مؤتمر الأدب العربي بأكاديمية القاسمي
تاريخ النشر: 25/03/16 | 14:24أُقيم في أكاديمية القاسمي في باقة الغربية يوم السبت الفائت مؤتمر دولي ضخم بعنوان “تجليات الرحلة في فضاءات الأدب العربي والحضارة الإسلامية” بادر إليه كلٌّ من مجمع القاسمي للغة العربية وقسم اللغة العربية وآدابها في الأكاديمية. وتضمن المؤتمر جلسةً افتتاحية وأربع جلسات إضافية. أما الجلسة الافتتاحية فقد اشتملت على كلمات ترحيبية بدأها البروفسور بشار سعد رئيس أكاديمية القاسمي، تلاه الدكتور ياسين كتاني، العميد الأكاديمي للأكاديمية، ورئيس مجمع القاسمي للغة العربية، فالشاعر الدكتور فهد أبو خضرة، عضو المجمع، حيث أشار في كلمته إلى الدور الذي يلعبه مجمع القاسمي في النهوض باللغة العربية لتواكب العصر الحديث، مستعرِضًا إصدارات المجمع في مجالات البحث المتعددة من قضايا لغوية، ومعجمية، وأدب قديم وحديث، وحضارة إسلامية على امتداد أطوارها المختلفة. وتلت الكلماتِ الترحيبيةَ محاضرةٌ افتتاحية للبروفسور إبراهيم طه، الباحث والناقد الكبير، وأستاذ الأدب العربي في جامعة حيفا، حيث قدّم البروفسور طه محاضرة تناول فيها المفهوم الجديد لأدب الرحلة في الرواية الفلسطينية على وجه الخصوص. وأشار البروفسور طه إلى أن الأدب الفلسطيني الذي يوظف الرحلة ليس أدب رحلة بالمعنى القديم، بل هو أدب ترحيل، ورحلةُ سعيٍ أو بحث عن اللامكان.
وتلت هذه المحاضرة الافتتاحية فقرة عزف فنية قدمها عيسى عواد (عازف القانون)، ومرسي بيادسة (عازف الأورج). ومن ثم دعت عريفة المؤتمر د. عرين سلامة قدسي البروفسور الكبير جورج قنازع لإدارة الجلسة الأولى والتي تضمنت محاضرةً للبروفسور عمر حمدان من جامعة توبنجن الألمانية حول الإمام الهذلي ورحلته في طلب العلم، ومحاضرةً للدكتورة عرين سلامة قدسي من جامعة حيفا حول مفهوم السياحة في التصوف الإسلامي المبكر، ومحاضرة للدكتورة عايدة فحماوي وتد من أكاديمية القاسمي وجامعة حيفا حول السيرة الطائرة، أقل من عدو، أكثر من صديق لإبراهيم نصر الله، واختتمت الجلسة الأولى الدكتورة كلارا سروجي شجراوي من جامعة حيفا بمحاضرة حول رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ وتعالقاتها مع مدن الفارابي الجاهلية ومفهومه للمدينة الفاضلة.
أما الجلسة الثانية للمؤتمر فترأسها البروفسور فاروق مواسي، وتضمنت محاضرة للبروفسور سيف الله قرقماز من جامعة إرجياس التركية، حيث تناول إحدى أهم الرحلات التركية إلى القدس وفلسطين، وهي رحلة الرحالة العثماني أوليا شلبي، ومحاضرة للدكتورة راوية بربارة من كلية أورانيم وجامعة حيفا حول شعر الشعراء الفاطميين الخاص برحلات الصيد وتأويله وفقا لتعاليم الفاطمية الإسماعيلية.
وبعد استراحة الغداء، دعت عريفة المؤتمر الدكتورة هيفاء مجادلة لإدارة الجلسة الثالثة التي تناولت محاضراتها جوانب مختلفة للرحلة في أشكال الإبداع العربي الحديث. شارك في هذه الجلسة كل من الدكتور باسيليوس بواردي من جامعة بار إيلان وقد تحدث عن شخصية الرحالة في الأدب الجغرافي العربي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والدكتورة فاتن علوش من أكاديمية القاسمي التي عرضت في محاضرتها لأدب الرحلة عند يوسف إدريس، والدكتورة ريما أبو جابر برانسي من كلية أورانيم التي تناولت تداعيات الترحال في رواية على شواطئ الترحال لراوية بربارة، الدكتورة لينا الشيخ حشمة من كلية دافيد يلين، التي عرضت لرحلة الاغتراب والهزيمة في أدب السجون العربي، والبروفسور إبراهيم يلمظ من جامعة أتاتورك الذي تناول موضوع الرحلة عند الشعراء العرب القدماء، والدكتور سمير خلايلة من قسم اللغة الإنجليزية في أكاديمية القاسمي الذي عرض لرحلة النفري من القرن العاشر وجدلية الحرف والرؤيا، واختتمت هذه الجلسة بمحاضرة للدكتور محمد حمد من أكاديمية القاسمي التي انتقلت بالحاضرين من الرحلة عبر المكان إلى دلالات الرحلة عبر الزمن في أشكال السرد العربية القديمة والحديثة.
وشكرت الدكتورة هيفاء مجادلة المؤتمِرين والمؤتمِرات، والحضور الكريم الذي أبدى اهتماما كبيرا بمتابعة المؤتمر وتوجيه الأسئلة والملاحظات خلال الجلسات المختلفة.