الموت يتراءى في كل منعطف…

تاريخ النشر: 07/09/13 | 2:07

تسترقنا لحظات الحياة بعنفوانها وحيويتها وسعادتها وشقائها..فنتناسى اننا فيها زوار لأمد قصير او طويل..لا يهم.. المهم انها محطة عابرة في مشوارنا الابدي…

ننتهب المسافات، نمخر عباب الكون نسعى لنحظى بمكانة عليا، بجاه وحسب…بمال لا يعد ولا يحصى… فيفاجئنا الموت بجبروته الصارخ، بهيمنته التي لا راد لها الا قضاء الله.. ليذكرنا باننا قد تمادينا بالنسيان، وربما تباهينا بالعصيان.. فيصفعنا صفعة يمتد المها مدة تتفاوت بين شخص لاخر ..فمنا من يتعظ فيصحو من غفلته..ومنا من يتجبر اكثر…

فطوبى لمن يباغته الموت وهو أحب الى قلوب البشر، طوبى لمن يفارق هذا العالم مصطحبا فيضا من خيرات اعماله وعونه لغيره..

فالردى ليس شبحا يطاردنا، ولا هو نهاية لاحلامنا وامالنا..بل هو محطة لا بد منها في مشوار حياتنا الحافلة…ولكل منا ان يتزود بما يشاء لملاقاة هذا الصديق العدو القريب البعيد…المخيف الآمن…الباعث على السكون الابدي وارتقاء الروح حيث لا دنس ولا الم…

فعش حياتك كانك تعيش ابدا.. ولكن تذكر انك مفارق..وان صفحاتك انت تملؤها بنفسك.. فاحرص على ان تكون خربشاتك كلها محبة ومساندة ودعم وتضحية وتسامح…كي تحظى بلقاء تلك المحطة بكل سلام وطمأنينة….!!!!

وفي كل لحظات عمرك امنح صفحة لتأنيب الضمير لاسترجاع شريط أعمالك…لتغربل ما فسد منها وتمنح ما صلح بعدا اضافيا من الصلاح والنقاء…

وفي منعطفات طريقك توقع ان الموت يكتنف الزوايا.. ولا تخش ظهوره في كل حين..بل عزز من رصيدك..لتلقاه برحابة صدر وهدأة بال…وقوة ارادة بل وصلابة ما بعدها صلابة…وبعد..

يبقى الرجاء ان يطول عمر الجميع لان الحياة تبقى حاجة ملحة..ورغبة ازلية في الاستزادة منها موجودة في نفس كل منا…

وما بين الحياة والموت سرداب طويل قصير مزروع..اما بالاشواك او بالورود والعوسج.. وهذا كله منوط بك انت يا سائرا في هذا الدرب…!!!

اسراء يوسف محاميد/كيوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة