المغرب يحتضن المهرجان الدولي الأول للحكاية
تاريخ النشر: 21/09/13 | 22:33انطلقت فعاليات المهرجان الدولي الأول للحكاية، الجمعة، بمدينة زاكورة جنوب المغرب، والذي سيمتد لمدة ثلاثة أيام، حيث يشهد مشاركة العديد من أبرز حكائيي المغرب والعالم العربي، من خلال تقديم عروض فردية وجماعية في فنون الحكاية.
ويسعى المهرجان الدولي الأول للحكاية بالمغرب إلى إحياء التراث المغربي الشفهي المرتبط بفن الحكاية، وتشجيع الإبداعات الحكائية، والاهتمام بالطاقات الجديدة في هذا المجال غير المطروق كثيراً في الثقافات العربية الراهنة، فضلاً عن تثمين الثقافة المحلية لجنوب المغرب.
وقال عبدالعزيز الراشيدي، مدير المهرجان الدولي الأول للحكاية: إن المغرب يزخر، نظراً لتنوعه الثقافي والحضاري واللغوي بالعديد من أشكال التعبير القديمة، حيث إن الثقافات والتعبيرات تتنوع وتتمايز بتنوع جغرافيا المغرب".
وتابع الراشيدي أن "الفن الحكائي يعد واحداً من هذه الأشكال التعبيرية القديمة التي برع المغاربة فيها منذ القدم، حيث يشكل فن "الحلقة" الذي ترعرع في الأعراس والأسواق والساحات الشعبية بالمغرب متنفساً أساسياً، علاوة على أهمية الرواة في نقل التاريخ وفي رصد الحالات".
وبخصوص مدينة زاكورة، يضيف الراشيدي، فإنها "منطقة تمتلك غزارة وتنوعاً وتعدداً هائلاً في روافدها الثقافية، بين ما هو إفريقي وعربي وأمازيغي"، مردفاً أن "هذا المعطى يجعل مهرجان الحكاية صورة لهذا التنوع، وموجباً للتفكير في حماية أشكالها التراثية العريقة".
وأوضح المتحدث أن رابطة أدباء الجنوب، التي تنظم المهرجان الدولي للحكاية، بمعية مركز القصبة للثقافة والفنون بزاكورة، تعتزم إنجاز مشروع ضخم لتوثيق التراث الشعبي والحكائي بمنطقة درعة، في محاولة لمحاربة التهميش الثقافي الذي تعانيه هذه المنطقة".
ويعيش فن الحكي بالمغرب أفولاً بعد أن كان من رواد هذا الصنف الإبداعي في العالم العربي، من خلال نجوم السرد الحكائي، الذين كانوا يملأون الساحات الشعبية بالكثير من المدن بقصصهم وحكاياتهم المشوقة، من قبيل ساحة جامع الفنا بمراكش وساحة الهديم بمدينة مكناس، وغيرهما.
وكان فن الحكي يعيش أزهى فتراته عندما كانت "الحلْقة" تعرف ذروة توهجها أيضاً في عدد من مدن وأرياف البلاد، حيث برزت أسماء عديدة في مجال الحكايات الشعبية، حتى إن بعضها تجاوزت شهرته حدود البلاد، مثل حالة محمد باريز عميد حكائيي المغرب، والذي تستضيفه بلدان أوروبية للاستفادة من تجربته الغنية في هذا المجال.
وبات الحكي مُعرَّضاً للانقراض بسبب تراجع مهول في ممارسي هذا الفن الشعبي، حيث لم يتم تسليم المشعل بين الأجيال القدمية والجيل الحالي، حيث يشهد هذا الفن تجاهلاً وإهمالاً كبيراً، باعتبار أنه لا يُدرس في معاهد المسرح ولا في المدارس والجامعات، ما يجعله يحتضر ببطء قاتل.
وفيما يطالب البعض بتخريج "حكواتيين" مغاربة عبر الدراسة والتنقيب عن الطاقات والإبداعات الواعدة من خلال مهرجانات تقام في البلاد، يرى آخرون أن الحكي فن فطري لا يُدرس ولا يُتعلم، بل موهبة تنشأ مع صاحبها، ولا تحتاج سوى للصقل والممارسة اليومية.