شعائر توراتية لمراسيم زواج وحفلات بلوغ بالأقصى
تاريخ النشر: 07/03/16 | 20:48في تصعيد خطير منذ شباط الأخير، شرعت جماعات الهيكل وشخصيات يهودية متطرفة بتشجيع الاسرائيليين على إقامة مراسيم زواجهم بين أسوار المسجد الأقصى، وإقامة حفلات البلوغ وأعياد الميلاد للفتيان اليهود فيه.
وتسعى هذه الجهات – المدعومة من سلطات الاحتلال الاسرائيلي – إلى ربط هذه المناسبات بخرافة الهيكل المزعوم، كما توفر قوات الاحتلال لهم الحماية وتمنع أي شخص – من ضمنهم حراس المسجد الأقص – من الاقتراب منهم أو التصدي لانتهاكاتهم غير المسبوقة في شكلها لحرمة المسجد الأقصى المبارك.
وتتضمن دعوات مراسيم زواج اليهود في المسجد الأقصى، اقتحامه قبل يوم من الزواج، وترديد عبارات تلمودية مرتبطة بطبيعة الحفل، إضافة إلى جمل قصيرة من “التوارة” أو النشيد الوطني الإسرائيلي.
كما يتعمد نشطاء الجماعات اليهودية المتطرفة بتصوير الشعائر التلمودية ونشرها في صفحات التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية، لتشجيع المجتمع الاسرائيلي على الإحتذاء بها واستفزاز المسلمين حول العالم، ووصل بهم الحد إلى توزيع دعوات رسمية لحضور حفلات ومراسيم زواج يهودية في المسجد الأقصى المبارك.
وقد نشرت المنظمة اليهودية المتطرفة “يرائيه – متطوعون لتشجيع الصعود إلى جبل الهيكل” على صفحتها في الفيسبوك، صورا لعرسان يهود ادعت أنهم اقتحموا المسجد الأقصى برفقة ربانيم وعشرات طلاب المدارس اليهود.
كما خصصت مقاما خاصا للعرسان الجدد ضمن الإحصائيات الاسبوعية لعدد المقتحمين في المسجد الأقصى، حيث ذكرت في 3 مارس/أذار الحالي أنه اقتحم المسجد الأقصى خلال الأسبوع الأخير نحو 220 يهودي، “من بينهم عريس وعروس قبل زواجهم، وفتى محتفلاً ببلوغه – بار ميتسفا”.
ولم تغض منظمة “يرائيه” الطرف عن اقتحام المتطرف يهودا غليك للمسجد الأقصى في اليوم الأول للشهر الحالي، حيث نشرت صورته برفقة زوجته أثناء اقتحامهم الجهة الشرقية من الأقصى بجانب منطقة باب الرحمة، ووصفت الموقع الذي يقع بين أسوار المسجد الأقصى بأنه “مدرسة يهودية على اسم الزوجان “يتسحاق وطالية إيمس”.
وزعمت المنظمة في خبر لها نشرته على صفحتها في الفيسبوك الشهر الماضي بعنوان “صوت عروس يجلجل في جبل الهيكل”، أن “صعود وزيارة الأزواج لجبل الهيكل يعتبر شعيرة من شعائر الهيكل التي تعتمد على أصول الشريعة، وتنزل البركات الخاصة لهم ولذريتهم مستقبلا”.
وفي تصعيد أخر نشر الموقع العبري التابع لجماعات الهيكل “أخبار جبل البيت”، تقريرا مفصلاً لأحداث الاقتحمات الأخيرة في المسجد الأقصى ومراسيم توراتية موثقة بالصور ومقاطع الفيديو، كان أبرزها اجراء ابن الحاخام المتطرف “بنتسي غوفشتاين” – زعيم منظمة “لهافا” المتطرفة – مراسيم زواجه في المسجد الأقصى، كما تخلل التقرير رصد مراسيم أعياد الميلاد لغيره من اليهود.
كما نشرت منظمة “طلاب من اجل الهيكل” على صفحتها في الفيسبوك، اخباراً وصورا مماثلة تحت عناوين احتفالية منها “من أجل إفراح عروس وعريس بيوم زواجهما في جبل الهيكل”.
من جهته اعتبر الشيخ كمال خطيب هذا التصعيد الخطير أنه بمثابة “خطوات تصعيدية غير مسبوقة من قبل المؤسسة الاسرائيلية التي تغتنم الظرف السياسي المحلي والإقليمي العام، لتثبيت وجود يهودي في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه”.
وأضاف خطيب أن ذلك لا يأتي بمعزل عن قيام الحكومة الإسرائيلية بالسماح لـ “يهودا غليك” باقتحام المسجد الأقصى وتوفير الحماية العسكرية له، منوها إلى أن كل ذلك يأتي قبيل موسم الاقتحامات القريب الذي يبدأ مع حلول عيد الفصح العبري الشهر القادم.
وأوضح أن مجمل التطورات الأخيرة تشير إلى صعوبة المرحلة القادمة التي يواجهها المسجد الأقصى في ظل لا مبالاة عربية واسلامية، إلى جانب حالة التنسيق الأمني التي تؤديها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بحسب الخطيب.
ونوه الشيخ كمال خطيب إلى أن هذه الخطوات (الدعوات لعقد زواج اليهود في الأقصى) بحد ذاتها، “تحاكي وتقلد المشاريع التي قمنا بها في الحركة الإسلامية – قبل حظرها – وأبناء شعبنا في القدس الشريف والداخل الفلسطيني، لتعزيز الهوية والانتماء للمسجد الأقصى المبارك”.
وفي هذا السياق أكد الشيخ كمال خطيب أنه من أسباب حظر الحركة الإسلامية، كان دورها الهام في القدس والمسجد الأقصى، وتثبيت الهوية الإسلامية لهما.
كيوبرس