المنظومة المباركة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين وصحابته الأكرمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يارسول الله أنبئني عن شيء إذا أخذته دخلت الجنة، قال: أفشي السلام وأطعم الطعام وصِل الأرحام وصلِّ بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام.

هذه المجموعة المباركة التي إذا فعلها المسلم دخل الجنة من غير حساب وأدخله الله الدرجات العلا.
* أولاً: أن تسلِّم على من عرفت ومن لم تعرف وأنتم تعلمون أن هذه الصيغة التي قالها المصطفى عندما وصل المدينة واستقبله أهلها وهو مهاجر ذلك الإستقبال التاريخى الخالد فلما انتهوا من استقبالهم العظيم قال: أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. وهذا ما قاله المصطفى مرة أخرى لكل من سأله عملاً يدخله الجنة باليقين. أن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف (هل أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم). وتحدثنا في حلقة سابقة عن أجر السلام يغفر للذي يسلم والذي يرد عليه هذا عن إفشاء السلام.

* وأطعموا الطعام (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ {11} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ {12} فَكُّ رَقَبَةٍ {13} أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ {14} البلد) (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) الإنسان) في حاجة في مجاعة في قحط كما هو الحال الآن فى بعض الدول العربية ومشاكلها هناك عوائل لا تجد لقمة تأكلها وأنت تطعم جارك من غدائك كله أو من جزء منه (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (9) الحشر)، إطعام الطعام (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ {11} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ {12} فَكُّ رَقَبَةٍ {13} أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ {14} البلد) ما من أجر أعظم إسراعاً وسرعةً من إطعام الطعام.

* وأن تصل الأرحام وأنت تعرف أنه من أحب أن يُنسأ له في أجله وأن يزاد له في رزقه فليصل رحمه (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ (1) النساء) وحينئذٍ هذا الرحم يشفع لك يوم القيامة حتى لو حكم الله عليك بالنار وأنت على الصراط تمر بالرحم فتقول يا رب قد كان يصلني قال خذوه إلى الجنة هكذا هو الرحم.

* وصلّوا بالليل والناس نيام (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ (79) الإسراء) أهل الليل أشراف أمتي، ولهذا قال صلوا من الليل ولو ركعة ولو بقدر فواق ناقة فقط كن معهم كن من الزمرة كن من زمرة أهل الليل (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا (16) السجدة).

حينئذٍ هذه الزمرة هذه الباقة هذه المجموعة العظيمة إذا فعلتها وهي كما تراها يمكن أن تفعلها بيسر، إذا طبخت طبيخاً أطعم جارك إذا جاءك ضيف ستطعمه طبعاً، إذا عرفت أن بني فلان فى حاجة إبعث لهم غداءاً ولو بالشهر مرة وهكذا كن من مطعمى الطعام على قدر ما تستطيع حتى ولو خبزة فأنت منهم. وسلِّم على من تلقاه في الطريق من عرفت ومن لم تعرف (السلام عليكم) وهذا يفعله الكثير وهو من الأدب الراقي وهو من الأخلاقيات العالية من الثقة بالنفس (السلام عليكم) ومن سلَّم سلِم وهذا أرحامك إخوانك وأخواتك أعمامك وعماتك أخوالك وخالاتك إذا كان أحدهم بحاجة إليك في مطعم أو ملبس بِرّه بثوب أو بلقمة تكون قد أكرمته .

وبالتالي هذه المجموعة المباركة التي يستطيع كل مسلم أن يفعلها بيسر وسهولة على قدر ما يستطيع كلنا نستطيع أن يفشي السلام وكلنا نستطيع أن نطعم الطعام حتى “اتقوا النار ولو بشق تمرة” إمرأة دخلت الجنة بسقيا كلب وهى بغيّ، رجل سقى أخاه جرعة ماء شفع له حتى أخرجه من النار إلى الجنة بجرعة ماء بوضوء ماء. حينئذٍ وصلاة الليل كما تعرفون. ما كلفك الله شططاً “ولو بقدر فواق ناقة” (يعنى حلب ناقة) يعني ركعة ركعتين ما تطول خمس دقائق بخمس دقائق تدخل الجنة دخول الفاتحين يستقبلونك إستقبال الصالحين والصديقين والشهداء. فعلاً مجموعة مباركة حاول أن تكون من أصحاب هذه المجموعة تدخل الجنة بلا حساب ولا عرض ولا شيء ولكن أن تدخل كما يدخل الملوك يستقبلك الناس وخدمك وحشمك أهل الجنة كلهم يستقبلونك على بابها بعد الحوض لأنك أنت من أصحاب هذه المجموعة الراقية وما علينا إلا أن نفعلها والحمد لله معظمكم يفعلون معظمها كل منكم يسلمون والكثير منكم يصلي الليل والأكثر يصل رحمه وكلكم تطعمون الطعام ما من أحد من إلا ويطعم جاره يوماً ولو في الشهر مرة في الأسبوع مرة .

إذاً في هذه الأمة المباركة التي فيها جوار ونادراً ما تجد أمة فيها جوار كجوار المسلمين حينئذٍ أبشروا بالخير بهذا العطاء الكريم وبهذه البشارة العظيمة (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ (2) يونس) ونسأله تعالى أن يجعلنا من هؤلاء جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.