أب وأم لأول مرة.. استعد للوضع الجديد
تاريخ النشر: 05/09/13 | 22:00الطفل الأول فى الغالب يكون هو السعادة الأكبر للأب والأم، ولكن أحيانا يعانى الأب والأم الجدد من نقص الخبرة في رعاية الأطفال ولذلك يلجؤون إلى استشارة من له الخبرة من الأهل أو الأقارب ممن خاض هذه التجربة سابقا، ولكن في الغالب تكون النصائح التي يقدمها الأهل والأصدقاء مبنية على تجربة غير مدروسة اعتمدت هي الأخرى على نصائح الأهل والارتجال، لذلك نعرض هنا أهم النصائح التي يقدمها المتخصصون للأب والأم اللذين يستقبلون مولودهما الأول.
يقول الدكتور محمد خليل، أستاذ علم النفس الاجتماعى الإكلينيكى، بجامعة عين شمس، يجب أن تتوفر في البداية لدى الأب والأم مشاعر إيجابية تجاه أبنائهم، مثل ما يحدث في حالة انتظار الوالدين أن يكون المولد ذكرا أو العكس، وهذا بدوره يولد نوعا من المشاعر السلبية.
ويضيف "خليل" أنه ينبغي أن يغمر الوالدين طفلهما الجديد بالحب والحنان وأن تكون لديهم القدرة على العطاء، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك قدر كاف من التواصل بين الأب والأم، والبعد عن المشاكل النفسية التى تصيب الأم والتي تؤثر بدورها على الطفل، حيث أثبتت الدراسات أن "لبن السرسوب" الذى يتناوله الطفل من ثدي أمه يمكن أن يتعكر حسب الحالة النفسية للأم وهذا بدوره يؤثر أيضا على الطفل.
وأشار "خليل" إلى أن كثير من الآباء والأمهات يضيعون متعة السنة الأولى من حياة طفلهم في الخوف المبالغ فيه بشأن كل ما يصدر عن أطفالهم، إلا أن المبالغة في تقدير آثارها تعتبر قلق لا داع له، وتؤدي إلى فقدان القدرة على الاستمتاع بالسنة الأولى للطفل وصنع ذكرياتها الجميلة، لهذا يجب أن يتذكر الآباء أن الأطفال يتمتعون بقدر من المرونة أكبر مما نتوقعه، فلا داع للمبالغة في القلق، وينبغي أن نتذكر أن المبالغة هنا هي المرفوضة وليست الملاحظة الهادئة للطفل.
ويؤكد أستاذ علم النفس أنه يجب على الوالدين أن يصلا إلى درجة من التوافق النفسي والنضج العاطفي لتقبل العمل داخل البيئة الأسرية الجديدة، مشددا على ضرورة أن يتفق الوالدان في تربية طفلهما على نوع الأخلاق التي يعرضون الطفل لها فيقول "يعتبر من الخطأ أن يقوم أحد الوالدين بتعليم الطفل شيء معين، ثم يأتي الطرف الآخر ليناقض هذا الأمر".
وتضيف الدكتورة شادية أحمد أستاذة بعلم الاجتماع أنه يجب الاستعداد للمولود ليس فقط بعد الولادة وإنما منذ بداية فترة الحمل، ويجب أن يهيئ الزوج نفسه نفسيا ومعنويا لتقبل الوضع الجديد الذي ينشأ بعد دخول هذا الفرد الجديد فى حياتهم، وأن يكون على علم تام وفهم للوضع الجديد، وألا يسمح لشعور الغيرة الذى ينتاب بعض الآباء نتيجة انشغال الزوجة بالطفل الجديد أن يتملكه ويشعر حينها أنها تهمل فى حقوقه، وعلى الزوجة أيضا أن تساعد فى توصيل هذا الشعور إلى زوجها، حيث يمكنها ترجمة الحب في تعابير جديدة غير التي كانت تترجم قبل قدوم الطفل الجديد.
وتضيف شادية "كثير من الأزواج يلقون المسئولية على الطرف الآخر تحت عنوان "ده أبنك" وهذا لا يصح فيجب أن تكون تربيته مسئولية مشتركة بين الطرفين.
وأكدت شادية على ضرورة ضبط النفس أمام الأطفال لأن الأطفال مهما كانوا صغارا يتأثرون بوالديها فهم يؤثرون في شخصيتهم إلى حد كبير فتقول "نحن الكبار يمكن أن ننسى ولكن الطفل الصغير لا ينسى، فحتى الطفل الذي يبلغ 3 أشهر يمكن أن يشعر عندما يتشاجر والداه أمامه، لذا لا ينبغي التشاجر أمام الطفل بأى حال من الأحوال.