حديث في اللغة (22):هل يصح قولنا: الرئيسي؟ الأولي؟
تاريخ النشر: 27/03/16 | 8:42أورد الباحث العراقي هادي حسن حمودة في “القدس العربي” رفضه القاطع لاستخدام لفظة (رئيسي) في نحو قولنا- “الموضوع الرئيسي”، وصوّبها – “الموضوع الرئيس”- انظر “القدس العربي” عدد 10 فبراير 2016
من قبله خطّات المعاجم هذه الصيغة في نحو: “الأعضاء “الرئيسية”-
(انظر مصطفى جواد- “قل ولا تقل”، ص 150، محمد العدناني “معجم الأخطاء الشائعة”، ص 98، حيث اعتمد على “المحْكَم” لابن سيدَه، و”تاج العروس” للزُّبيدي، والطرائف للثعالبي، وغيرها.)
وعلة رفض إلحاق الياء أننا لا ننسب إلى الصفة، فلا نقول “طويلي”، ولا “قصيري” …إلخ
لكن مجمع اللغة العربية في القاهرة شهد نقاشًا محتدمًا يدور حول قبول هذه الصيغة المنسوبة في نحو: رئيسي، وأولي، وثانوي، وعَرَضي وظاهري وباطني وداخليّ وخارجي…
إلى أن توصل المجمع إلى قبول هذه الألفاظ الجديدة على اللغة بتحفظ ما، وكان من مسوغات قبولها:
“يجوز استخدام هذه النسبة من باب نسبة الشيء إلى نفسه”، أو أن الياء يمكن أن تكون للتوكيد أو المبالغة.
(انظر : مجمع اللغة العربية- “كتاب الألفاظ والأساليب”، ص 22- 27.)
مع أن نسبة الشيء إلى نفسه فيها بعض التكلف والغرابة إلا أنني أرى قبولها للتمييز بين (أول) و (أولي)، وبين (داخل) و (داخلي) و (رئيس) و (رئيسي)، وهكذا، فلماذا لا ننسب إلى اسم ذات متخَّيل مفترض، فأنا أجعل من الصفة (الثاني) مثلاً- كأنه اسم موصوف، وإليه أنسب (الثانوي).
لا يرى ب. سليمان جبران سببًا أو منطقًا في استخدام نحو (المسألة الأساس أو السؤال الأساس)، فكلمة (أساس) اسم ذات فما المانع من عدم استخدام النسبة إليها ( الأساسي والأساسية)؟
ثم يمضي في تسويغ (الرئيسي):
“إذا كان (الرئيس) مشتقًا من (الرأس)، فأغلب الظن أنه كان في أول الأمر صفة ثم تحول في دلالته إلى اسم ذات، مثل (شاعر) ، (أديب)، وأصبح معناه زعيم القوم، وبهذه الدلالة شاع فعلاً، ومن هنا اشتقوا اسم النسب (رئيسي)”.
انظر كتاب جبران: “على هامش التجديد والتقييد في اللغة العربية المعاصرة”، ص 105.
أخلص إلى القول بأن التطور في المعاني يستلزم قبول التطور في اللغة، فثمة فرق بين قولنا – ” صديقي الرئيس فلان” وبين “صديقي الرئيسي فلان”.
مع ذلك فليس من حرج على المحافظ المتحفظ ألا يستخدم الياء، كأن يقول: القضية الرئيس، والمحور الرئيس…فله ذلك.
ب.فاروق مواسي/ باقة الغربية