أول فرقة إماراتية تقدم فناً كنائسياً !
تاريخ النشر: 06/09/13 | 23:46فرقة “سما كوارتيت” هي أول فرقة إماراتية وعربية من نوعها تعزف بحناجرها، متحدية ألوان الغناء المألوفة، أداتها في ذلك فن “الاكابيلا”، الذي يحتاج إلى دراسة متعمقة لعلم الأصوات البشرية لفهم طبيعة ومساحة صوت المؤدي وعلم التأليف الموسيقي، بحسب علوي الصافي رئيس الفرقة التي تخصصت في فن الهرمونيا الذي يعود أصله إلى القرن السادس عشر، وكان له تأثير كبير على الموسيقى في كنائس الغرب”، وأخيرا لجأ إليها المنشدون كفكرة جديدة ولكونها تقدم صوتاً شبيهًا بالموسيقى لكن بدون استخدام آلاتها، كمحاولة للتغلب على اشكالية استخدام الموسيقى في الأناشيد.
بداية تجمع الفرقة كانت في الجامعة الأميركية في الشارقة حيث جمعتهم كراسي الدراسة في صف الموسيقى (الكورال)، ومنه انطلقت “سما كوارتيت” التي حملت الحروف الأولى لأسماء أعضاء الفرقة الرباعية، والتي تتكون من إماراتيّين وعربييّن وهم : علوي الصافي مهندس كهربائي ومحمد مراد مهندس مدني وأنس علي مدير تسويق وسامي الحاج مدقق حسابات
مع أواخر عام 2010 شهدت الفرقة أول حفلاتها، مستهلة نشاطها من نطاق ضيق بالجامعة وحفلات الأصدقاء إلى حفلات محلية أكبر، وعن ذلك يقول علوي الصافي رئيس الفرقة: كنا نتدرب في الجامعة مدة تزيد عن ساعتين وحين تخرجنا، أصبح منزلي هو مركز التجمع قبل أي حفل للتدرب أو تلحين أغنية جديدة لاسيما أننا لم نصل بعد لمرحلة التأليف وكل الأغاني عبارة عن أغان كلاسيكية قديمة أو أجنبية وجميعها تحمل في ثناياها كلمات حيوية وراقية.
عن التقبل العربي لفكرة “الأكابيلا” يقول الصافي في البداية توقعنا ألا يلقى هذا الفن القبول بسبب حداثة الفكرة بالنسبة للمجتمع العربي ولكونها تنتمي نوعاً ما إلى الفن “الكنائسي” بالإضافة إلى أنه لا توجد فرقة إماراتية تقدم هذا الفن رسمياً، ولم نسمع بوجود أشخاص مهتمين في هذا الفن محلياً ولكننا فوجئنا تماما حين رصدنا ردود فعل ايجابية من المشاهدين دفعتنا للاستمرارية وذلك بسبب تسخيرنا هذا الفن في تحويله من رمز غربي إلى تراتيل وأناشيد دينية تسعد المستمع، كما كان الدعم الكبير الذي حظينا به من قبل الأهل أمراً له بالغ التأثير علينا الذين لم يمنعونا بأي شكل من الأشكال لتوافق هذا الفن مع العادات المجتمعية من جهة والدين الإسلامي من جهة اخرى بالإضافة إلى أنه لا يسيء إلى خلقنا أو آدابنا ولا ينقص منا شيئاً.
وعن الفروقات بين “الأكابيلا” وغيرها من الفنون، يقول: ان كافة التسجيلات بمختلف أنواع الأدوات الموسيقية تخضع لبعض التحسينات قبل طرحها للجمهور، بينما الأصوات البشرية في “الأكابيلا” لا تمر بأي مرحلة من التحسين، الأمر الذي يجعل القارئ متلهفا لسماع ورؤية هذا الفن الغريب عليه، فكل حركة يقوم بها المنشد تلقى رد فعل من المشاهد أو المستمع.
ويضيف علوي أن الفن الذي يقدمونه يحمل رسالة اجتماعية راقية وهي محاولة غرس المفاهيم الطيبة في نفوس المستمعين من خلال الكلمات التي يلتقطونها بحذر شديد، ونشر المحبة والسلام بأسلوب بعيد عن صخب الموسيقى وبطريقة مثيرة، فالهدف الأساسي من الفرقة ليس الشهرة بل هو المحاولة لتقديم كلمة طيبة بأسلوب يجعل الوطن والمحيطين فخورين.
وعن التحديات التي تواجههم يذكر الصافي أنها تكمن في عدم وجود مدرب متخصص يشرف عليهم بالإضافة إلى جهة داعمة، ما يعكس بالغ الأثر عليهم خصوصاً أن تدريباتهم تأتي ضمن اطار اجتهادات شخصية، حيث تمثل لهم ردة فعل الجمهور مقياساً لنجاح فرقتهم أو فشلها.