خير جليس
تاريخ النشر: 06/03/16 | 16:34دخلت المكتبة وانس لي الكتابُ، فوثق بي وأخذ يشكي همومه ومشاكله لي، ويقول :”اين هؤلاء الذين كان شعارهم “وخير جليس في الأنام كتابُ”؟…”انظر يا اياس الى الغبار يغطي غلافي، تأمل صفحاتي التي لم تقربها أنامل متصفح منذ أمد؟!”….
“قلبي عليل وأشكو من مرض الاهمال وظاهرة العزوف عن القراءة، سكن الغُبار داري وقلل مقداري، نافسني الإنترنت على حلبة المعرفة والتواصل الفكري مع الناس، لبس هذا الشيطان زي المنالية والراحة والسرعة والتواجد في كل مكان، اغرت الشبكة العنكبوتية الناس جميعهم وسرقتهم مني بمخالبها الاخطبوطيية التي غزت كل البيوت من ابوابها وشبابيكها.”… “وأنا الذي اوسع للناس افاقهم الذهنية واعتبر محفزا فكريا للتزويد بالمعرفة وتقوية مهارات الخطابة والكتابة وتحسين الذاكرة، أولست جزيرة الهروب من هموم دنياكم؟”.أولست ملاذ أرواحكم حين تهاجمها جيوش اليأس، الضيق والكابة”؟ أولست أنا الوفي لأسراركم؟”.
وكم من عصور وحضارات وثقافات شربت القهوة على شرفة ذاكرتي!! وكم من الحكام سكبوا على صفحاتي ماء تاريخهم ودماء ثورات شعوبهم وحملت قصصهم ورواياتهم حتى اليوم..أوهكذا يكون أجري؟ الغدر والنسيان والغبار؟ ايا اياس القرين، كان الناس في سالف العصر والزمان يملؤون صفحاتي بالعبرات والعبارات ويسكبون اسرارهم في احضاني وعلى حدائق صفحاتي، وكنا لهم بئرا وفيا عميقا.
أما اليوم فها انتم تدمنون على الفيسبوك “وجه الكتاب” الذي مزق الخصوصية وبات الجميع يعرفون أسراركم ناهيك عن ركاكة اللغة العربية الماجدة واضمحلال الثقافة الفكرية والكنز اللغوي..
اياس….عودوا الي.عودوا… فخير جليس في الزمان كتابُ”.
فقد إبتكرت فكرة خلاّقة تجمع الناس أولا اترابي ومن ثم العالم اجمع يأتي ليكسو الناس الكتب بأناملهم.
الطالب إياس أيمن مصالحة/ الصف الخامس بمدرسة الحكيم كفرقرع
اسم الله عليك بوركت يا بطل ، الله ًيحماك ???