فوائد مجالسة الصالحين
تاريخ النشر: 08/09/13 | 21:001ـ إن من جالس الصالحين تشمله بركة مجالسهم ويعمه الخير الحاصل لهم وان لم يعمل عملهم ، قال بعض الحكماء : ” من جالس خيرا أصابته بركته فجليس أولياء الله لا يشقى وان كان كلبا ككلب أصحاب الكهف
2ـ ومنها أن المرء مجبول على الاقتداء بجليسه والتأثر بعلمه وعمله وسلوكه ومنهجه ـ قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ” (رواه أبو داود)
3ـ إن جليسـك الصالح يبصرك بعيوبك ويدلك على اوجه الضعف عندك ـ قال الحسن ـ رحمه الله ـ ” المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه مالا يعجبـه سـدده وقومه وحاطه وحفظه في السر والعلانية ”
4ـ انك تتعرف على اخطائك السلوكية وفي أمر العبادة من خلال مقارنة أعمالك بما عليه جليسك
5ـ انك تكف بسبب جليسك الصالح عن المعصية
6ـ انه يرشدك ويدللك على أمور من أمور الخير ينفعك العلم بها
7ـ إن مجالستهم حفظ للوقت الذي هو الحياة وهو الوعاء لكل الأعمال
8ـ إن جليسك الصالح يحفظك في حضرتك وغيبتك فلا يفشي لك سرا ولا ينتهك لك حرمة
9ـ إن المرء بمجرد رؤيته الصالحين والأخيار يذكر الله تعالى ، قال عليه الصلاة والسلام : ” أولياء الله تعالى الذين إذا رأوا ذكر الله تعالى ” قال قوس بن عقبة ـ رحمه الله ـ : ” إني كنت لألقى الأخ من إخواني فلأكون بلقيه عاقلا أياما ”
10 ـ انهم زين وانس لك في الرخاء وعدة في البلاء وخير معين لتخفيف همومك وحل مشكلاتك ، خرج بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ مرة على أصحابه فقال ” انتم جلاء حزني ” وقال اكثم بن صيفي ـ رحمه الله ـ لقاء الأحبة مسلاة للهم ـ وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : عليك بإخوان الصدق فعش في اكنافهم فانهم زين في الرخاء وعدة في البلاء
11ـ إن مصاحبتك لأهل الخير سبب في دخولك ضمن الذين لا خوف عليهم يوم القيامة ولاهم يحزنون قال تعالى : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ، يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) ” الزخرف : 67 ، 68 ”
12 ـ انك تنتفع بدعائهم لك بظهر الغيب في حياتك وبعد مماتك قال عليه الصلاة والسلام ” دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل ” ( رواه مسلم ) ، وقال عبيدالله بن الحسين ـ رحمه الله ـ لرجل ” استكثر من الصديق ـ يعني الصالح ـ فان ايسر ما تصيب أن يبلغه موتك فيدعو لك ”
13 ـ إن مجالس أهل الخير يهابها شياطين الأنس والجن قال عليه الصلاة والسلام :
” عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية ” ( أخرجه الإمام احمد )
14ـ إن المجالسة والمصادقة والزيارة في الله سبب لمحبة الله تعالى كما في الحديث القدسي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتبادلين في ) 0” رواه مالك ”
15ـ إن مجالس الصالحين مجالس ذكر الله ـ عز وجل ـ قال صلى الله عليه وسلم : ” لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة نزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ” ( رواه مسلم )
16ـ إن المرء بزيارته إخوانه في الله يطيب بنفسه ويطيب ممشاه ويتبوأ منازل عظيمة في الجنة قال صلى الله عليه وسلم ـ : ” من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد : أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا ” ( أخرجه الترمذي )
17ـ ومن ثمرات مجالسة الصالحين إنها تؤدي إلى محبتهم في الله والحب في الله له ثمرات عظيمة وآثار جليلة على النفوس وقد راتب الله عليه الأجور العظيمة والثواب الجزيل
18 ـ وبالجملة فالجليس الصالح منفعة لك من كل وجه في دينك ودنياك كما قال عليه الصلاة والسـلام ” المؤمن إن ماشــيته نفعك وان شـاورته نفعك وان شاركته نفعك وكل شيء من أمره منفعة ” ( رواه أبو نعيم )
يـا بـــــني
اعمل يا بني ـ وفقك الله للصواب ـ انه لم يتميز الآدمي بالعقل إلا ليعمل بمقتضاه ، فاستحضر عقلك ، واعمل فكرك ، وأخل بنفسك ، واعلم انك مخلوق مكلف ، وان عليك فرائض أنت مطالب بها ، وان الملكين يحصيان ألفاظك ونظراتك ، وان أنفاس الحي خطاه إلى اجله ، ومقدار اللبث في الدنيا قليل ، والحبس في القبور طويل ، والعذاب على موافقة الهوى وبيل ، وراع عواقب الأمور يهن عليك الصبر عن كل ما تشتهي وما تكره وان وجدت من نفسك غفلة فاحملها إلى المقابر وذكرها قرب الرحيل
فأين لذة أمس ؟ رحلت وأبقت ندما
وأين شهوة النفس ؟ وكم نكست رأسا وأزلت قدما
وما سعد من سعد إلا بخلاف هواه ، ولا شقي من شقي إلا بإيثار دنياه واعلم أن أداء الفرائض واجتناب المحارم لازم ، فمتى تعدى الإنسان فالنار النار
فانتبه يا بني لنفسك واندم على ما مضى من تفريطك واجتهد في لحاق الكاملين مادام في الوقت سعة ، واسق غصنك مادامت فيه رطوبة واذكر ساعتك التي ضاعت فكفى بها عظة ، ذهبت لذة الكسل فيها وفاتت مراتب الفضائل
بكى رجل فقالوا : ما يبكيك ؟ فقال : على يوم مضى ما صمته وعلى ليلة ذهبت ما قمتها واعلم يا بني : إن الأيام تبسط ساعات ، والساعات تبسط أنفاسا ، وكل نفس خزانة ، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم ، وحاسب نفسك عند كل نظرة وكلمة
واد إلى كل ذي حق حقه وانظر ك لساعة من ساعاتك بماذا تذهب ، فلا تودعها إلا اشرف ما يمكن ، ولا تهمل نفسك ، وعودها اشرف ما يكون من العمل وأحسنه ، وابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه كما قيل :
يا من بدنياه اشــتغل وغره طول الأمل
الموت يأتي بغـــتة والقبر صندوق العمـل