علاج ضجر الطفل
تاريخ النشر: 29/06/16 | 16:00يحب طفلك الأشياء بشكل متلاحق. فعلى مدى بضعة أسابيع، يعشق لعبة أو نشاطاً معيناً، أو يطالب باستمرار بوجبة طعام معينة، أو يشاهد الفيلم نفسه لمرات عدة متتالية، أو يلتصق بصديق معين ولا يرغب أبداً في فراقه… وبعد فترة قصيرة، يسأم وينتقل إلى شيء آخر أو شخص آخر.
إنها بلا شك مرحلة الانتقال والتحول السريع، وليست المواظبة شيئاً ذا قيمة بالنسبة إليه. لكنك تشعرين رغم ذلك بالقلق والخوف. فهل الأمر طبيعي؟
نعم إذا كان محباً للاستكشاف. حتى عمر 7 أو 8 سنوات، يكون عالم الطفولة مطبوعاً ببحث كبير عن الفرح: يجب تجربة كل شيء، ومعرفة كل شيء لإشباع هذه الحاجة. من الطبيعي إذاً أن يكون الطفل متلهفاً للمجهول، والأحاسيس والعلاقات الجديدة، والتجارب البصرية والحسية والشمية.
يجب الشعور بالقلق في حال كان الطفل عكس ذلك. وبما أن الطفل عاجز عن استيعاب كل شيء دفعة واحدة، يجد الفضولي الصغير نفسه مجبراً على ترك مراكز الاهتمام القديمة لاستكشاف أخرى جديدة.
كان مجرد تكاسل. ثمة خاصية أخرى شائعة جداً عند معظم الأطفال، ألا وهي الجرعة الكبيرة من الكسل. فبعد حماس استكشاف نشاط معين، يختفي الحماس عندما يفهم الطفل أنه بحاجة إلى بذل جهد للتقدم.
يهرب من هذه المواجهة عبر تغيير النشاط أو الصديق أو مركز الاهتمام. وينطبق ذلك خصوصاً على اللعبة المتطلبة نوعاً ما والتي تستلزم التفكير أو إعداد الاستراتيجيات.
لا إذا كان يفتقد إلى الخيال. إذا ابتكر الطفل شخصية معينة في لعبة «الليغو» عبر اتباع الدليل أو النموذج المعروض أمامه من دون أن يتمكن من إجراء أي تعديل بنفسه أو أن يضفي لمسته الشخصية، لا بد حينها من توخي الحذر.
فبين عمر 3 و8 سنوات، يفترض أن يكشف الطفل عن حدّ أدنى من الخيال ليتمكن من الاندماج في القصص المبتكرة. لا بد أيضاً أن يملك الطفل لعبة أو لعبتين على الأقل لا يسأم منهما أبداً، مهما كانت الظروف، وينجح دوماً في تجديد اهتمامه فيهما عبر ابتكار قصص وأفكار جديدة.
فإذا لم يكن يملك أية لعبة من هذا النوع، يعني ذلك أنه لا يعرف كيفية تحويل الأغراض عن وظيفتها الأساسية.
كان يبدّل رفافه باستمرار. ثمة أمر آخر يجب الانتباه إليه: إذا انطبق الموقف المتحول على العلاقات الإنسانية أيضاً. فإذا كان طفلك ينتقل باستمرار من صديق إلى آخر، يعني ذلك أنه لا يتوصل إلى إقامة علاقة حقيقية.
إنه بلا شك في حالة توقع مفرط بالنسبة إلى الآخرين. وخيبات أمله المتتالية تدفعه دوماً إلى البحث عن شخص جديد.
مساعدة الاهل :
في حال عدم القيام بأية خطوة لمعالجة عدم الاستقرار النفسي عند الطفل، ثمة احتمال أن يتأصل عدم الاستقرار ويتحول مع الوقت إلى جزء من الشخصية. ويؤثر ذلك طبعاً بشكل سلبي في الدروس والعالم المهني والحياة العاطفية.
من هنا، تبرز الحاجة إلى تدخل الأهل ومساعدتهم. لا بد أولاً من توفير إطار محدد للطفل الصغير. فإذا كان يلعب بالمعجون الملون، لا تسمحي له أن يترك ما بين يديه بعد دقائق قليلة لينتقل إلى شيء آخر. شجعيه على إنهاء ما بدأه، وترتيب كل شيء في مكانه قبل الانتقال إلى أي نشاط آخر.
وإذا كان يقرأ قصة مصوّرة، وقرر التوقف عن المطالعة وهو لا يزال في البداية، إجلسي معه واقرأي القصة معه واشرحي له الصور والأفكار.
وبالنسبة إلى النشاطات الرياضية، إذا اختار نشاطاً معيناً في بداية السنة، إشرحي له أنه عليه الاستمرار في هذا النشاط طوال العام الدراسي من دون إمكانية التوقف والانتقال إلى نشاط آخر. لا تترددي أيضاً في مشاركته بألعابه، وقصّ العديد من الحكايات عليه لتنمية إبداعه وخياله.
والأهم من كل شيء، خصصي له الوقت. من الضروري أن يكون هذا الوقت متواصلاً، وغير متقطع باتصال هاتفي أو رسالة نصية أو بريد الكتروني.
فما يساعده على التواجد ضمن إطار محدد واستثمار العلاقات والأشياء على مدى طويل هو وجودك قربه ودعمك الدائم له!