الذكر بعد الصلاة
تاريخ النشر: 12/03/16 | 0:47بسم الله الرحمن الرحيم. عبادة نهاية الصلاة. كل جزئية في اليوم لها تقوى منذ أن تستيقظ إلى أن تنام، كل حركة من حركاتك: استيقاظ، تدخل الحمام، تخرج منه، تصلي، تنهي الصلاة، تبيع تشتري، تذهب للعمل، كل جزئية لها تقوى. من التقوى ماذا بعد الصلاة؟ أنهيت الصلاة. نرى بعض الناس قال السلام عليكم وقام وهناك ناس يبقون جالسين في مكان الصلاة يذكرون الله عز وجل. لو يعرف هذا الذي قام مسرعاً من صلاته كيف أنه فوّت على نفسه تقوى هائلة لا تقل شرفاً عن تقوى الصلاة نفسها! (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) إذا فرغت من صلاتك اِتعب بالذِكر، (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ (103) النساء) تعلّم هذه التقوى بعد الصلاة، كلمتين (فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا) لو تعرف ما فيها. اِقرأ الأحاديث الصحيحة المتفق على صحتها وما رواه أصحاب الصِحاح ماذا تقول بعد الصلاة، عجائب! خاصة بعد صلاة الصبح في المسجد، بعد العشاء، بعد المغرب، هذه التسبيحات الثلاثة والثلاثين تجعلك من السابقين. مرة سيدنا عمر بعدما صلّى الإمام قام أحدهم مباشرة فسحبه قال له اِجلس، أليس لك عند الله حاجة؟! أليس عند مشكلة وتحتاج رب العالمين؟! هذا وقت الإجابة بعد الصىة وإذا فرغت من صلاتك فانصب والآية واضحة وكما يقول سبحانه وتعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) هذا أمر، هذا دليل لما في انتهاء الصلاة من خير وعظمة من حيث أنها أكثر الأوقات استجابة للدعاء. فإذا فاتك خير في كل مكان فلا يفوتنّك هذا الخير، عندك مشاكل في البيت، أمراض، رزق، سياسة، اقتصاد، كل حاجاتك، ما عليك إلا أن تصلي في المسجد وحتى في بيتك لما تسلم قل هذه الأذكار المتفق عليها (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) وادعُ الله بما تشاء أولاً هذا العمل فيه أجر عظيم إذا فعلتها سبقت من بعدك ولم يسبقك من قبلك، هذا حديث. ثانياً الدعاء مستجاب وكم عندك من حاجات عند الله عز وجل؟!. إذن (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) هاتان الكلمتان عظيمتان جداً من حيث أنها تدل على تقوى الفراغ من الصلاة ورب العالمين كرّر هذا عدة مرات (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) ليس فقط اُدعُ ولكن أتعب نفسك قليلاً بالدعاء ليس مجرد كلمتين وتمشي، اُطلب من الله بحرارة والله سبحانه وتعالى يحب المتضرعين.
إن ما بعد الصلاة مساحة لمدة دقائق فيها من الخير ما لا يمكن لعقلك أن يدركه والخسران من خسرها أو لم يعرف قدرها. من أجل ذلك على كل مسلم يريد أن يكون تقياً صالحاً وقد وفقه الله للذهاب للمسجد وصلى جماعة ولكن العاقبة، عاقبة الزرع أن تحصده وعاقبة البستان أن تجنيه فأنت بعد صلاتك اِجلس في مكانك على الحالة التي كنت فيها في التحيات وادعُ الله سبحانه وتعالى واقرأ في السنن المأثورات في الأحاديث الصحيحة ماذا يعني الدعاء الذي تقوله بعد الصلاة، هذه التسابيح والأدعية. من أجل ذلك عليك أن تعلم بأن الصلاة هي التقوى الرئيسية بعد لا إله إلا الله ولكن للصلاة تقوى أخرى من لوازمها ومن أسبابها ومن آثارها. حينئذ فإن ذكر الله عز وجل من أجلّ العبادات (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ (45) العنكبوت) وهناك ذكر قلبي وهناك ذكر لساني وهناك ذكر عقلي وهو العلم “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا”. إذن ذكر الله بلسانك أو بقلبك أو بتعليمك مسألة من المسائل أو تقرأ كتاب فقه أو حديث أو ما شاكل ذلك هذه من العبادات العظيمة وهي تقوى بكلمتين (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) الضحى) والسلام عليكم ورحمة الله.