وعدد المحامي سلطاني إنجازات الإتحاد في الآونة الأخيرة من زيارات ميدانية إلى لقاءات مع مؤسسات وممثلين حكوميين وإلى لقاءات مع مديري مدارس. وأوضح سلطاني أن هنالك بعض المديرين العرب الذين يرفضون وجود لجان أولياء أمور فعالة وناجحة في محيط مدرستهم مكتفين بدور الداعم المالي من قبل تلك اللجان، مناشدًا لجان أولياء أمور الطلاب الإطلاع على صلاحياتهم الممنوحة لهم من قبل وزارة التعليم والتي تمنحهم صلاحيات أوسع تصل حد المشاركة في المضامين التربوية التي تمرر لأبنائهم.
ودعا المحامي سلطاني الأمانة العامة للمدارس الأهلية إلى الاعتراف بالرابطة التي شكلت في الآونة الأخيرة لمراقبة عمل المدارس الاهلية داعيًا إلى التعاون معها نحو تشكيل لجان أولياء أمور للطلاب فيها.
رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، السيد محمد بركة، شدد في بداية حديثه على الدور الوطني الذي يلعبه الإتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب، مشيرًا أنّ الاتحاد شكل بوصلة وطنية لطلابنا ومدارسنا. وأهاب بركة باللجان التعاون مع الهيئات الفلسطينية التمثيلية وعلى رأسها رؤساء السلطات المحلية.
ونوه بركة إلى ضرورة العمل على رفع الوعي وتعزيز الهوية الفلسطينية لطلابنا مشيرًا أنّنا كمجتمع فلسطيني لسنا مستهلكين للشهادات، فإن التحديات الماثلة امامنا والتهديد الدائم الذي تتعرض له الأقلية العربية يلزمنا العمل نحو خلق جيل واعٍ سياسيًا ووطنيًا.
ودعا بركة إلى ضرورة العمل الوحدوي والتكامل بين الهيئات مقترحًا أن يتم تأجيل الانتخابات لتشكيل سكرتاريا الاتحاد الجديدة إلى موعد آخر بعد التوجه إلى المنتدى القطري، وهي هيئة أقيمت مؤخرًا تنشط في ذات المجال، ومحاولة دمج الهيئات سويةً، مشددًا أنه وفي حال كان هنالك رفض من قبل ممثلي المنتدى فإنه تاريخيًا الإتحاد القطري لأولياء امور الطلاب هو الهيئة التمثيلية الرسميّة، رافضًا رغم التعددية السياسية كل اشكال التشرذم خاصةً وأنّ هذه المظاهر تأتي عاما واحدا بعد تشكيل قائمة مشتركة عربية كعنوان للجماهير العربية وأنّ التحديات أمام طلابنا من محاولات تدجين وتجهيل تستوجب توحيد الصفوف والعمل في مسار واحد.
وتطرق بركة إلى بعض التحديات الماثلة امام طلابنا منها المؤسساتية، إلا أنه شدد بشكل كبير على مشكلة جدية تواجه الأهالي وتتعلق بالطلاب وهي العالم الافتراضي والشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي، فقد كثرت في الآونة الأخيرة الأمثلة التي أنجرف فيها طلابنا بعرض خصوصياتهم على هذه الشبكة مما يستدعي العمل على ضبط الأمور واستخدام تلك الوسائل الخلاقة فيما يصب بمصلحة طلابنا وليس هدم مستقبلهم.
إلى ذلك، تحدث النائب عن القائمة المشتركة د.يوسف جبارين الذي أكد بدوره على ضرورة العمل الوحدوي ايضًا مشخصًا حالة التعليم العربي، حيث بدأ الحديث عن ضرورة اقامة سكرتاريا تربوية تعمل على مراقبة تعليمنا العربيّ داخل وزارة التعليم مشيرًا أنّ 22% فقط من طلابنا العرب يتوجهون إلى الجامعات في حين أنّ قرابة الـ 80% لا يصلون إلى الجامعات.
وأكد د. جبارين أن من مهام هذه السكرتاريا رفع التحصيل العلمي لطلابنا وتعزيز مكانة المعلم والطالب العربي، اضف إلى ذلك خلق مناخ تربويّ خلاق وإيجابي قادر على مواجهة التحديات المؤسساتية والمجتمعية وعلى رأسها العنف.
وتطرق د.جبارين إلى تسلمه من وزير التعليم نفتالي بينت (البيت اليهودي) وثيقة خطية تفصّل الساعات التعليمية التي سيتم تخصيصها للمدارس العربية في السنوات القادمة ضمن خطة التمويل التفاضلي التي شرعت بها الوزارة قبل أكثر من عام. وبحسب التفاصيل التي حصل عليها جبارين، تتعهد الوزارة بتخصيص عشرات آلاف الساعات التعليمية الإضافية للمدارس العربية، حيث تشتمل الخطة على 54,576 ساعة تعليمية إضافية للمدارس العربية من بينها 29,002 ساعة للمدارس الابتدائية و 25,574 ساعة تعليمية للمدارس الاعدادية، وأنّ التكلفة الإجمالية لهذه الساعات في المدارس العربية تعادل الـ 435,529 مليون شاقل.
بدوره تحدث البروفسور مصطفى كبها متطرقًا إلى الفرضيات التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار حين نتحدث عن التربية والتعليم، والفرضية الأولى تشير إلى أنّ التعليم يعد المجال الأساسي لإحداث التغيير المجتمعي مما يستدعي ضرورة صياغة سياسات وإستراتيجيات تعليمية تعمل على التعويض عن وضع التعليم العربي الذي نعيشه، فيما تشير الفرضية الثانية إلى أنّ للتعليم دورا في بناء وصياغة الهوية وفي هذا السياق عملت إسرائيل منذ الـ48 وحتى اليوم على بناء إنسان منقطعا عن حضارته حاملا لمواطنة منقوصة ومشوهة.
وأوضح بروفسور كبها أنّ المناهج التعليمية الحالية خطيرة جدًا من حيث المضامين حيث تحاول أن تخلق واقعًا وتاريخًا مزيفًا والأنكى من ذلك أنّ معلمي المدارس العربية يقومون بتعليمها وكأنها حقائق فعليّة.
وناشد بروفسور كبها اشراك الأهالي في كل المسيرة التربوية، مؤكدًا أنّ دورهم يجب أن يكون بالشراكة التامة وليس بالتداخل كما اشار المتحدثون السابقون.
بعد الكلمات في المؤتمر، قام المحامي نضال عثمان مدير مؤسسة “استراتيجيات للتغيير المجتمعي” والمرافق لعمل الاتحاد في مجال الاستشارة التنظيمية، بتوجيه النقاش حيث عرض على الحضور، من لجان أولياء أمور الطلاب، ما خلصت إليه السكرتاريا السابقة خلال إجتماعاتها مؤخرًا، واستجابة لما توجه به السيد محمد بركة بهذا الخصوص، وهو تأجيل الانتخابات للسكرتاريا عدة أشهر وتشكيل لجنة تحضيرية موسعة تعمل على التحضير لمؤتمر قريب، في غضون أشهر قليلة حتى ثلاثة اشهر على الاكثر، حيث تشمل اللجنة التحضيرية، كهيئة مؤقتة حتى انعاد المؤتمر، من نشط حتى الآن في السكرتاريا وضم آخرين، بهدف التواصل مع الجميع، دون استثناء، لتحصيل مشترك لمؤتمر وحدويّ.
وأقترح المحامي عثمان أن تضم اللجنة التحضيرية 25 شخصًا؛ 10 منهم من السكرتاريا القائمة، 10 آخرون ممثلون عن المناطق المختلفة ممن ليسوا في السكرتاريا، مع إبقاء 5 مقاعد شاغرة في اللجنة التحضيرية لضم من لم يتسن لهم الحضور للمؤتمر من مناطق هامة في مجتمعنا، كالنقب، او هيئات أخرى ترغب ان تنشط ضمن الاتحاد حتى المؤتمر القادم، مشددًا على أنّ هذه الهيئة يجب أن تكون منوعة مناطقيًا وجندريًا.
وبعد النقاش وطرح إمكانية تشكيل لجنة من 8 أعضاء فقط، وقبول اقتراح الـ 25 عضوًا بالأغلبية، فتح باب الترشيح حيث سُمح بترشيح 35 عضوًا بدل 25 من باب ضرورة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من قرانا وبلداتنا العربية من الجليل إلى النقب، حيث شملت اللجنة الأسماء التاليّة: عيسى فقرا – البعينة النجيدات، علي مرشد – كابول، عبدالرحيم شدافنه – اكسال، منير سمحات – كفر مندا، محمد حلمي اغبارية – مصمص، عبدالحميد عزايزة – دبورية، محمود طاطور – الرينة، ناديا محاميد – ام الفحم، محمود جميل جبارين – ام الفحم، عائشة سعدة، فؤاد ابو سرية، نديم مصري – عرعرة، عزات غبّس – الفريديس، عمر حسن – المشهد، محمود مصالحة – دبورية، نادر حامد – الناصرة، ايوب جزماوي – عارة، يوسف زعبي – طمرة الزعبية، جمال غنايم – سخنين، يوسف اسدي – دير الاسد، معتز كيلاني، مروان سعدي.
وخلص المؤتمر بتعيين موعد لاجتماع اللجنة التحضيرية والتي من المقرر أن تجتمع قريبًا لتباشر مهامها في التحضير للمؤتمر المنعقد في غضون شهرين الى ثلاثة.
يشار إلى أنّ المؤتمر السنويّ شمل عددا من الفقرات الفنيّة قدمتها جوقة المركز الجماهيري في ام الفحم بقيادة الفنان نزار الشايب، كما شمل تكريما لعددٍ من الشخصيات التي ساهمت تطوعًا في إنجاح المؤتمر.