اتباع السُنّة

تاريخ النشر: 13/03/16 | 5:40

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود) ماذا قال نوح؟ (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) إحفظوا هذه المناجاة جيداً لأنها تؤتي ثمارها لكل من يقولها (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) ماذا كان الجواب؟ (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ (48)) ستكون سالماً سيسلمك الله عز وجل من سفينة الأشرار ومن سفينة الشر وسفينة الفوضى التي تعج بالعالم. عليك أن تتقرب إلى الله سبحانه وتعالى إما بدعاء معين أو بعبادة معينة أو بذكر معين أو بفعل ترضي الله سبحانه وتعالى به يحبه. ثلاثية علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها عظيمة الأثر عند الله سبحانه وتعالى، ثلاثية جميلة وسهلة لمن يسّرها الله تعالى عليه “من أكل طيباً وعمل في سُنّة وأمِنَ الناس بوائقه دخل الجنة” ما أجملها وكم هي مختصرة وصدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال “أوتيت جوامع الكلم”. “من أكل طيباً وعمل في سُنّة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة” ومن فضل الله الغالبية العظمى من هذه الأمة إن شاء الله تفعل ذلك على امتداد القرون. “من أكل طيباً” ما من أمة تتحرى الحلال في اللقمة كهذه الأمة “إن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال كالجبال وقد أخذ قسطاً من الليل ثم لم يجد عند الله منها شيئاً قالوا بمَ يا رسول الله؟ قال باللقمة الحرام يقذفها في جوفه” فعليكم أن تنتبهوا لهذا “من أكل طيباًً”. وهذه الأمة إلى هذا اليوم تتحرج حتى الذين يتعاملون مع البنوك الربوبية تراهم متألمين محسورين يشعرون بالحرج لا يهنأون لشدة خوفهم من اللقمة الحرام :من أكل طيباً”. “وعمل في سنة” “إن الرجل ليدخل الجنة بالسُنّة يعملها”، إتباع السنة أجره عظيم، فمن تبعني فإنه مني خاصة إذا كان هناك بعض السنن التي أميتت “من أحيا سنة أميتت من بعدي فكأنما أحياني” وهذه الأمة في مجموع حركاتها وسكناتها وأخلاقها يمكن أن نقول عنها أمة أخلاقية حوار الجوار حقوق الرحم حقوق الطريق حقوق المجالس ترى فيها قيم وشمائل. وحينئذ هذا الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بالشهادة وقرن بين الشهادة بالله وبرسوله وهو يعلم أن طاعة الرسول من طاعة الله وأطيعوا الله ورسوله حينئذ سهل علينا أن نتحرى السنة في مطعمنا وملبسنا ودخولنا وخروجنا. وهناك بعض السنن تندثر أحياناً تنسى أحياناً يغفل عنها أحياناً لأسباب كثيرة “من أحيا سنة أميتت من بعدي فكأنما أحياني”. مثلاً من السنن التي كانت على جيل آبائنا من قريب كان كل صاحب أسرة يكتب وصية ما في واحد إلا وعنده وصية هذا الآن تكاد تكون أمييت. “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبيتنّ إلا ووصيته تحت رأسه” الآن هذه قلّت فعلينا أن نحييها كل واحد منا يكتب أنا فلان ابن فلان إذا مت أطلب كذا وكذا، فقط لتطبيق السنة. فمن السنن التي أميتت هذه. إلى عهد قريب كان كل جار وقت الغداء يطعم جاره مما طبخ كنا أطفالاً والأطباق تخرج من بيت إلى بيت “من طبخ مرقاً فليسكب عليها الماء وليطعم جاره” إطعام الجار من غدائك كانت من السنن السائدة إلى عهد قريب والآن ربما أميتت حاول أن تحييها ولو لجار واحد تتعرف عليه وتطعمه من طعامك بين الفينة والفينة بنية إحياء سنة. هناك الجلوس بعد صلاة الصبح في المسجد حتى تطلع الشمس “من صلى الصبح في جماعة فجلس في مصلاه لا يقول إلا خيراً حتى تطلع الشمس فصلى ركعتين فله أجر حجة وعمرة هذه لا تكاد تجدها في المساجد إلا نادراً جداً ليتك تحيي هذه السنة بنية إحياء سنة. والجزء الثالث في هذه الثلاثية “وأمن الناس بوائقه” باب من أبواب الجنة شريطة دخوله هذه الثلاثية الجميلة أن يكون مطعمك طيباً وأن يأمن الناس بوائقك وأن تكون متّبع السنة قدر الإمكان خاصة إذا أحييت سنة من السنن التي أميتت وما أكثرها الآن، إبحث عنها وإسأل أحد الشيوخ قل ما هي السنة التي أميتت الآن لأحييها وتخصص بواحدة وقل يا رب تخصصت بهذه العبادة. “أمن الناس بوائقه” هذا من أشد الأشياء ضرورة، دب هناك شيء من الخلل في المجتمعات الإسلامية التي بقيت أمينة محافظاً عليها منذ أن جاء الإسلام إلى هذا اليوم، فحقوق الجار كان مصوناً والجار يقتل مائة رأس ولا يعطى الأسير الجار

ناري ونار جاري واحدة وإليه قبلي تنزل القدر

ولم يكن يغشى غوائل أم حسرة جار

هذه الثلاثية أن يكون مطعمك طيباً وأن يأمن الناس بوائقك وتتبع السُنة حينئذ إعلم أنك بهذه الثلاثية دخلت الجنة ومن أوسع أبوابها إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة