ندوة سياسية حول ذكرى يوم الأرض في سخنين

ضمن الخطوات الجماهيرية الأولى لمشروع موطن المنبثق عن مركز إنجاز، وبمناسبة الذكرى الأربعين على يوم الأرض أقيمت ليلة الجمعة ندوة جماهيرية بعنوان: ” نحن والدولة: سياسات قديمة وتحديات جديدة…. ما بين الوطن والمواطنة”. تناولت الندوة الانفجار التاريخي الكبير المتمثل بيوم الأرض الأول في 30 آذار 1976 . وشارك في الندوة أستاذ الفلسفة في جامعة القدس بروفسور سعيد زيداني والباحث في التربية والهويات د. رباح حلبي والباحث بالعلوم السياسية د. مهند مصطفى وعضو الكنيست عن المشتركة مسعود غنايم ومديرة ” إنجاز ” غيداء ريناوي زعبي والطالبة دينا طراد وافتتح الندوة بكلمة ترحيبية رئيس القطرية رئيس بلدية سخنين مازن غنايم. وتوافق المحاضرون على كون يوم الأرض الأول علامة فارقة في مسيرة المجتمع الفلسطيني في اسرائيل وتوقفوا عند التحدّيات التي يواجهها وسيواجهها المجتمع اليوم وغدا. افتتحت الندوة السيدة غيداء ريناوي- زعبي التي شكرت بلدية سخنين لاستضافتها الندوة، ثمّ قدّمت مشروع موطن للحاضرين وأكّدت على اختيار سخنين تحديدا كانطلاقة جماهيرية له، ثمّ عرضت احدى اشكاليات يوم الأرض بالنسبة لجيل الشبيبة المتمثلة في اغتراب تطلّعاته عنه. أدار الندوة الكاتب الصحفي وديع عواودة حيث استهلّها مع البروفيسور سعيد زيداني الذي استعرض بدوره اشكالية تعريف الدولة كيهوديّة وديموقراطيّة.
نضالنا ينبغي أن يكون مدنيا،سلميا وشعبيا
وأوصى زيداني بالعمل على تقوية المركّب الديموقراطي وإضعاف المركّب اليهودي. وتابع ” على المجتمع الفلسطيني في إسرائيل أن يخوض نضالا مدنيا سلميا مثابرا والأهم أن يكون مزدوجا فوقيا وتحتيّا والتقليل من التعويل على شاشات التلفاز،الاهتمام بالعمل الميداني مع التشديد على أهميّة بناء مؤسسات المجتمع المدني ليكون بوتقة للنضال الشعبي السليم.
علامة جيد
وأشاد النائب مسعود غنايم بأهمّيّة القائمة المشتركة تحديدا في هذه الحقبة الزمنية والتي تأتي تحديدا من توقيتها خصوصا في ظلّ ما تعانيه الدول العربية من تفكك، وكذلك في ظلّ الركود الشعبي تجاه الأحزاب. وأضاف ” بعامها الأول وهذه مدة قصيرة فازت المشتركة بعلامة جيد”. واعتبر غنايم يوم الأرض الأول سقوطا لمشروع ” العربي- الإسرائيلي” والرد الأول الجماعي على النكبة بصفته نتاجا خالصا للمتبقين في وطنهم الذين كسروا حاجز الخوف وتوقفوا عن السكوت على مصادرة أراضيهم وحقوقهم بعد48. منوها لعدم وجود تناقض بين الهوية وبين المواطنة لو توفر نظام ديموقراطي سليم.
علينا باختراق اليهود الشرقيين أولا
بدوره أشار الدكتور رباح حلبي إلى أنّ الهوية والوعي القومي يحملان أيضا معاني الثقة بالنفس والتعامل النّدّي اللذين يلحظهما عند أبناء شعبنا من الشباب والجيل القادم. ويرى رباح بأهمّية استحضار اليهود الشرقيين كحليف للمجتمع الفلسطيني في النضال لأنهم أقرب من الغربيين الاشكناز للعرب منوها لاحتمالات وإمكانيات تحييد الكراهية للعرب التي يشحنون بها منذ عقود.
الحزب أغلى من الوطن
أمّا الدكتور مهنّد مصطفى فقد اعتبر حظر الحركة الإسلامية الشمالية حدثا مفصليا في مسيرة العرب في إسرائيل مؤكدا على كونها خطوة عنصرية قد تمّت بسهولة كبيرة على مستوى فعل الحظر ورد الفعل الشعبي عليها. ويرى أنّ حظر الحركة الإسلامية يعكس أزمة السياسة العربية لكون الوعي للحظر لم يرتق إلى خطورته بصرف النظر عن النقاش حول طروحات وممارسات الحركة الشمالية. وعزا ذلك لوفرة الخطاب مقابل ضمور المؤسسات،أولا ولعطب لجنة المتابعة تنظيميّا ومؤسساتيّا ولتفضيل القيادات السياسية العربية الحزب على الوطن ولفشل الحركة الإسلامية في بناء حاضنة اجتماعية لها.
التربية الوطنية.. البيت أولا
اما السيد مازن غنايم، فقد شدّد على كون الوعي الوطني لا بدّ أن يبدأ من البيت أولا، وأشار إلى الدور التربوي الهام في تحضير أبناء شعبنا وتأهيلهم.برز في الندوة الحضور الشبابي ومشاركته الفعالة، والحضور التربوي من معلّمي ومديري مدارس الأمر الذي طرح كذلك أهمّية استحضار يوم الأرض بقيمه التربوية لا السياسية فقط. حيث أكّد الحضور على أهمية جعل هذه المناسبة الوطنية أقدر على مخاطبة الجيل الصاعد.
تركنا الاحتفال بيوم الاستقلال
واقترح أحد أساتذة المدنيات في سخنين التركيز على التواصل واللقاء بين المدارس العربية ذاتها بدلا من البحث عن اللقاء مع مدارس يهودية فحسب لافتا لحيوية اللقاءات مع المدارس العربية الدرزية أيضا. بالمقابل أشاد بيوم الأرض ومفاعيله وقال إنه ساهم بصياغة الهوية الوطنية ولم تعد المدارس العربية الاحتفال بيوم الاستقلال من وقتها.