المتابعة بجولة ميدانية للقرى المهجرة بالنقب
تاريخ النشر: 25/03/16 | 7:30قام وفد من لجنة المتابعة العليا لجماهيرنا العربية اليوم الخميس، بجولة تفقدية للاطلاع على عدد من القضايا الملتهبة التي تواجهها جماهيرنا شعبنا في صحراء النقب. وشملت الجولة قرى العراقيب و”مطل أبو تلول” والزعرورة والفُرعة وعتير. وقال رئيس “المتابعة” محمد بركة، إن هذه الجولة الميدانية هامة، ومثل هذه الجولات الميدانية للنقب وغيرها من المناطق يجب أن تتكرر، لأنها تغني وتشحن المسيرة الكفاحية.
وشارك في الجولة، رئيس المتابعة بركة والشيخ رائد صلاح، والنائبان طلب أبو عرار وعبد الحكيم حاج يحيى وطلب الصانع وابراهيم حجازي، وعدد من قيادات وناشطي العمل السياسي في النقب. وتولى إدارة هذا اليوم، مركز لجنة التوجيه العليا لعرب النقب سعيد الخرومي، كما استمع الوفد الى شروحات من رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، عطيّة الأعسم.
وما يجمع هذه القرى أنها تواجه كلها مؤامرة الاقتلاع. وترتكب سلطات التدمير في أحيان متقاربة، جرائم تدمير بيوت وتدمير محاصيل زراعية، وتنغص حياة الآلاف من الناس وتجعلها جحيما، والعيش وسط قلق متواصل. فالمؤسسة الحاكمة تريد اقتلاع وتهجير أهالي قريتي عتير وام الحيران، من أجل اقامة مستوطنة لليهود تحمل اسم “حيران”. كما تخطط السلطات ذاتها لاقتلاع قريتي الزعرورة والفّرعة اللتين فيهما 10 آلاف نسمة، من أجل اقامة مصنع لتصنيع الفوسفات. ومعركة العراقيب التي نشهدها منذ سنوات طويلة ولكن بشكل خاص في السنوات الست الأخيرة، إذ تم اقتلاع القرية 95 مرّة.
وفي كل واحدة من المحطات التي توقف عندها وفد المتابعة، قدم القائمون على المعركة الشعبية فيها شروحات للوفد، حول أساس القضية والتطورات الحاصلة في هذه المرحلة.
واختتمت المتابعة جولتها في بيت الشيخ خليل فرهود أبو القيعان في قرية عتير، حيث عقدت جلسة تلخيصية، أدلى فيها المشاركون في الجولة بملاحظاتهم وآرائهم بشأن ما لمسوه ميدانيا. وقال رئيس المتابعة بركة، في كلمته التلخيصية، إن هذه جولة هامة، والجولات الميدانية هامة ويجب أن تتكرر في النقب وفي جميع المناطق، لأنها تغني وتشحن المسيرة الكفاحية. وحيّا بركة المشاركين، وانتقد في ذات الوقت غياب قيادات في لجنة المتابعة عن هذه الجولة. وقال، إنني انظر الى هذا الغياب بعدم الرضى، فهذا لا يُسهم في تنجيع عمل المتابعة، وبقائها ملتصقة بقضايا جماهير في جميع أماكن تواجدها.
وقال بركة، إن معركة الأرض الأساس والأكبر في هذه المرحلة تدور في النقب. وإذا هناك من يقول إن النضال غير مجدي، فعليه أن ينظر الى أراضي المل، في منطقة البطوف، التي صودر منها 20 ألف دونم، وكانت القشّة التي قصمت ظهر الجمل، وقادت الى اضراب يوم الأرض الأول قبل 40 عاما، وها هو النضال أثمر، وأراضي المل عامرة بأشجار الزيتون ومزروعات أصحاب الاراضي. وشدد على أنه لا يمكن التساهل في المعركة على قريتي عتير وأم الحيران، وثبات هاتين القريتين سيكون انتصارا تاريخيا لجماهيرنا، ويجب أن نناضل من أجله.
وتابع بركة قائلا، إن الحضور الاساس في هذه المعركة هو لأهلنا في النقب، ولكن هذا لا يعفي أيا كان من مسؤولية المشاركة في هذه المعركة. وفي ذات الوقت، فإن المظاهر المقلقة والمعيبة التي شهدناها اليوم، يجب أن تتوقف، فلا يجوز أن نرى أبناء شعبنا يعملون في مشاريع الاقتلاع، ويقودون المجنزرات، يجب خلق حالة اجتماعية، تعيب على هؤلاء وتردعهم من أن يكونوا شركاء في الجريمة الدائرة.
وأكد بركة على ان تكون قرى النقب محطة لزيارات تضامنية لطلبة المدارس، وهم في طريقهم الى الرحلات المدرسية للنقب وايلات، فتخصيص ساعة لجولة كهذه، يكون مفيدا للأجيال الناشئة كي تطلع عن قرب على قضايا شعبها.