مشروع”مؤشر التمثيل” لمعالجة إقصاء الإعلام العربي
تاريخ النشر: 15/03/16 | 16:19أعلنت سيكوي- الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة في اسرائيل، هذا الأسبوع، وبالتعاون مع موقع “العين السابعة – هعاين هشبيعيت” وصندوق بيرل كتسنلسون، عن تدشين “مؤشر التمثيل” وهو مشروع اعلامي جديد يعالج إقصاء المجتمع العربي من الاعلام الإسرائيلي، وسيتم بضمنه النشر أسبوعيا لمعطيات حول تمثيل المجتمع العربي في قنوات وبرامج التلفزة والإذاعة المركزية في البلاد.
وتدشينا للمشروع، تم نشر معطيات شمولية حول شهري كانون الثاني وشباط، والتي تبين مدى الصعوبة بإيجاد محاوَرين عرب في محطات التلفزة والإذاعة المركزية، وبخاصة، بإيجاد متحدثين عرب تمت دعوتهم للتحدث بشؤون لا علاقة مباشرة لها بالمجتمع العربي (كقضايا الصراع القومي والعنف والاجرام وما شابه) فرغم كون المواطنين العرب يشكلون خُمس مواطني دولة إسرائيل، إلا أنه نسبتهم بين عموم المحاوَرين الذين تتم استضافتهم في برامج وقنوات التلفزة والإذاعة تتراوح ما بين 2-3% فقط!
هذا وتبين المعطيات الحالية بأن الصحافة الإسرائيلية تختار أن تتجاهل المجتمع العربي وتفضل بشكل عام تصويره بشكل سلبي أو نمطي، رغم ما يتسبب به ذلك من تأثير دراماتيكي سلبي على وجهة نظر الغالبية اليهودية تجاه الأقلية العربية ومكانتها في إسرائيل وبخاصة في حالات التوتر الأمني.
من الجدير بالذكر أن شركة “يفعات” المختصة بالأبحاث الإعلامية هي التي تعمل على جمع المعطيات وتحليلها فيما يتم نشرها أسبوعيا في موقع “العين السابعة” المعني بقضايا الاعلام في إسرائيل، هذا وتتناول المعطيات، محاورة الاعلام الإسرائيلي لمتحدثين عرب من مواطني إسرائيل، سواء كان ذلك الحوار يتم من خلال الاستضافة في الاستوديو أو في الميدان أو من خلال إعداد التقارير الإخبارية.
يتناول المؤشر بشكل خاص، قنوات التلفزة الإسرائيلية المركزية الثلاث: الأولى، الثانية والعاشرة، وكذلك محطتي الإذاعة المركزيتيتن: “جالي تساهل” و”ريشت ب” ويقارن فيما بينها بالإضافة إلى المقارنة ما بين البرامج الإخبارية المركزية في كل منها، ووفقا لمعطيات المؤشر في شهري كانون الثانبي وشباط المنصرمين من هذا العام، يتبين بأن نسبة المحاوَرين العرب الأسوأ كانت في “جالي تساهل”، إذ تبين بأن 1.8% فقط من المتحدثين معهم هم من العرب (107 حوارا مع متحدثين عرب مما مجموعه 5981)، وأما نسبتهم في القناة العاشرة فكانت 2.1%، وفي القناة الثانية 2.3% وأما النسبة الأعلى فكانت في القناة الأولى، وقد وصلت إلى 2.9%.
وتضمن المؤشر فحصا للمواضيع التي تم تناولها مع المتحدثين العرب، بهدف الاستيضاح إن كانت تتم استضافتهم فقط في مواضيع تصنّف على أنها ذات شأن عربي كالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعنف والإرهاب وما شابه، أم أنه تتم محاورتهم أيضا كمختصين وأصحاب معرفة ومواقف في مختلف المجالات، وتبين هنا بأن كل قناة تقيم خلال الشهر الواحد نحو 3000 حوار، منها نحو 5 فقط مع متحدثين عرب، بشأن عام لا يتعلق بقضايا المجتمع العربي، مع ما يشير إليه ذلك من عدم اعتراف بما يكتنزه المجتمع العربي من خبرات في مختلف المجالات.
هذا وتبين أيضا أن النواب العرب يحتلون نسبة لا بأس بها بين المحاوَرين العرب، فمعطيات شهري كانون الثاني وشباط في القناة الثانية تفيد بأن 40% من الحوارات التي أديرت في القناة مع متحدثين عرب كانت مع نواب عرب، بينما تم إجراء 11 حوارا مع مختصين ومهنيين عرب فقط خلال هذين الشهرين، من أصل 5528!
ونظرا لأهمية وشعبية البرامج الإخبارية وتأثيرها على الرأي العام، تقرر بأن يتضمن المؤشر أيضا متابعة ومقارنة أسبوعية لنسبة العرب في البرامج المركزية، ويتبين من هذه المقارنة خلال الشهرين المنصرمين، بأن النسب الأكبر تظهر في نشرات الأخبار اليومية وبخاصة في نشرات أيام الجمعة المسائية، حيث تتراوح نسبة المتحدثين العرب ما بين 7-8%، إلا أن الفحص للعمق يبين بأنه في أغلب الأحيان تتم استضافة المتحدثين العرب من خلال التقارير الميدانية ذات السياقات السلبية التي تتعلق إما بآفات يعاني منها المجتمع العربي وإما بالقضايا الأمنية، فيما يغيب المتحدثون العرب بشكل شبه تام في النشرات الإخبارية عن الحلقات الحوارية في الاستوديوهات.
إلى جانب النشرات الإخبارية، يبرز بشكل إيجابي برنامج “لندن كيرنشباوم” الذي يبث في القناة العاشرة (5.3% من المحاوَرين عرب)، “سيدر يوم” مع كيرن نويباخ في “ريشت بيت” (4.1%)، “ما بوعير” مع رازي بركائي في “جالي تساهل” (3.8%)ـ وفي المقابل فإن برامج “هموساف” في القناة الأولى، “همطيه همركزي” في القناة العاشرة، و”حدشوت ليلاه” في القناة الثانية، تبرز بشكل سلبي إذ يقارب تمثيل المحتدثين العرب الـ 1% فقط وهم في الغالب من النواب فقط.
أمجد شبيطة، مدير الإعلام العربي في جمعية سيكوي، وعيدان رينج، مدير مشروع التمثيل الإعلامي في الجمعية، قالا: “المعطيات البائسة التي بينها المؤشر غير مفاجئة وتؤكد بأن كافة البرامج والقنوات تقريبا تعمل بشكل منهجي على إقصاء العرب، وهو ما يؤثر سلبا ليس المجتمع العربي فحسب إنما على المجتمع الإسرائيلي برمته، نظرا لما يسببه هذا التغييب من تضييق آفاق الجمهور اليهودي ومعرفته بكل ما يتعلق بالمجتمع العربي وقضاياه.”
شبيطة ورينج دعيا المحررين والاعلاميين إلى تحمل مسؤوليتهم بوضع حد لهذه الظاهرة مؤكدين أن إقصاء العرب يساهم بتعزيز الآراء المسبقة والمواقف العنصرية!