التنوع بين الحمية والرياضة لإنقاص الوزن
تاريخ النشر: 10/03/16 | 6:16يسيطر هاجس السمنة على عقول الكثير من البشر، غالبا من النساء، مما قد يؤثر على طبيعة حياتهن الشخصية وعلى علاقتهن بمن حولهن خاصة الأزواج، لكن الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن مثل هذه الهواجس هي أمور لا إرادية تتحكم بعقلية المرأة دونما شعور منها.
ظهر أخيرا بحث يفيد بأن رؤية المرأة للأشخاص المصابين بالسمنة تثير جزءا من دماغها مسؤولا عن تقييمها الشخصي لذاتها، مما يسفر عن عقدها لمقارنة بين حجم جسدها والصورة المثلى التخيلية التي تحفظها بذاكرتها، بغض النظر عما إذا كانت تعاني من أي مشكلات غذائية أو مشكلات أخرى تتعلق بالوزن الزائد.
نجح الباحثون عن طريق تقنية الرنين المغناطيسي في رصد التغيرات الآنية التي تحدث في المخ عند عرض صور لنساء بدينات على المتطوعات، في حين أن مثل هذه التغيرات لا تحدث عند عرض تلك الصور على الرجال، وهو الأمر الذي قد يفسر حساسية النساء الزائدة تجاه رؤية آثار السمنة، أو تقييمهن الذاتي المبالغ لصورهن في المرآة على سبيل المثال.
ويعزو الباحثون إلى هذه التأثيرات، إصابة الكثير من النساء ببعض الأمراض النفسية المتعلقة بالنظام الغذائي مثل النهام وهو مرض يزداد فيه النهم تجاه الطعام ويليه قيء إرادي خشية السمنة، أو مرض فقدان الشهية، وهي أمراض قد تودي بحياة المرء إذا لم تعالج من قِبَل الأطباء النفسيين في المقام الأول.
وفي إطار الحرب المستعرة بين البشر والسمنة، أشار بحث نشرته الدورية الأميركية لعلوم النفس أن الحمية الغذائية وحدها قد لا تفيد في تقليل الوزن الزائد، وإلى حتمية اقترانها ببذل المزيد من الجهد البدني، المتمثل في أفضل صورة بالرياضة.
وأشارت البروفسورة جودي كاميرون، كبيرة الباحثين وأستاذة أمراض النساء والتوليد بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، إلى أن التقليل من السعرات الحرارية المستهلكة يترادف مع تقليص مواز للطاقة المفقودة من خلال الأوامر الدماغية بتحجيم كمية النشاط البدني، مما يسفر في النهاية عن عدم فقدان الوزن.
أما في حال اقتران الحمية الغذائية بالرياضة، فإن معدل الأيض يزداد مما يسهم في فقدان الوزن.
وعلى عكس الشائع بأن الأكلات الغنية بالدهون هي السبب الرئيسي في حدوث السمنة، فإن بحثا تم إجراؤه في فبراير الماضي، لغرض غير ذي صلة، توصل إلى خلاف ذلك.
حيث أشار علماء الأعصاب بمعهد جونز هوبكنز أن المأكولات المشبعة بالمواد الكيتونية قد تسهم في تقليص فرص حدوث النوبات التشنجية لدى المصابين بالصرع نظرا لما تحدثه من تغيرات حيوية في تكوين الدم، والأمر ذو الصلة هنا أن هذه الوجبات لا تؤثر في زيادة الوزن – في حد ذاتها – على المدى الطويل، إلا في حالة الأشخاص ذوي الاستعداد الجيني لذلك، أي أنهم يصابون بالسمنة مستقبلا سواء أكلوا الدهون أو لم يأكلوها إذا لم يراعوا أخذ الحيطة في حياتهم العامة.