شرف مناجاة الله
تاريخ النشر: 04/04/16 | 2:03إذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى ،والأنس بذكره في ظلم الليل ، فليحذر الذنوب ، فإنه لا يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي .
قال الحسن : ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ، ونفقة المال ،فقيل له : ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً ؟؟ قال : لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره.
قال رجل لإبراهيم بن أدهم : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟فقال : لا تعصه بالنهار ، وهو يُقيمك بين يديه في الليل ،فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ،والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .
وقال رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني أبِيت معافى ،وأحب قيام الليل ، وأعِدّ طهوري ، فما بالي لا أقوم ؟فقال الحسن : ذنوبك قيدتْك .
وقال رحمه الله : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل ،وصيام النهار .
وقال الفضيل بن عياض :إذا لم تقدر على قيام الليل ، وصيام النهار ،فأعلم أنك محروم مكبّل ، كبلتك خطيئتك .
وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله تعالى ،وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ، وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ، ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش .
ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ، وسمات النفوس الكبيرة ، وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى 🙁 أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) .[ الزمر 9 ]