أمسيةٌ شعريّةٌ “كلمة هي الوطن” بأم الفحم
تاريخ النشر: 07/03/16 | 4:36ضمنَ نشاطاتِ مؤسّسةِ “أنصار الضّاد” الثقافيّة، أُقيمت أمسيةٌ شعريّةٌ بعنوان “كلمةٌ هي الوطنُ”، في المركز الجماهيريّ في أمّ الفحم، بتاريخ 27-2-2016، وقد تولّتْ عرافة الأمسيةِ الكاتبةُ حنين يعقوب، بعدَ ما رحّب بالحضورِ والمشاركين الباحثُ محمّد عدنان بركات عن مؤسّسةِ أنصار الضّاد، وكانتْ مداخلاتٌ لكلٍّ مِن: الأستاذ محمد حسن كنعان، والشّاعر أمين زيد الكيلانيّ، والنّاقد والباحث ناجي الظاهر، والشّاعر عبد الحيّ إغباريّة، والشّاعر أحمد فوزي أبو بكر، والشّاعر نزيه نصر الله، والشّاعرة مقبولة عبد الحليم، والشّاعرة معالي مصاروة، والشاعرة إسراء محاميد، والكاتب محمّد علي سعيد، وقد تخلّلتِ المداخلاتِ الشعريّةَ فقرةٌ موسيقيّةٌ “لجوقة المركز الجماهيريّ” في أمّ الفحم، وفي نهايةِ اللقاءِ قامت مؤسّسة “أنصار الضّاد” بتكريم كلّ المشاركين، وتمّ التقاط الصّورِ التذكاريّةِ!
مداخلة الكاتبة حنين يعقوب: السلامُ عليكم، خيرُ ما نستهلُّ بهِ برنامجَنا الحمدُ للهِ مُقدّرِ الأقدار، الذي جمعَنا بعدَ طولِ انتظارٍ مُقلبُ القلوب والأبصار، وصلّى اللهُ اللّهمّ على نبيّنا المصطفى المختار وآلهِ الأخيار وأصحابهِ الأبرار الأطهار، مساءٌ يَعبقُ بعبق الثقافةِ الزكيّةِ، مساءٌ ليس كأيّ مساءٍ معَ جماليّةِ حضوركم الأخّاذِ. أحبّتي، بِأكاليلِ الْفُلِ وَالْيَاسَمِيّنِ والعنبرِ نرحّبُ بكلِّ مَن نمّقَ وحضرَ، بعددِ انثيالِ الشوقِ المُبلّلِ بحبّاتِ المطرِ، حيّى اللهُ هذه الوجوهَ النيّرةَ المُستبشِرة، الراضية بالقضاءِ، الشاكرة على النعماء، نخبة مِن قناديل العطاءِ مِن المثلث حتى الجليل، فكَما يقولُ شاعرُنا الراحل محمود درويش: على هذه الأرض ما يستحقُّ الحياة، للتّواصل على جسر الآباء بمدادِ الروح، وهو الحرف، لنُجدّدَ العهدَ على الصمودِ والبقاءِ على هذه الأرضِ الشمّاءِ المُتوشّحةِ بمجدِ لغةِ الضّاد والإخاء. باسمي أختكم حنين يعقوب، وباسم مؤسّسةِ “أنصار الضاد” وراعيها الأستاذ محمّد عدنان بركات أرحّبُ بكم. قال الشاعر حليم دَمّوس في عِشقه للّغة العربيّة: لا تلمني في هواها/ أنا لا أهوى سواها/ لستُ وحدي أفتديها/ كُلُّنا اليوم فداها هو باحثٌ ومحاضرٌ وُلد في مدينة أمّ الفحم؛ جعل جُلَّ وقتِهِ في خدمةِ اللّغةِ العربيّة. عُيّن عام 2010 مُرشدًا عامًّا للّغة العربيّةِ في مدارس أمّ الفحم: الابتدائيّة، والإعداديّة والثّانويّة. شارك في عددٍ مِن النّدواتِ الأدبيّةِ والمؤتمراتِ اللّغويّةِ، ونشرَ بحوثًا مُحَكّمةً في موسوعة “أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطينيّ الحديث- الأدب المحلّيّ”. كتبَ مقالاتٍ نقديّةً واجتماعيّةً وأدبيّةً، ونثريّاتٍ إبداعيّةً؛ في مجلّات محكّمة وفي الصّحف المحليّة ومواقع الشّبكة العنكبوتيّة المختلفة. يُديرُ مؤسّسة “أنصار الضّاد” التي تُعنى بقضايا اللّغة العربيّة وما يَرتبط بها. عُيّن منذ عام 2013 مرشدًا لوائيًّا للّغة العربيّة: لواء حيفا؛ في المدارس الثّانويّة في وزارة التّربية والتّعليم، وهو عضوٌ فعّالٌ في مَجمع القاسميّ للّغةِ العربيّةِ بباقةِ الغربيّة.
مداخلة مدير مؤسّسة “أنصار الضّاد” الأستاذ محمد عدنان جبارين: الحضورَ الكريمَ؛ مع حفظِ المناصبِ والألقابِ، السّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه، سلامٌ على كلِّ مَن حملَ الأمانةَ، وأمانةُ اللّغة العربيّة غالية. أهلًا وسهلًا بكم في انتمائِكم الخلاّقِ للّغة العربيَّةِ؛ انتماء يعانِقُ أصالةَ الضّادِ، ويرتقي بكُلِّ حروفِ الهجاءِ. يُشرِّفُني أن ألتقيَ اليومَ بكوكبةٍ مِنَ النّجومِ اللّامعةِ في سماءِ الشِّعر والأدب، وبكُلِّ عاشق للعربيّة الغرّاء؛ ارتبطت نفسه بتراب هذا الوطن، في أمسيةٍ أدبيّةٍ وشعريّةٍ وثقافيّةٍ وُسِمت بـِ”كلمة هي الوطن”؛ بإشراف مؤسّسةِ “أنصار الضّاد”، ورعايةٍ مكانيّةٍ للمركزِ الجماهيريِّ، ولِمَن سألني عن مؤسّسة “أنصار الضّاد”؛ أقولُ: هي مؤسّسة غيرُ ربحيّةٍ، تأسّستْ قبلَ أكثر مِن ثلاث سنوات في مدينة أمّ الفحم. تُعنى باللّغةِ العربيّةِ الفصيحةِ وما يرتبط بها من قضايا وموضوعاتٍ، تهمُّ المستخدم والقارئ العربيّ وكلّ عاشق لهذه اللّغة. مِن أبرز أعمالِها وإصداراتِها: عقد ندوات وأمسيات شعريّة وأدبيّة وثقافيّة مختلفة ومتنوّعة- الاهتمام بالكتّاب والشّعراء والأدباء وتحفّيزهم على الإبداع وتكريمهم؛ إضافة إلى طباعةِ كتب ودواوين شعريّةٍ وأدبيّةٍ ولغويّةٍ هادفةٍ تثري المكتبة العربيّة. وتواكب المؤسّسة الإبداعاتِ الطّلابيّة على مستوى المدارس والمجتمع العربيّ ككلّ، وتنشرُ منشوراتٍ لغويّة مِن باب التّوعيةِ والإرشادِ اللّغويّ، وتزرعُ روحَ المنافسةِ الشّريفةِ، مِن خلال الإعلان عن مسابقاتٍ مختلفةٍ في اللّغة العربيّةِ، وغيرها من الفعاليّات المرتبطةِ بلغتنا العربيّة الأصيلة. أمّا المنتسبون إلى مؤسّسةِ “أنصار الضّاد”: فكلّ عاشق للّغةِ العربيّةِ، وكلّ مَن يتنفّسُها، ويَتماهى معها. وختامًا؛ أشكرُ الحضورَ مِن شعراء وأدباء وكتّاب وعشّاق للعربيّة، وأشكرُ أسرة المركز الجماهيريّ بأمّ الفحم لتوفير المكان المناسب، وجوقتها الموسيقيّة بإشرافِ الموسيقار نزار الشّايب جبارين، ولا أنسى المقدّمة الفاضلة لفقرات الأمسية الكاتبة الواعدة المتميّزة حنين عايد يعقوب؛ لها الشّكر أفضله.
الموسيقار نزار الشايب جبارين: ولد بتاريخ 17-10-1955، رئيس الحزب القومي العربي ، وعضو كنيست سابق، وداعم للمشاريع الثقافيّة والأدبيّة التي تخدم المجتمع. مِن أحرف نورٍ نُسجت كلماته! طربٌ أصيل سُطِّرَتْ حروفُه بروحِ التميُّزِ؛ اخترقَنا بإشراقاتِ صور؛ لها أن تعلِّمَنا؛ فتضيء في أذهانِنا وميضَ إبداعٍ متجددٍ! بأنامل موسيقار عشق الموسيقا والفنّ الأصيل، درس اللقب الأوّل في جامعة حيفا؛ ودرَّسَ الموسيقى في مدارس أمّ الفحم، شارك في ندوات وأمسيات ثقافيّة وفنيّة، وقد حاز على جوائز عديدة وأوسمة متنوّعة؛ لجهوده الفنيّة قطريًّا وعالميًّا، ومايسترو جوقة المركز الجماهيريّ سيكون لها فقرات تتخلل الأمسية
مداخلة محمّد حسن كنعان: (عضو الكنيست السابق): منذ النكبةِ، ونحنُ الأقلّيّة الفلسطينيّة الصابرةُ والصامدةُ في البلاد، نُعاني مِن سياسةِ حكوماتِ إسرائيل كلَّ أنواع الظلم والتمييزِ ومُصادرة الأراضي، فبَعدَ أنْ كنّا نملك 92% من الأرض، أصبحنا نملك أقلّ من 4%، وبعدَ أن كنّا حوالي 650 ألف مواطن حتى عام 1948، تمّ تهجيرُنا وبقينا حوالي 150 ألف نسمة، ولكنّنا والحمد لله أصبحنا اليوم أكثرَ مِن مليون ونصف، وهذا يُقلق إسرائيل كثيرًا الأكثريّة، بعد ما أصبحنا الأقلّيّة، وبلغ التمييزُ مَداهُ في ظِلِّ هذه الحكومة اليمينيّةِ المُتطرّفة، والتي تريدُ أن تُشَرْعِنَ التمييزَ ضدَّنا من خلال سنّ القوانين، وآخرها “قانون الإقصاء من الكنيست” وغيره، وتشترط ما نستحقُّهُ مِن ميزانيّاتٍ. وحتى نصمدَ أمامَ هذه الهجمة العنصريّةِ الشرسةِ، علينا أن نتوحّدَ ونكونَ يدًا واحدة، وأنا أعي جيّدًا قيمة الكلمة وأهمّيّتها، كسلاحٍ مُؤثّرٍ في شحذ الهِمَمِ وتعزيز الصمود، وخاصّة كلمة الشعر، لأنّها مسموعة وقابلة للحفظ عن ظهر قلب، ونقولها بصوتٍ عالٍ وصريحٍ. لن يحدثَ لنا ما حدث لنا في عام النكبة 1948 وحرب ال1967، فهذه أرضُنا ونحن أصحابُها الأصليّون، وهذا وطنُنا ولا وطن لنا سواه.
مداخلة الكاتب والناقد محمّد علي سعيد: لقد رصدتُ حوالي 300 شاعرًا في كتابي “معجم الشعر الفلسطينيّ في الداخل من 1948 حتى 2015″، وسيصدرُ قريبًا جدًّا. لقد عملتُ في إعدادِهِ مُتطوِّعًا ولوحدي مدّة سنة تقريبًا، وللتنويه، المُعجمُ يَندرجُ في باب الشعراء الأحياء، والتواصل مع أهلِ المرحومين، وعليه، فهو الأشملُ والأدقُّ، وأعي المقولة “عندما يكثرُ التوثيق وليس التقييم، ويشملُ (تقريبا) كلّ مَن أصدر ديوانَ شعرٍ أو أكثر، واعتمدتُ في إعدادِهِ على التواصل المباشرِ وشعرا”، ولكنّي لا أخشى هذا الكمَّ، لأنّهُ يشبهُ سباق الماراتون، يبدأ بالمئات ولكنّ المرحلةَ النهائيّةَ يَصلُها عددٌ قليلٌ، والفوزُ يَصلُهُ واحدٌ فقط وللثقافة العامة، لقد رصدتُ وبالاسم وممّن أصدروا كتبًا، حوالي ألف (منهم 282 من الإناث، و670 من الذكور)، وذلك منذ عام 1948 حتى 2015، ومع ذلك، أتوجّهُ إلى جميع الكُتّاب وخاصّة المبتدئين، وأقول: مارسوا على نصوصكم: الكربلة ثمّ الغربلة ثم التنخيل، وبعدها انشُروا نصوصَكم.
مقبولة عبد الحليم: شاعرةٌ فلسطينيّةٌ عصاميّة مُلتزمة، مِن مواليد 11-1-1960 مِن كفرمندا، أحبّت الأرضَ والإنسانَ، وغنّتْ لهم أجملَ أغنياتِها، مُتزوّجةٌ ولها عائلةٌ من ثماني أولادٍ، لها مِن المؤلفات الشعريّة: لا تغادر، قصائدُ تبحث عن وطن، ولمساتٌ على خدّ الصباح، وفي عينيك تكتبُني القصيدة، وما زال ينتظر للطبع: وهجُ المشاعر. عضوة في: اتحاد الكتاب الفلسطينيّين حيفا، ومنتدى كفاح الأدبيّ وعدّة منتديات أخرى، ومحرّرة أدبيّة في مواقع أدبيّة، تشارك في فعاليّاتٍ أدبيّة في المدارس وفي أمسياتٍ شعريّةٍ في الداخل وفلسطين والأردن. برز دورها في عدة منتدياتٍ مَرمُوقَة بالعالم العربيّ، وأصدرتْ دَواوين شعريّة تمايزت بالتزامها الوَطَنيّ والإنسانيّ، وهي القائلة في رائعتها “اقرأ”: اقرأْ فتلك هدايةٌ وصَلاحُ/ وتعلموا فلَعِلمُكمْ إصْلاحُ/ أنتم حماةُ الدّينِ هيّا فاعْلموا/ أنّ الحياةَ تَعلمٌ وكفاحُ
القدس لهفة المشتاق/ مقبولة عبد الحليم: أقصايَ في الشريان نفحُك باق/ في النبض في الخَطَراتِ في الأحداقِ/ عهدٌ وفي كُتب الوفا وثـّقـتُهُ/ بثباتِ صَخْرك قد شَدْدتَ وِثاقي/ مًهْما تَـناءى عنك جدولُ يعرب/ سَـيَظلُّ حُبُّك للفؤاد السَّاقي/ سَتظلُّ رغْم الهجر خفاقا بها/ الله أكبَرُ في مَدى الآفاقِ/ السُّورُ يَشمخُ منذُ تاريخ الوفا/ صلبَ العزيمةِ في انتظار بُراقِ/ وكَأنَّ جبهتَه الوضيئةَ فضةٌ/ مَسَحتْ عليها راحَةُ المشتاقِ/ أخذ الزمامَ من الهزائمِ عُـنوةً/ ورَقى عليها مدرجَ العُشاقِ/ قَصْدا إلى العذراء يحفظ طُهرها/ ويُشيعُ نفحَ عَبيرِها العبّاقِ/ ويُعيدُ للمجد التليد ضَياءه/ مُتَباهِـياً بزمانِه البرَّاق/ السُّورُ والأقصى وصخرتُه التي/ فَرَشتْ هواها للنبيِّ الرّاقي/ سُبُل ارتحال الطينِ في طَلبِ السَّنا/ فالأرضُ ترحلُ والسماءُ تُلاقي/ هُوَ موضِعٌ لو يُمعنونَ رأوا به/ أثرَ الغرامِ إذا انتهى بِعِناقِ/ لمّا تَعانقَ فجرُه مع فجْرِها/ قدسي تقاطرَ خافِقُ الترياقِ/ زَيْتونةٌ هَمَسْتْ له بَسّامةً/ زيتي سِـراجٌ للأصَالة باقِ/ والمَكرِ مردودٌ لمن بَدأوا به/ سَـيـبـيدُ ليلُ المكرِ بالأنفاقِ/ ما دامَ في الأرضِ ابتَسامة زعترٍ/ عبَقتْ على شَفة الصَّباحِ لِساقي/ ما دام رَحْمُ الليل مَسْكونٌ به/ صَوْتُ الوليدِ وبَـسْمةُ الأحْداقِ/ يا رائد الإصلاحِ، فرعونُ انتهى/ رهنَ السُّباتُ ولات حينَ فواقِ/ أدركْ بِراحَتكَ الرؤوفةِ عِزةً/ أنت الطبيبُ لها وأنتَ الراقي/ يا توأمَ الفجر البشيرِ وفارساً/ هذي الجيادُ تَحَضَّرتْ لسـِباقِ/ إلزم بصهوتها الفضاء وأرخها/ صوبَ الضياء لقبلة الخلاقِ/ لا لن تَهون القدس يا شيخ الوفا/ فالمشرقانِ طوالعٌ وسَواقِ/ تَـتَململ الصّحراءُ يا قدس الهوى/ فتفاءلي بتضافُر الإشراقِ
ناجي الظاهر/ الناصرة فلسطين: وُلدَ في الناصرة بعدَ سنواتٍ مِن تهجيرِ أهلِهِ عام النكبة مِن قريتِهم الوادعةِ سيرين. عاش طفولة قاسية. أحبّ القصصَ الشعبيّة منذ كان في الثالثة مِن عُمرِه، أحبّ الكتابَ منذ نعومةِ أظفارهِ، وكانَ في طفولتِهِ يتخيّلُ الجنّةَ مكتبة. مارسَ الكتابة وهو لمّا يزلْ طالبًا صغيرًا على مقاعدِ الدراسة، فعملَ في الصحافةِ منذ أكثر مِن أربعةِ عقودٍ مِن الزمن، وتوزّعتْ كتاباتُهُ على أنواعٍ أدبيّةٍ مختلفةٍ، فكتبَ الشعرَ والقصّة والرواية والمسرحيّة، إضافة إلى المقالةِ والدراسةِ والنقدِ الأدبيّ، فصدرَ له أكثر مِن أربعين كتابًا، وتُرجمَتْ كتاباتٌ لهُ إلى عددٍ منَ اللغاتِ كالعبريّة والإنجليزيّة والألمانيّة، وكُتبتْ عن نِتاجهِ الأدبيِّ عشراتُ الدّراساتِ الجامعيّة، ودخلَ عددٌ مِن نصوصِهِ الأدبيّةِ إلى مناهجِ التعليم، وآخرُ روايةٍ لهُ حملتْ عنوانَ محاق، وقد صدرتْ عن دار راية الحيفاوية، وحصلَ على جائزةِ الإبداع الأدبيّ عام ألفين، وهو ناشطٌ أدبيٌّ أقيمَ له أكثرَ مِن تكريم.
نداء الوطن/ ناجي الظّاهر: في هذا الليلِ يَدورُ القمرُ التائهُ خلفَ الأفقِ/ وخلفَ الشبّاكِ المُتقمّصِ للرّوح/ يَنبضُ في كلِّ عروقي/ يُنبئُني أنّ الريحَ تثورُ ويَرتج ُّعليها/ فتنوءُ بحَملِ جدارٍ يَنعكسُ عليهِ الظلُّ/ الشجرُ/ النورُ/ البيتُ/ تثورُ الريحُ عليَّ/ تُبرعِمُ أشجارُ الدّفءِ القابعِ في الضّوءِ/ فأصيرُ نداءً للوطنِ الراسفِ في القيدِ وللحُرّيّة.
سيريني/ ناجي الظّاهر: حملتُ فوقَ راحتيَّ الجبالَ/ أردتُ أن أعودَ بلادي قديمةَ العهودِ رائعةَ الوجودِ/ أيّتها العرّافةُ/ أتاكِ فارسي القديم شراعه/ مُحطّمٌ وقلبُهُ جديدٌ/ حملتُ في عيوني الرحيلَ/ وجنتي المُحاصَرة/ وليْلي الطويلَ/ حملتُها سيرين عاريةً مِن ثوْبِها/ أريدُ أن أراكِ ملاكيَ الصغيرَ/ فقد تطولُ رحلتي/ وقد تُقاومُ الفصولَ/ حملتُ رحلتي الطويلة/ وجئتُ مِن مَفازةِ الغرامِ أحَدّثُ الأنام/ عن قصّةٍ مِن ألف ليلةٍ وليلة/ مَوْلاي يا علاء الدين ويا حبيبي القديم/ لا بدّ أن أراكَ/ لا بدّ أن تراني/ كي أقنعَ الأحبابَ بأنّني أعودُ/ لكي أغطّي أرضَنا سخيّةَ العهودِ/ بعشبةٍ نديّةٍ/ بعوْدةِ الربيعِ معَ تمّوز/ لا بدّ أن أفوز/ بسطوةٍ كبيرةٍ تُماثلُ الربيعَ/ موْلاي يا علاء الدين/ أحبُّها/ حبيبتي سيرين.
معالي مصاروة: ابنة عارة في المثلث الشمالي، متزوجة في المكر قضاء عكا. أنهت دراستها الثانويّة في عرعرة عام 2002، وحاصلة على البكالوريوس في الطفولة المبكّرة واللغة العربيّة من أكاديميّة القاسمي باقة الغربيّة عام 2007. أصدرت ديوانها الأوّل “خطوات أنثى” في نوفمبر 2011، وسيرى النور ديوانها الثاني “تراتيل بوابة المنفى”، شاركت بالعديد من الأمسيات الثقافيّة والمهرجانات الشعريّة في الوطن وفي العاصمة الأردنيّة عمّان. فلسطين/ معالي مصاروة: فلسطين قلمي يصوغُ الحبَّ من عبراتي/ فتتوه من طرق الهوى خطواتي/ وأخذتُ أرجوها المكوث للهفتي/ حتى تناجت لوعةُ الأهاتِ/ هي نبضُ قلبي كم حلمتُ بأرضها/ ولكم سرت من خمرها كلماتي/ هي مهجتي هي خافقي وهي/ الدمُ الساري حنينًا في مدى همساتي/ فتملّكت بالقلب كل جوارحي/ وروت حنايا توبتي وصلاتي/ ورسمتُ في السجّادِ نور رجوعنا/ ورفعتُ كفي مرسلاً دعواتي/ وقرأتُ في العينينِ سر وجودنا/ وشهدتُ فيها عشقها لثباتي/ آويتها بالقلبِ كم يهنا بها/ رمزُ الفداءِ ومقلتي وحياتي/ صافحتها حتى انحنيت توددًا/ من روحها في شعلةِ الثوراتِ/ وشعرتُ عمقَ الآه فانسابَ الصدى/ وتلعثمت لوجودها آهاتي/ وقرأتُ في سمق اللهيب قصيدتي/ وتلوتُ في إصحاحها آياتي/ ونظمتُ شعري وامتشقت جوارحي/ وصرختُ من عمق الحشا كلماتي/ سأعودُ غيثًا قد روى بترابها/ حلمًا يعيدُ قيامتي ورفاتي
إسراء محاميد: شاعرةٌ وكاتبة مِن مواليد أمّ الفحم عام 1983، ترعرعتْ لدى عائلةٍ مُحِبّةٍ للثقافة والأدب والشعر، وبدأتْ تكتبُ منذ سنّ صغيرة، فقرضت الشعرَ، وخاضتْ في غمارِ الأدب ولديها كثيرٌ من القصائدِ المنشورة في الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونيّة. لها ديوان شعريّ أصدر عامَ 2016 بعنوان (وطن على شجن)، حاصلة على اللقب الأوّل والثاني في اللغة العربيّة، مِن جامعة حيفا، تُدرّس اللغة العربية في مدرسة وادي النسور الإعداديّة في أمّ الفحم. تكتبُ الشعرَ المُقفّى والموزون، لها قصائد كلاسيكية، والتفعيلة، والشعر الحُرّ، وقصائد المنثورة. وكان انضمامُها إلى رابطة شعراء وأدباء وادي عارة والمثلث عام 2011 هو بداية انطلاقتها الحقيقيّة في عالم الشعر والأدب والإبداع، وانضمّت إلى اتّحاد الكُتّاب.
عبراتنا/ إسراء محاميد: عبراتنا في الوجد تنخر روحنا/ ودماؤنا باتت تسيل براعم/ والصبر صار حليفنا وخليلنا/ وملاذهم شعب خليل داعم/ تتربع الأحزان في قلب الدجى/ والطفل يمضي ناقما ويقاوم/ قتلوا النساء وأهدروا أرواحنا/ والصمت بين العالمين ملازم/ والطفلة السمراء باغتها الردى/ قد هيئت للصابرين مراسم/ وتواترت أرواحنا ترجو النجا/ واستنكفت أحلامنا تتزاحم/ يا رب هذا الكون أنت المجتبى/ ارحم جراح طفولة تتعاظم/ واحرق قلوب الصامتين بعبرة/ فالعرب في دم الرجال تساوم/ ضاقت دروبي في سراديب الدجى/ والحزن في عرف الطغاة طلاسم/ امنح زنود القوم بطشا ماحقا/ وامدد غزاة الأرض ما يتفاقم/ تجري الرياح هنا بما لا يشتهى/ بالموت لم يردع شباب ناقم!
قصيدة لأمّ الفحم/ إسراء محاميد: يا قرية الأجداد والأمجاد/ تيهي في دلال/ فاليوم ها نحن ارتوينا/ من مراسيم النضال/ جبنا أديم الأرض نسعى/ لاحتضان الشهد من عمق التلال/ وصليل فيض الروح / يشدو للوجود/ ينجاب نارا/ في سويداء الخلودفي قرية قد أمطرت أحلامنا سحرا/ نما في رحمه عمق احتلال/ نبكي وحرق الشوق/ في الروح احتدم/ في لجة الصمت العقيم مرارة/ حبلى بأعقاب الألم/ لا تندمل قسرا أيا جرح السنين/ فعنابر الإعصار تفضح حزننا/ وجحافل الأبطال لا ليست/ تمل ولا تلين/ والأرض لا ترضى بأشباه الرجال/ في مدّ ذاك السحر يغشى روضها/ نرجو بهذا الحشد أذيال الوصال/ والسحر في أرجائها/ والعشق في أحشائها/ أبكي ودمع العين في نحر الوجود/ وصلاة فجر قانت فاق العهود/ فأزاح أسرار الضلال/ هي قرية شماء بل عنقاء/ جادت بالرحيق/ وعيون صبار تزين جيدها/ يبكي على أطلالها جمرا/ يناجي وصلها عند النزال/ يوما سنغرس يا بلادي ثورة/ في عمقك الوضاء/ لا نخشى احتلال/ وسنمنح الصمت المسجى برهة/ لنجوب أقصاك الموشى بالجمال
الشاعر أحمد فوزي أبو بكر: عربيّ فلسطينيّ، وناشطٌ سياسيّ من قرية سالم في مَرْجِ ابن عامِر. دَرَسَ المهن التليفزيونيّة والسينمائيّة. يكتب الشّعر العموديّ وقصيدة التفعيلة. من مؤسسي وعضو الهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب العرب الفلسطينيّين الأحرار(ك.ف.اح). من مجموعاته الشعريّة: *(رغبة متوحّشة). *(مسروق السّماء). *(حَجَر أحمد)، (تِشرين).هو القائل:/ يا أَيُّها الوَرْدُ الّذي في كامِلِ الفوضى/ أعِد ترتيبَ أُغْنيتي/ كما تَبْغي/ كما تَرْضى مَن يَمنع الرّاعي/ أحمد فوزي أبو بكر: مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا كانَت دُموعُ النّايِ/ قَد وَصَلَت/ إلى ما بعد جُرْحكَ يا ابْنَ عامِر/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا كانَ الحمامُ يَطيرُ/ مِن شَرْقِيَّةِ المِتراسِ/ صَوبَ غمامَةِ البَحْرِ الأخيرَه/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا مَرَّ الغُبارُ منَ النَّخيلِ إلى النَّخيل/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا بَزَغَت على الّليلِ المُكَفّنِ/ بالسّلاسلِ والسّوادِ/ الشَّمْسُ تَرْفعها الذُّرى/ مِن فَوقِ فَقّوعة/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا اسْتَعَرَ المُقَطّعُ في جِنينَ/ فثارَ نَهْرُ العائِدينَ/ إليكِ حَيفا/ يَرْتَوي ظَمَأَ السَّبيل/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا ما طارَت الأرْواحُ/ من ضَنَكِ المُخَيَّمِ/ في سما اللجّونِ والمَنْسِيِّ/ قَد فَلَّت حَديدَ البَرْزَخَيْن/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا قَفَزَ المسيحُ/ مُحَلِّقًا من فوقِ سالم/ قَدَّ أُفقَ المُستحيل/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا صَدَحَ المُؤَذِّنُ/ لَسْتُ أدْري/ أيُّ تِلْكَ القرْيَتَيْنِ/ تُسَبِّحُ الرَّحمنَ في الفَجْرِ المُعَلّى/ أيّها قد رَتَّلَت من سورةِ الإخلاص/ مَن يَمْنَعُ الرّاعي؟/ إذا ما البَدرُ/ زَوَّجَ في المدى/ الأنوارَ مِن دوثانَ عِشْقًا لِلْجليل
شمس ووطن/ عبد الحي إغبارية: طَلَعَت تتثاقَلُ مِن وَسَنِ/ والوَجهُ يَشِعُّ سَنًا وَفُتُون/ تَتَهَادَى تَنثُرُ فَوقَ الأرضِ/ ذَوَائِبَ مِن تِبرٍ مَكنُون/ أذيَالُ الغَيمِ تُوَشِّحُهَ/ وَتُدَاعِبُ فَوقَ العَينِ جُفُون/ وَمُلُوكُ الإنسِ تَهِيمُ بِهَا وَمَليكُ الجِنِّ بِهَا مَفتُون/ وَطَنِي والشَّمسُ تُلاطِفُهُ/ سُلطَانٌ فَوقَ العَرشِ يَكُون/ أزهَارُ اللَّوزِ تُكَلِّلُهُ/ وَيُعَطِّرُهُ عَبَقُ اللَّيمُون/ وَعَلى أنغَامِ جَدَاوِلِهِ/ تَتَرَاقَصُ فَوقَ المَاءِ غُصُون/ فَيَطِيبُ الجَوُّ لِسَوسَنَةٍ/ وَيُغَرِّدُ مِن طَرَبٍ حَسُّون/ فِي وَطَنِي الشَّمسُ إذَا وَلَّى أيلُولُ شَكَت بَردًا وَسُكُون/ وَالرِّيحُ تُهَادِنُ فِي آبٍ/ وَتَعُودُ تُعَربِدُ فِي كَانُون/ تَتَجَاذَبُ هَامَاتِ الصَّفصَافِ/ تُعَانِدُ أغصَانَ الزَّيتُون/ وَتَكِنُّ إذَا نَيسَانُ بَدَا فِي طَلعَتِهِ سِحرٌ وَفُنُون/ يَا وَطَنَ السِّحرِ وَمَلقَى الشِّعرِ وَلَهفَةَ مَغرُومٍ مَجنُون/ يَا أُغنِيَةً صَدَحَت فَيرُوزُ أثَارَت أحزَانًا وَشُجُون/ الزِّيبُ يُرَدِّدُ مَطلَعَهَا/ وَيُدَنْدِنُ نَغمَتَهَا اليَركُون/ فَيَمِيلُ السَّروُ لَهَا طَرَبًا/ وَيُقَبِّلُ أزهَارَ الطَّيُّون/ وَطَنِي يَا دَمعَةَ مُغتَرِبٍ/ يا نَهدَةَ شِرِّيدٍ مَحزُون/ يَا بَسمَةَ طِفلٍ تَحجُبُها/ آهَاتُ جَوًى وَرَفِيفُ عُيُون/ يَا سَبحَةَ شَيخٍ مُلتَحِفٍ/ عَانَى زَمَنًا أعيَتهُ سُنُون/ يَا عُمرًا رَاحَ سُدًى والنَّاسُ عَلى العُمرِ البَاقِي يَبكُون
يافا في القلب/ عبد الحي إغبارية: فِي سِحرِ عينَيكِ هَامَ السِّحرُ يَا يَافا/ وَهَزَّ مِن نَشوَةٍ خَصرًا وأعطَافا/ وَبَينَ كَفَّيكِ نَامَ البَدرُ مُبتَسِمًا/ تَلتَفُّ مِن حَولِهِ الأقمَارُ أصنَافَا/ وَخَلفَ كَتفِكِ ألقَى الليلُ بُردَتَهُ/ يُظِلُّ مِن تَحتِهَا عُنقًا وأكتَافَا/ وَفِي جَبِينِكِ طَافَ الفَجرُ فِي مَرَحٍ/ يُفَجِّرُ الليلَ أضواءً وأطيَافَا/ يَافَا وَأيُّ جَمالٍ تَنعَمِينَ بِهِ/ وَأيُّ حُسنٍ حَبَاكِ اللهُ يَا يَافَا/ تَرَبَّعِي فَوقَ عَرشِ المَجدِ واعتَمِري/ تَاجَ البَهَاءِ يَزيدُ النَّفسَ إشرافَا/ وأطلِقِي صَوتَكِ الرَّنَّانَ أُغنِيَةً/ تَهُزُّ فِي جَنَبَاتِ الأرضِ أطرَافَا/ وَتُنعِشُ النَّفسَ حِينَ الشَّوقُ يَحمِلُهَا/ عَلى قُلُوبٍ ذَوَت وَجدًا وَإرهَافَا/ يَافَا وَكُلُّ حِسَانِ الكَونِ قَاطِبةً/ تَغَارُ مِن حُسنِكِ الفَتَّانِ يَا يَافَا/ شَدَا لَكِ الطَّيرُ حُرًّا فِي خَمَائِلِهِ/ وَفَاضَ نَبعُكِ حُلوَ الطَّعمِ شَفَّافَا/ وَعِندَ سَاقَيكِ حَطَّ البَحرُ مُغتَبِطًا/ وَرَاحَ يَنظِمُ للخَلخَالِ أصدافَا/ وَيَنشُرُ اللُجَّةَ الزّرقَاءَ أبسِطةً/ تَجرِي عَلى وَجهِهَا الأموَاجُ أطوَافَا/ يَافَا عَلى تَلِّهَا يَحلُو الجُّلوسَ إذَا/ مَا هَبَّ حُرًّا نَسِيمُ البَحرِ أو طَافَا/ وَمَالَت الشَّمسُ نَحوَ الغَربِ تَتبَعُهَا/ نَوَارِسٌ ذَلّلت للجوِّ أكنَافَا/ تَلَفَّتَت وَوِشاحُ الغَيمِ يَحجُبُهَا/ وَوَدَّعَت وَحَنِينُ العَودِ أضعَافَا/ وَكَحَّلَ الشَّفَقُ المَجرُوحُ مُقلَتَهَا/ دمًا يَسِيلُ عَلى الخَدَّينِ مِذرَافَا/ يَافَا وَإنَّ شِغَافَ القَلبِ مَسكَنُهَا/ وَبُؤبُؤَ العَينِ شَاءَ الغَيرُ أو عَافَا/ يَافَا إذَا جِئتَ رَغمَ القَيدِ تَطلُبُهَا/ ألفَيتَ فِي أرضِهَا الجَنَّاتِ ألفَافَا
الشّاعر أمين زيد الكيلاني: ولد بتاريخ 1-1-1957، عشق اللغة العربيّة منذ صغره، درّسها في المدارس، حاضر في بعض الكليّات، من أبرز ما كتب: معلّقة ثورة الغضب، الوجه الصّبوح، قسورة، دعيني وشأني، القصيدة، رثاء أب، قَدَر، بُطء، قد راع قلبي، لو خيّروني
دع عنك عذرًا/ أمين زيد الكيلانيّ: دع عنك عذرا بثوب الذل مضطربا/ وأغلب بحزم وباﻹقدام من غلبا/ أبناء قومي لقد كانوا وما منعوا/ عنا هجوما وما شدوا لنا غضبا/ ﻻ العذل يجدي وﻻ اﻷعذار شافعة/ أمسى العذول بنار اللوم ملتهبا/ يا يوم نكبتنا، يا يوم ما غنموا/ أرضا لشعب من اﻷشتات قد جلبا/ قد حرفوا صلفا تاريخنا كذبا/ تاريخنا أبدا لم يعرف الكذبا/ ضاق الفضاء وبنت الفكر هائمة/ من بعد ما كان إشراقا لنا رحبا/ كم طال ليل ونجم الفجر مختنق/ في ظلمة كم ترى في جوفها نصبا/ واحيرتي من شباب تائه عبثا/ أو هائم في فيافي سكره طربا/ تبكي عيون بدمع الضعف نكبتنا/ من بعد خطب بجد القهر قد وقبا/ كفكف دموعا، فدمع الوهن محتقر/ يزري ملوكا، فمثل العار إذ سكبا/ بدل نواحا بصوت الحق مرتفعا/ وأرفع قواما بوجه الظلم منتصبا/ وارفق بأهل بدون اﻷهل موطنهم/ حتى يرد إلى اﻷهلين ما نهبا/ لقد أساؤوا وما زالوا لنا نغصا/ شلت يد الجور أغلاﻻ ومن ضربا/ فاحفظ عهودا عن اﻵباء غايتها/ صون البلاد، وتذكير بما سلبا/ أنعم بعلم، فعلم الدين مبتدأ/ وانهل معينا، بحور الشعر أو أدبا/ نعم العلوم التي أنعمت أنت بها/ هذي لعمري لقد صاغت لنا نجبا/ ﻻ تزرع الشوك أو ترجو به أملا/ “من يزرع الشوك ﻻ يحصد به العنبا”/ من يسرج الخيل لﻷحداث شيمته/ يوم الوقيعة خير الناس منتخبا/ “كف تلاطم مخرزا” فيا عجبي/ من شأنها، ذاك مما زادني عجبا/ هذا شعوري بشعر (الضاد) أكتبه/ هلا حفظتم بلب اللب ما كتبا/ بحر بسيط من اﻷوزان نغمنه/ فيه المعاني وكان الشرح مقتضبا
نزيه نصرالله شاعرٌ وفنان تشكيليّ من شفاعمرو: كَم ناورْتُ الشّمسَ/ بنورِكْ/ فالشمسُ خاصَمَتِ النّهارَ/ وغابتْ في الفلَكْ!/ وكمْ لوّعتُ اللّيلَ/ بجَمالِكْ/ فالليلُ نادمَ الغُرابَ وحَلَكْ!/ وكمْ هَلّلتُ للقمرِ/ بمُحيّاكِ المُتهلّلِ/ فغافلَني حياءً/ وغَفا وترَكْ!/ حينَ فاتحتُ الوردَ/ بصَباحِكِ الصَّبوحِ/ ما فتّحَ الورْدُ/ بلْ أغمَضَ بَتْلاتِهِ وَغارْ!/ ودوّارُ الشّمسِ/ بعدَ ذِكْرِ اسْمِكْ/ أَمالَ عُنُقَهُ وَتنسَّكْ/ فما تعبَّدَ الضَّوءُ/ ولا معَ الشّمسِ دارْ!/ على جُذوعِ عُمري/ نقشْتُ اسْمَكْ/ فزهَّرَ اللّوْزُ وَنوَّرَ الجُلنارْ!
مزاميري رهنُ ولادةٍ/ نزيه نصرالله: قصائدي لكِ تُصَلَّى/ ولا تُتلى/ فأينَها مسبحتُكِ/ وأينَهُ مِحرابُكِ السّرّيّ؟/ أيّتها الرّاهبةُ الزّاهدةُ المُتنسِّكةُ/ في ديرِكِ المَنسيِّ/ صلِّي/ جَدِّدي عهدي/ فمَزاميري رهْنُ ولادةٍ/ تُجيلُ هَمَّكِ/ وتَرتفِعين!/ أنا آخِرُ كُتبِكِ/ وليسَ بَعدي كتابٌ/ تَعبُدينَهْ/ فاحْرقيها/ كتبَكِ القديمةْ/ وَكتبَكِ القادِمَة!/ أنا الّذي جنّحتُ السّلاحفَ/ لتطيرَ إليكِ/ ودُونَ كللٍ/ تعبُرُ المحيطَ/ لتَعْبُدَكِ/ أنا الّذي أنعشتُ الرّيحَ/ بأسوارِ دَيْرِكِ/ لتَحْمِيَكِ!/ بحناجرِ طيوري/ لِتُطرِبَكِ!/ أتماوجُ/ في جِنَانِكِ أزرعُها/ حفيفًا مُلتهِبًا/ مِن شرايينِ قصائدي/ فاطعِميها قربانَ قلبِكِ/ كيْ لا أجوعْ!/ أنا الّذي بقصائدي لكِ/ سَيّلتُ في الصّخرِ ماءَ البِّرِّ/ لكنّكِ/ أشْعلتِ عليّقةَ أنيني!/ أنا الّذي بقصائدي لكِ/ صنعَتْني العجائبُ/ وألمّتْ بي/ أمراضُ العاشقين/ فصَلَّوْا لكِ/ ونَسَوْا/ أن يُشعِلوا.. شموعَ حنيني!/ أنا يا سيّدتي/ ما أتيْتُ لأُعبَدَ/ بل لأفرحَ بكِ/ ولأفرحَ مَعكِ/ وها أنتِ إلى الأزلِ/ تُعبَدين!
حين أُمطر عشقا/ نزيه نصرالله: أنا لستُ أثيرًا عشوائيًّا/ في مَتاهةِ المَطرْ!/ ولا طوفانًا صاخبًا/ يُهيلُ الأفقَ أطلالًا/ على أجنحةِ الشّجَرْ!/ يا سيّدتي/ أنا كالبَجَعِ في حُبِّكِ/ تَتَداخَلُ بِبَعْضِها الصُّوَرْ!/ أحاسيسي/ تَصيرُ بِلّوْرًا مِن نورٍ/ لو مسَّهُ الشّوقُ انْكسَرْ!/ وقلبي في مَداكِ/ كالنُّجومِ/ لا يَطالُها النّظرْ!/ أيّتُها الخَزّافةُ الشّهيّةْ/ صِيغِيني.. نغمةً طريّة/ وَجفِّفِيني/ كتينةٍ شهيّة/ كطينةٍ بَهيّة/ أَعِدّيني/ لدَيْنونةٍ عِشقيّةْ!/ ودَوْزِنِيني/ لِقِيامةٍ أبَديّة!
آمال عوّاد رضوان