العامل الفلسطينيّ مات ضحيّة للعنصريّة في تل أبيب
تاريخ النشر: 19/09/13 | 4:26وقعت يوم الاثنين 16/9 في تل أبيب جريمة مروّعة على خلفيّة كراهيّة العرب، قتل بها عامل البناء إحسان أبو سرور من سكّان مخيم عسكر قرب نابلس. وقد تم ترك العامل احسان ليموت بعد أن جُرح أثناء عمله في ورشة بناء في احد الاحياء الجنوبية للمدينة. حدّث بعض شهود العيان لمراسل "هارتس" الذي انفرد في نشر الموضوع أنّ شخصين قاما بجرّ العامل الجريح إلى خارج البناية، ورماه على الرصيف وغادرا المكان. محاولات العابرين والطاقم الطبيّ لإحيائه باءت بالفشل، ومات متأثّرًا بجراحه.
عمال البناء يتعرضون لحوادث عمل ويصابون ويقتلون جرائها يوميا. قبل أسبوع (في 11.9) لاقى العامل أسعد مصطفى محاجنة، من أمّ الفحم حتفه عن عمر يناهز الخامسة والخمسين بالقرب من المكان الذي أُلقي فيه إحسان أبو سرور جنوب تل ابيب نتيجة حادث عمل اصيب به 5 عمال اخرين.
ظروف العمل لعمال البناء سيئة للغاية لكنها اسوى بكل ما يتعلق بالعمال الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية. عشرات الاف منهم يعملون في مجال البناء بدون تصريح وبصورة غير منظّمة لدى مقاولي الترميمات ويتعرّض العشرات منهم لجراح في أماكن العمل دون أن يتلقّوا أيّة معالجة أو يتمّ الإبلاغ عنهم ودون أن يُحاسب المسؤولون عن ذلك.
يموت في إسرائيل بالمعدّل 30 عامل بناء كلّ سنة، وأكثر من 6,000 يصابون بجراح، اذ هناك تعامل متساهل مع المقاولين المسؤولين من قبل السلطات المختصة التي لا تعير الاهتمام الكافي لمحاربة هذه الظاهرة. لا يستطيع عدّة عشرات من المفتّشين في مجال البناء مراقبة تطبيق أنظمة الأمان في الفرع الذي يعمل فيه أكثر من 200,000 في حوالي 10,000 موقع للبناء. طالما ترفض الحكومة زيادة عدد طاقم المفتّشين وتستمر النيابة في الاستهتار بحق الضحايا حين يتم اعفاء المسؤولين عن الحوادث من اية عقاب، سيستمر الوضع على حاله. لا يمكن ان نتجاهل العلاقة المباشرة بين كون الأغلبيّة المطلقة من الجريحين والقتلى هم عمّال عرب أو أجانب وبين الاهمال الذي نراه من قبل السلطات في الموضوع.
على ضوء الجريمة العنصرية اول امس تدعو نقابة معًا العمالية السلطات إلى منح المزيد من التصاريح لعمّال الفلسطينيّين، والى زيادة نطاق تطبيق قوانين الأمان، وتقديم المسؤولين للمحاكمة. كما تطالب النقابة بالمحافظة على حياة العمّال الذين يأتون إلى تل أبيب لكسب رزقهم.