الضرب والشتم …. هل هو اسلوبك فى تاديب ابنائك ؟
تاريخ النشر: 16/09/13 | 10:02نعجب لآباء وأمهات في مجتمعنا لا يعرفون من التأديب غير القمع والإهانة ولا من التهذيب غير الإحباط والتثبيط ولا من التوجيه غير المنع والقهر، وتناسى هؤلاء وأولئك أن القضية إنما تبدأ وتنتهي بالقدوة الحسنة أو السيئة، وأبناؤنا نحن قدوتهم فان صدقنا يصدقون، وإن كذبنا يكذبون، وإن استرجلنا يسترجلون، وإن استنذلنا يستذلون .. فهم لخطواتنا متبعون ولتصرفاتنا مقلدون .
فالقدوة هي الأساس والتأديب والتهذيب يبدأ وينتهي بها.. وليس بالعنف ولا بالقسوة ولا بالانفعال تكون التربية، وإن بعض الصفعات النفسية ذات أثر مدمر ومؤذ على المدى الطويل..وكثيرا ما تترك رواسب يصعب التخلص منها وتعمل على تفسير ترسيب بعض التشوهات التي تكون مردودات سلبية عند تبلور شخصية الفرد مستقبلا ولعل من مظاهر هذه الممارسات التأنيب المستمر والتثبيط والاهانة.
وهي من أقسى وأعنف الصفعات لأنها تساهم في تدمير الشخصية الإنسانية وتفقدها التوازن النفسي في كثير من الأحيان، فيكون النتاج النهائي والمحصلة إما شخصية عدوانية عنيفة، وربما إجرامية .. أو شخصية سلبية مهزومة، مهزوزة الثقة في النفس وتظهرها اللامبالاة وتغلب عليها الرغبة في العزلة والتقوقع.
خوفا من الناس والمتتبع لبعض أنماط التربية عندنا يلاحظ أن الناشئة درجوا على اللامبالاة.. والسلبية في بعض الأحيان، فكثيرا ما يغرق الأهل في النواهي والممنوعــات والمحظورات وكان يجب على الأهل أن يتحدثوا بما هو مرغوب وما هو مشرف .. قبل التحدث عن المنع والحظر والزجر والتأنيب ..
وكان الواجب أن لا ننشغل عنهم ولا نهم في متابعتهم والابتعاد عنهم ثم نتذكر فجأة ..!! عندما يرتكبون الأخطاء أنهم أبناءنا، وأن من واجبنا تربيتهم وتأديبهم.. فهذا هو الخطأ بعينة..!!
فهل يُمكن أن نتعظ ونُقبل على أبنائنا ونقترب منهم أكثر وأكثر؟ ونُدرك أن عملية التربية.. تبدأ بالتفرغ وإدراك المسؤولية تجاه هذه الناشئة والتأكد من حقيقة أن من أراد أن يكون له أبتناء فإن علية أن يُربيهم ويتفرغ لهم ويُعطيهم الوقت الكافي..
لأن الأبناء لا ينشؤون بطريقة عفوية..!! ولا بطريقه شيطانية .. وإنما بالتربية والتنشئة وبالقدوة الحسنة .
فإذا لم نتفرغ لهم فلا أقل من أن نكف عن أذيتهم واهانتهم وتثبيط هممهم وتشويه فطرتهم الإنسانية .. إنهم أمانة، ولا بد من أداء الأمانة..إنهم رسالة…. ولا بد من أداء الرسالة ..ولنا في رسول الله قدوة حسنة .
أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة .. وجاهد في سبيل الله حق جهاده… وكان خير الناس لأهلةِ ..(خيركم خيركم لأهلة وأنا خيركم لأهلي))..