ذكرى مجزرة صندلة ..!
تاريخ النشر: 14/09/13 | 1:34تصادف هذه الأيام الذكرى الـ 56 لمجزرة صندلة ، التي راح ضحيتها 15 طفلاً بريئاً من طلاب القرية العائدين من مدرستهم في قرية المقيبلة في سهل مرج ابن عامر ، وثلاثة جرحى أحدهم ما زال مقعداً حتى يومنا هذا .
وكانت هذه المجزرة قد حدثت عندما كان بعض الطلاب في طريق عودتهم الى البيت من المدرسة فمروا عن جسم غريب أثار حب استطلاعهم ، وعندما اصابوه انفجر فيهم ما أدى الى استشهاد خمسة عشرة منهم من عائلة واحدة هي العمري ، ومن شدة التأثر راح الاهالي وذوي الضحايا يرقصون بصورة هستيرية وهم يحملون أشلاء من جثث ابنائهم فلذات كبدهم وضناهم.
وهؤلاء الشهداء والضحايا هم : آمنة عبد الحليم عمري ، طالب عبد الحليم عمري ، غالب عبد الحليم عمري ، محمد عبداللـه عمري ، اعتدال عبد القادر عمري ، رهيجة عبد اللطيف عمري ، سهام زكريا عمري ، صفية محمود عمري ، عبد الرؤوف عمري ، فاطمة احمد يوسف عمري ، فهمية مصطفى عمري ، محيي الدين اسعد عمري ، يوسف احمد محمد عمري ، يحيى احمد حسن عمري .
وكانت هذه المجزرة وقعت يوم السابع عشر من ايلول العام 1957 ابان الحكم العسكري البغيض ، وفي حينه اكتفت المؤسسة الصهيونية الحاكمة باصدار بيان اوضحت فيه ان ما جرى في صمدلة هو قضاء وقدر ، متناسية ان القنبلة هي من مخلفات الجيش الاسرائيلي ، وعليه ان يتحمل مسؤولية الحفاظ على عتاده وممتلكاته. وحتى اليوم لم تتشكل لجنة تحقيق لكشف حقيقة ما حدث في هذه القرية العزلاء الباقية في مرج ابن عامر ، التي صودت اراضيها لصالح المستوطنات والموشافيم المجاورة .
لقد هزت هذه المجزرة الوجدان الفلسطيني والانساني ، وحركت مشاعر الحزن والآسى والغضب في قلوب واعماق شعراء التراب الفلسطيني ، ويومئذ كتب الشاعرالمرحوم راشد حسين ، ابن قرية مصمص ، رائعته "الغلة الحمراء" لذكرى ضحايا صندلة ، التي يقول فيها :
مرج ابن عامر هل لديك سنابل أم فيك من زرع الحروب قنابل ؟
أم حينما عزً النبات صنعت من لحم الطفولة غلة تتمايل؟
فاذا الصغار الابرياء سنابل واذا القنابل للحصاد مناجل ؟
يا مرج قل لي هل ترابك سامع أم انت عن صوت الملامة ذاهل ؟
أنا لم أشاهد في الخريف سنابلاً إلا خريفك بالسنابل حافل
نبتت عليك سنابل بشرية عصفت بها قبل الربيع زلازل
الى أن يقول في نهايتها :
يا غلة حمراء كنت براعماً خضراء … فيها للشباب دلائل
يا قصة ما أكملت فكانما مات المؤلف قبلكما تتكامل
أيجيد هذا الشعر حق رثائكم أم أنّ قول الشعر وهم باطل
وعلى الرغم من مرور 56 عاماً على هذه المجزرة الرهيبة الا انها ما زالت حية في قلوب اهالي القرية المليئة بالحزن ، وفي ذاكرة كل من عاصرها وكان شاهداً عليها وكل من سمع بتفاصيلها من اجيالنا الفلسطينية الجديدة ، ولن ينسى اهالي الضحايا والشهداء ولن يغفروا لكل من رفض تشكيل لجنة تحقيق نزيهة ومحايدة ، وهم يصرون على تشكيل هذه للجنة لكشف ملابسات المجزرة بحق اطفالهم ، واقامة نصب تذكاري في مدخل البلدة ، فضلاً عن ترميم اضرحة الشهداء في مقبرة صندلة .
وفي النهاية تظل هذه المجزرة في الذاكرة الشعبية الفلسطينية شهادة على نهج الجزار وسياسة القهر والاضطهاد السلطوية المتبعة تجاه جماهيرنا الفلسطينية الباقية في ارضها ووطنها ، التي تناضل من أجل البقاء والتطور والمساواة في الحقوق المطلبية العادلة .