إحياء ذكرى يوم الأرض بالجماهيري أم الفحم
تاريخ النشر: 30/03/16 | 22:36كعادته في كل عام، أحيا المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم عصر الثلاثاء حفل فني، ثقافي وأدبي ملتزم حضره المئات من طلاب مجموعات القيادات الشابة، ومجموعة مجلس الطلاب، مجموعات التداخل الاجتماعي، مجموعة “القائد الصغير”، فرقة جوقة المركز الجماهيري، الطلاب الجامعيين المتطوعين، أعضاء المجموعات النسائية وأعضاء مجموعة الرواية الفلسطينية بالمركز الجماهيري وذلك إحياءً للذكرى الــ 40 ليوم الأرض الخالد، وإستهل الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ألقاها على مسامع الحضور الشاب عبد اللطيف محاجنة، ثم كانت كلمة ترحيبية بالحضور ألقاها الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم.افتتحت الأمسية بالوقوف وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، ومن ثم النشيد الوطني الفلسطيني، كما وكانت هناك فقرات إناشدية لجوقة المركز الجماهيري قدمت فيها باقة من الأناشيد الوطنية والتراثية التي تخص هذه المناسبة التاريخية الهامة، حيث تغنت للأرض وللوطن بأجمل لحن وأعذب صوت حرك مشاعر الحضور الذي وقف لينشد مع الجوقة ويردد خلفها معبراً عن ولاءه لقضية الأرض والهوية رغم تعاقب السنوات، وختمت فقراتها بأغنية “الأرض بتتكلم عربي” لتؤكد على أن الأرض كانت ولا زالت تتكلم نفس اللغة وتحمل نفس القضايا والهموم، منذ كانت وحتى اليوم.
ثم قدم السيد أحمد جربوني إبن بلدة عرابة ورئيس سابق لبلدية عرابة رواية حية لمشاهد وأحداث جرت إبان أحداث يوم الأرض سنة 1976 بصفته شاهد عيان على الأحداث آنذاك، حيث تطرق إلى الأجواء التي سبقت الأحداث وأهم الأحداث وأبرز المطالب التي حملها المحتجون في ذلك اليوم مؤكداً أن خطط تهويد الجليل، مصادرة الأراضي وإصدار الأوامر العسكرية لإرهاب الناس من الوصول إلى أراضيهم هي الفتيل الذي أوقد أحداث يوم الأرض، وأن محاولات حثيثة جرت آنذاك لمحاولة ردع الناس عن المطالبة بحقهم بسطوة القانون تارة وبإدخال المجنزرات العسكرية إلى المدن العربية تارة أخرى لردع الناس من الخروج والتظاهر، إلا أن الأطفال خرجوا قبل الرجال، والجميع إلتزم بالإضراب وهتفوا بصوت واحد بمطالبهم أمام آلة القمع البوليسية، مؤكداً أن مرور السنوات لم يلغ هذه المطالب ولم يغير من قناعات أبناء شعبنا، كون الأرض هي أساس البقاء وأساس الحفاظ على الهوية، مشدداً على أهمية إحياء هذه الذكرى وتذويت العبر منها للأجيال الشابة لأن قضية الأرض تهمنا جميعاً وتمس مستقبلنا ووجودنا في هذه البلاد.كما وحظي الحضور بعرض لفيلم وثائقي يحكي قصة يوم الأرض والأحداث الأولى التي أطلقت شرارة أحداث هذا اليوم سنة 1976، حيث قدم الفيلم صورة شاملة عن الأسباب والخلفيات التي مهدت لأحداث يوم الأرض، وأهم المطالب التي حملها المحتجون آنذاك والتي لا تزال حتى اليوم هي مطالب الفلسطينيين في الداخل. ثم كانت فقرة غنائية ملتزمة للفنان محمود بدوية. وقامت الطالبة عدن إسماعيل وجنى أحمد بإلقاء قصيدة شعرية بعنوان “في يوم الأرض” للشاعر نزيه حسون .
وفي ختام الأمسية قامت نخبة من الطلاب القياديين برفقة طاقم المركز الجماهيري بالتوجة إلى منطقة النافورة في الشارع الرئيسي وتنظيم وقفة تم فيها إشعال 40 مشعلاً من “مشاعل الأمل” تخليداً للذكرى الــ40 لشهداء يوم الأرض الخالد، كما وتم إطلاق بالونات تحمل ألوان العلم الفلسطيني في سماء مدينة أم الفحم.
وفي حديث مع السيد محمد صالح إغبارية – مدير عام المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم قال:“نهدف من خلال هذا البرنامج الوطني والفني والأدبي الهادف إلى تعميق روح الإنتماء لدى جيل الشباب وإلى تعريفهم على قضيتهم الأولى والأهم ألا وهي قضية الأرض التي تعني البقاء والهوية، ونحن نؤمن أن نجاح أي قضية عادلة يجب أن يرافقها وعي جماهيري حقيقي بمهية القضية التي يناضلون من أجلها”، وأضاف: “ذكرى يوم الأرض هي يوم مفصلي وهام في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني في الداخل، ونحن من منطلق تقديرنا لهذه الذكرى ولدماء الشهداء الذين إرتقوا في سبيل الدفاع عن هذه القيم، وشبابنا اليوم يؤكدون من خلال تفاعلهم مع هذه البرامج أنهم لا يزالون يتمسكون بالثوابت”.