ساعدي طفلك على إظهار مشاعره بطريقة صحيحة
تاريخ النشر: 13/03/16 | 0:17التعبير عن المشاعر ليس بعيب:
يتعامل الطفل بشكل عام مع مشاعره بخجل، ويتضاعف هذا الخجل في العالم العربي حيث اعتدنا على سماع الأهل والأقارب يوبخون الطفل الذي يبكي بأقوال مثل: ” لا تبكِ أنت رجل”، “يجب عليك أن تكون قوياً”.أما الطفلة أو الفتاة فتنشأ على أن الضحكة إن كانت بصوت فهي “عيب”وأنه لاينبغي عليها التفاعل مع أي مشكلة تتعرض لها، فأن ينشأ الطفل مغلوباً على أمره ويعاني الاضطهاد خير من أن يتعلم الإفصاح عن مشاعره وإبداء رأيه والتعبير عن مشاعره.
وبعد فوات الآوان نكتشف بأن أطفالنا يعانون في التعبير عن مشاعرهم وعن أنفسهم أيضاً. فكيف يمكننا مساعدة الطفل على التعرف على مشاعره وتسميتها بمسمياتها المحددة؟
سؤال سنجيب عليه من خلال خطوات بسيطة سنعرضها عليكِ عزيزتي الأم:
مرحلة مابعد الولادة:
ستلاحظي كأم بأن الطفل منذ الولادة سيتفاعل مع الأصوات فبالرغم من أنه لايتمكن من الرؤية الواضحة في أسابيعه الأولى إلا أن الأصوات تلفت انتباهه وقد تختلف تعابير وجهه بطريقة حديثك معه. جربي التحدث مع طفلك في أوقاتك السعيدة وستجدين الابتسامة تملأ وجهه الصغير، ثم حاولي بعد برهة تغيير موضوع الحديث لتتكلمي عن مشاعر حزينة وستجدي بأن ملامح وجهه قد تغيرت.
الطريقة المثلى كأم حديثة هي التحدث مع طفلك عند الإبتسام أو الغضب أو البكاء على سبيل المثال:
-” أوه أنت تبتسم الآن! مالذي يشعرك بالسعادة ؟ هل سمعت صوت أخيك قادم من المدرسة!”
-” ماذا بك صغيري؟ لماذا تبكي هل أنت جائع؟ أم تحتاج لتغيير الحفاظ!”
-“طفلي الصغير هل أفزعك صوت المكنسة الكهربائية ؟ لا تخف أنا معك”
مرحلة الطفولة المبكرة”ماقبل المدرسة”:
– في هذه المرحلة يمكنك تعليم طفلك مسميات المشاعر فعندما يصرخ معترضاً أكدي له بأنه يشعر بالغضب واسأليه عن السبب، إن لم يكن طفلك يستطيع قول جمل بسبب عمره يمكنك مساعدته بإعطاءه احتمالات لسبب غضبه، كرري نفس الطريقة مع مشاعره الأخرى سواءاً كانت سلبية “كالحزن والألم والمرض والإحباط والغضب” أو إيجابية ” كالفرح والتشوق والإثارة”
– كما يمكنك في هذه المرحلة غرس إحترام مشاعر الآخر من خلال مواقف معينة، فعلى سبيل المثال: عندما يغضب ابنك ويصرخ بسبب مشكلة حدثت بينه وبين أخته الكبرى، يمكنك كأم تفسير الموقف لتسهيل عملية معالجته والاستفادة القصوى من الموقف، ليتم توضيح المشهد كالتالي:
إنني أتفهم شعورك بالغضب وأعلم بأنك مستاء لأن أختك حصلت منك على اللعبة بالقوة دون استئذان -بحسب قولك- ولكن تذكر بأنك وعدتها بإعادة اللعبة لها خلال ١٠ دقائق وقد مرت أكثر من ١٥ دقيقة وأنت تتجاهلها. ماحدث لايستدعي أن تقوم بركلها وجعلها تتألم، انظر كيف تبكي ! إنها فعلاً تتألم بسبب ركلتك هذه! هل تعلم ماالذي يمكن أن يحدث إن إستمر الألم ؟ سنضطر لأخذها للطبيب.
-هناك طريقة أخرى وهي “عجلة المشاعر” يمكنك طباعة هذه العجلة باستخدام محرك البحث وإلصاقها على لوح، والطلب من طفلك أن يشير إلى الوجه المشابه لما يشعر به وعليكِ عزيزتي الأم أن تنطقي له إسم الشعور وتكراره عليه ليتمكن من نطقه أو تخزينه في ذاكرته.
مرحلة الدراسة:
قد يعود طفلك من المدرسة ولا يريد التحدث عن مشاكله مما قد يؤدي به إلى الإنطواء والعزلة، ردة الفعل هذه عادة ماتكون ناتجة عن خوف الطفل من التعبير عن مشاعره لمن لا يستطيع تقدير الموقف الذي يمر به الطفل، يجب عدم الاستهتار بأي مشكلة يقصها الطفل حتى لا يشعر بأن من حوله لايستطيعون تقدير حجم مشكلته. حاولي البدء في سرد بعضاً من مشاكلك أو المواقف التي واجهتيها له، مع الوقت سيتعاون معكِ أكثر.
مرحلة المراهقة:
تزداد حساسية الطفل المراهق في هذه المرحلة بسبب التغيرات الفسيولوجية في جسمه وهنا يجب على الأسرة تفهم المرحلة الحرجة التي يمر بها الطفل وهي من أهم المراحل، تشابه مرحلة المراهقة سابقتها إلا أن نوع المشاكل التي يواجهها المراهق قد تكون أكثر تعقيداً. خصصي وقتاً محدداً لجلوس الأسرة، أو إقضي معه بعض الوقت في المشي، كما يمكنك مشاركته بعض الأنشطة الخارجية.
وتذكري بأن “قليل مستمر خير من كثير منقطع” فاجعلي ٥ أو ١٠ دقائق مستقطعة من وقتك لسماع طفلك في الوقت الذي يحتاج هو أن يتكلم.