خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان الجليس الصالح وجليس السوء
تاريخ النشر: 16/09/13 | 0:00بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 7 ذو القعدة 1434هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘مثل الجليس الصالح وجليس السوء‘‘، وهذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ أسامة مسلماني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول:" روى البخاري ومسلم في صححيهما عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنّما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تشمّ منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة).".
وتابع الشيخ قائلاً:" في هذا الحديث يُبيّن لنا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حال الأصحاب، حال الرفقاء، حال الجلساء بشقّيهم: جليس سوء، وجليس صالح، فشبّه النبي صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك – والمسك أغلى أنواع الطيب والعطور – فحامل المسك إن جلست إليه فكيف يكون حالك معه؟ إما أن يُحذيك، إما أن يُعطيك، إما أن يدهن لك من مسكه ويضع لك من طيبه، وإما أن تشتري منه طيباً، وإن لم يُعطك أو لم تشترِ منه فأقلّ ذلك أن تجد منه ريحاً طيبة، تشمّ رائحة الطيب ورائحة المسك لهذا الجليس .
أما جليس السوء فحاله كحال نافخ الكير وهو الحدّاد الذي ينفخ في النار، فهذا الحداد ما حاله إن جلست إليه ؟ إما أن يتطاير شرر النار فيحرق ثوبك، وإما أن تشمّ منه رائحة منتنة هي رائحة النار وزبد الحديد وغير ذلك من الأمور.
المراد من هذا الحديث الحث على اختيار الصحبة، أن يختار الإنسان الجليس الصالح ويقدّمه على جليس السوء، لأن الجليس الصالح يُعين الإنسان، يُساعد الإنسان على فعل الخير، وعلى فعل الصلاح، وعلى التشبّه به في أقواله وفي أفعاله، أو في التأثر به على الأقل، لذلك، نتائج صحبة الأخيار كثيرة، إن صاحبت الأخيار إن أحسنت أعانوك، وإن أخطأت قوّموك، وإذا نسيت ذكّروك، وإذا استنصحتهم نصحوك وقدّموا لك الخير والنفع. إما إذا صاحبت الفجار وصاحبت الأشرار فكيف سيكون حالك ومصيرك؟ إذا أحسنت منعوك، وإذا أسأت أعانوك، وإذا نسيت شغلوك، وإذا طلبت نصحهم خانوك وخذلوك، هذا هو حالهم، وهذا هو مآلهم ".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: إذا كانت الصداقة على طاعة الله والتعاون على تقوى الله تبارك وتعالى كان ذلك سبباً للسعادة، سبباً من أسباب السعادة للطرفين، والنجاة يوم القيامة، لذلك لمّا جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة ؟ فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: وما أعددت لها ؟ فقال الرجل: ما أعددت لها من كثير صيام ولا صلاة ولا زكاة غير أني أحبّ الله ورسوله، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (أنت مع من أحببت). وفي حديث آخر يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (المرء مع من أحب). لذلك، من أحب فرعون وهامان وقارون وأبا جهل وأبا لهب وأمثالهم من الكفار والفجار حُشِر معهم، وكُبَّ على وجهه معهم في نار جهنم والعياذ بالله. ومن أحب الله وأحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبّ المؤمنين وعاش في تقوى الله وطاعة الله تبارك وتعالى فإنه يُحشر ((مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً))..". (للمزيد شاهد الفيديو الكامل للخطبة).