فؤاد نجم يفوز بجائزة كلاوس للثقافة
تاريخ النشر: 19/09/13 | 5:00أعلنت مؤسسة الأمير كلاوس للثقافة والتنمية منح الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم الجائزة الكبرى للثقافة لعام 2013، تقديرا لمساهماته وأشعاره بالعامية التي ألهمت أجيالاً متعاقبة من المصريين والعرب.
وبينت اللجنة المانحة -التي تعلن عن الفائزين بجوائزها مرة في السنة في السادس من سبتمبر/أيلول بمناسبة عيد ميلاد الأمير الهولندي كلاوس- أنه تم تكريم الشاعر نجم لإبداعاته الشعرية التي ألهمت الشارع المصري والعربي بنفس تحررية، وصارت كلماته تردد على ألسن المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية.
وقال الأمير كونستانتاين -ابن الراحل كلاوس- إن اللجنة اختارت أحمد فؤاد نجم للطابع النقدي في قصائده، ومواجهته بشعره الأنظمة الاستبدادية والنخب التي تعيش في أحضانها وكفاحه الدؤوب من أجل العدالة والحرية.
والأمير الراحل كلاوس هو زوج الملكة السابقة بياتريكس ووالد الملك الهولندي الحالي وليام ألكساندر، وتمنح جائزته كل سنة منذ العام 1997 للفنانين والمفكرين والمنظمات الثقافية من دول العالم الثالث.
وفي تعليق على إعلان منح الجائزة لفؤاد نجم قال تيسير الألوسي أستاذ الأدب الحديث بجامعة ابن رشد في هولندا في حديث للجزيرة نت إن قصيدة نجم "تاج لجائزة مؤسسة كلاوس ستفخر بها مثلما يفخر نجم بهذا التقييم الدولي المميز الكبير".
تميز نجم
وأشار إلى أن أحمد فؤاد نجم رسم نجوميته منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث لم يتوقف عن دوره في وصف معاناة الناس من خلال شعره الساخر والناقد لكل الأنظمة السياسية ومعبراً عن هموم المهمشين، وأوضح الألوسي أن طبيعة شعر فؤاد نجم اتسمت باستخدام لغة شعبية بسيطة وقوية، في الوقت نفسه حمالة لأطياف من المعاني الجادة والساخرة نافذة لقلب الحياة اليومية العادية لبسطاء المصريين، بحيث تمنحهم الأمل والعزم والثقة في المستقبل.
وعن أسباب اختيار اللجنة لفؤاد نجم دون غيره الذين تزخر بهم الساحة العربية، قال الألوسي "عامية نجم المحكية غنية بالمعاني مكتنزة الأداء بعمقها المعجمي الدلالي وبصلات غير مباشرة بالبنية النحوية عبر العبارة البرقية الموحية أو الموجزة البسيطة غير المعقدة المعجونة بذلك المحكي العامي، تحدد سر الجماهيرية التي حظيت بها قصيدة نجم المغنّاة بصوت موسوم ببحة لأنين الفقراء والمعدمين الشيخ إمام وبألحانه المنتمية للحن الخالد سيد درويش وصلاته بالذائقة الشعبية الأوسع".
وبين الألوسي أن شعر نجم اتسم بجمالية تمتلك قيم العدول الشعري الجمالي ولوحات غنية بحركة الألوان والمفردات البصرية. وذكر أستاذ الأدب الحديث أن مثل هذه المؤسسات الدولية لا تقدم جوائزها بالوجاهة أو الصدفة وإنما وفق معايير ومقاييس معينة وتميز بارز للفائز، وتابع أن فواد نجم تميز في شعره بارتباطه بهموم الناس وقضايا الوطن كما عايش واقعاً مراً اختلطت فيه همومه كفلاح ومزارع بما هو صناعي وإداري، وعايش وضع المهمشين وخبر الأجيال، مما أهله للتميز في قصيدته الشعبية.
صوت "الغلابة"
وأوضح الألوسي أن أحمد فواد نجم زادت نجوميته لما تحول إلى صوت "الغلابة" والمقهورين وكلماته يرددها الصغير والكبير، ثم لمّا ارتبطت كلماته بغناء الفنان الراحل الملتزم الشيخ إمام، حيث غنى هذا الأخير العديد من قصائده المتسمة بطابع السخرية والوطنية المصرية، وأضفى استثمار الصورة الكاريكاتيرية ميزة بنيوية أخرى على شعره.يذكر أنه سبق أن فاز بهذه الجائزة الدولية الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والمفكر السوري صادق جلال العظم والرسام السوداني إبراهيم الصلحي والكاتب المسرحي المصري لينين الرملي وعدد آخر من المبدعين العرب.
ومن المتوقع أن يتسلم الشاعر المصري جائزته في الحفل السنوي لمؤسسة الأمير كلاوس في الحادي عشر من الشهر الجاري في العاصمة الهولندية أمستردام.
يذكر أن نجم اختير عام 2007 سفيراً للفقراء على رأس المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة، كما حصل قبل ذلك من سجنه بجائزة الكتاب الاول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون أعقب ذلك صدور ديوانه الأول في الشعر العامي بعنوان "صور من الحياة والسجن".