طرطشات
تاريخ النشر: 01/04/16 | 4:00· جنون أم تعبيرات عنصرية
جاءت جريمة إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف من قبل جندي إسرائيلي بدم بارد وما رافقها من سلوك سلبي لكل من تواجد في المكان من ضباط ومستوطنين ومسعفين وأطباء لتفتح الباب على مصراعيه حول حوادث إعدام الشباب والأطفال الفلسطينيين بدم بارد والتي أصبحت نهجاً وسياسة متبعة وخرجت من دائرة العمل الفردي, جيش الاحتلال يفتح تحقيقاً، وهو في كل مرة يفعل ذلك ذراً للرماد في العيون، وفي النهاية يبرئ القاتل او القتلة من جنوده او مستوطنيه، الأطباء النفسيون بجيش الاحتلال أمثال كيرين غينات تدعي أن آلافا من الجنود يتلقون علاجاً نفسياً وأن طيارين في سلاح الجو يتناولون عقاقير طبية ضد أعراض الكآبة لكنها تحذر من مغبة إبقاء السلاح بأيدي الجنود خارج قواعدهم العسكرية لأنه قد يتسبب بفقدانهم أرواحهم، أما أرواح ضحاياهم فلا تقلقها أبداً. المطلوب ان ينشط دبلوماسيونا وسياسيونا وصحافتنا ومثقفونا وطلابنا في الخارج لفضح هذه الممارسات العنصرية ورفع قضايا ضد الاحتلال أمام كافة المحافل القانونية الدولية، كفانا تقصيراً وندباً.
• عوداً على بدء
جريمة إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف رافقها عمل إجرامي آخر، قد يكون في المعايير الطبية والإنسانية اقسى من عملية الإعدام نفسها، هذا العمل الذي رصدته كافة عدسات الكاميرات تجسد في الإهمال والتقصير مما سمي بنجمة داوود الحمراء في إسعاف الشابين الفلسطينيين، حيث قامت بتقديم كل عون للجندي الاحتلالي الإسرائيلي المصاب إصابة طفيفة وبالمرور بسيارات الإسعاف من أمام المصابين (الشهيدين) الفلسطينيين وكأن الأمر لا يعنيهم، مع ان واجبهم كمسعفين وفق القانون الدولي تقديم الإسعاف والعون لاي مصاب بغض النظر عن جنسه او انتمائه الديني او العرقي.
• الأرصفة إن وجدت
أرصفة الشوارع ورغم محاولات العديد من البلديات عمل شيء الا أنها في معظم مدننا وبلداتنا وقرانا شحيحة، وان وجدت فهي لا تتفق في سعتها وتصميمها مع أدنى الشروط والمعايير المقبولة التي تسمح للمواطن حرية الحركة عليها واستعمالها، ناهيكم عن ان ذوي الإعاقات الحركية من المستحيل عليهم استعمال الأرصفة الموجودة بدون استثناء، ورغم ما تعانيه أرصفة شوارعنا من شح وسوء في المواصفات الا ان المتاح منها نظرياً مسلوب ومعتدى عليه وغير متاح عملياً، فالتجار وأصحاب المحال التجارية وأصحاب البسطات والعديد من الأشجار غير المناسب زراعتها على الأرصفة تحتل هذه الأرصفة دون أدى حد من الإحساس بالمسؤولية المجتمعية وبدون أي محاسبة من جهات الاختصاص، ونتساءل بعد ذلك لماذا يعتدي المشاة على الشوارع ولماذا تكثر حوادث الدهس في شوارعنا؟.
• الكرامة موقعة وواقع
معركة الكرامة التي جاءت في آذار عام 1968 بعد هزيمة الأنظمة العربية النكراء في حزيران العام 1967، حيث توافق اسم موقع المعركة وهو قرية الكرامة الأردنية مع نتائج المعركة ليسطر ملحمة نضالية شارك فيها بجانب ابطال الفتح نشامى الجيش الأردني ليصنعوا نصراً غير مسبوق على جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي وصف في تلك الحقبة بانه الجيش الذي لا يقهر، فكانت هزيمته النكراء أمام مجموعة من الفدائيين لم يكونوا يملكون اكثر من أسلحتهم الفردية المعززة بإيمانهم بحقهم وإصرارهم على النصر او الشهادة، فكان النصر وكانت عودة الكرامة للمقاتل العربي في بلدة الكرامة التي لا تزال آثارها شاهدة على عنف المعارك ومرارة هزيمة الاحتلال، المؤلم ان شبابنا وشاباتنا لا يعرفون شيئاً عن هذه المعركة ومعانيها وهو امر ليس بمخجل فقط وانما لا يبشر بمستقبل مشرق لمسيرة نضالنا الوطني او ما تبقى منه.
د. فتحي أبو مُغلي