كرينبول غير راض عن تصريحات شمالي
تاريخ النشر: 01/04/16 | 14:02شكلت المقابلة الحصرية التي أجرتها قناة القدس مع المدير العام لوكالة “الأونروا” في لبنان السيد ماتياس شمالي مساء الأربعاء 30/3/2016 منعطفاً مهماَ في مسار العلاقة بين الوكالة الدولية واللاجئين من جهة، وبين السيد شمالي والمفوض العام لوكالة “الأونروا” السيد بيير كرينبول من جهة أخرى الذي أعرب عن عدم رضاه للتصريحات التي أدلى بها شمالي لجهة أن القيادة السياسية في لبنان وخلية الأزمة لا تمثل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حسب ما أفاد مصدر مقرب من صانع القرار في الوكالة..!
وأفاد المصدر بأن الهدف من اللقاء كان محاولة لمد جسور الثقة والإحترام المتبادل بين المدير العام ووكالة “الاونروا”، وبين القيادة السياسية وخلية الأزمة واللجان الشعبية والأهلية بحيث تُأسس لخطوة متقدمة للحوار مع اللاجئين بعد مرور حوالي شهرين ونصف من إحتجاجات سلمية باتت تشكل قلق وإزعاج لإدارة “الأونروا” واللجنة الإستشارية للوكالة والأمين العام للأمم المتحدة الذي ستنتهي ولايته الثانية نهاية العام الجاري، لكن على الرغم من تأييد كرينبول لمعظم ما جاء في المقابلة خاصة لجهة حرص الوكالة على تقديم الخدمات وعدم الإقرار بحقيقة التقليصات وأن الوكالة تواجه عجزاً مالياً.. إلا أن التصريحات عمَّقت الشرخ وأدوات التواصل بين شمالي ومجتمع اللاجئين، وشكلت خطوة إلى الوراء في سياق البحث عن مخارج للأزمة، وهو ما عبر عنه عدد من القيادة السياسية الفلسطينية وأعضاء في خلية الأزمة وعدد آخر من المؤسسات الأهلية والمنظمات غير الحكومية واللجان الشعبية والأهلية، خاصة أن الدليل الذي أشار إليه شمالي في حديثه من أنه سمع من “الحراك الشعبي” في مخيم نهر البارد عدم رضاه عن تحركات الفصائل وخلية الأزمة لم يتم تأكيده ، لا بل أصدر “الحراك الشعبي” بياناً صحفيا صباح يوم الخميس 31/3/2016 نفى فيه تصريحات شمالي واتهمه بـ “الكذب” وبث “الفتنة”، وجاء في البند الثاني من البيان بأن “الحراك” يؤكد بأنه “جزء من خلية أزمة الأونروا وراضون عن أدائها وتحركاتها التصعيدية وأنها تمثل مطالب المجتمع الفلسطيني في لبنان” الأمر الذي زاد من عدم رضى المفوض العام ..!
أثبتت الممارسات الميدانية للاجئين إلتزاماً حيوياً ببرنامج الإحتجاجات السلمية الذي تقرره خلية الأزمة منذ أن بدأت مع الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني/يناير 2016 دون أن أية إختراقات جوهرية تُذكر، وبلغت ذروة الإلتزام بتوجيهات خلية الأزمة في اليوم الذي جرى فيه تسجيل حلقة “لقاء خاص” مع شمالي يوم الجمعة 25/3/2016 – كما بدا واضحاً من المقابلة – وهو اليوم الذي كان فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يزور مخيم نهر البارد، إذ التزم اللاجئون بعدم إقفال المكتب الإقليمي للأونروا في بيروت، أو إقفال مكاتب المخيمات والمناطق أو أن يكون هناك “يوم غضب” في المخيمات الفلسطينية، لا بل وترحيب من قبل القيادة السياسية بزيارة الأمين العام واستقباله بالورود في مخيم نهر البارد وتسليمه مذكرة بالمطالب..!
تمثيل “الأونروا” خلال زيارة بان كي مون إلى مخيم نهر البارد لم تكن على المستوى المطلوب، الذي دفع بمُحاور اللقاء الخاص للسؤال عن السبب، أجاب السيد شمالي بأن “طُلِب مني ألا أكون في الزيارة لإفساح المجال أمام بان كي مون ليطلع على الأمور بنفسه”، لكن المصدر المطلع أفاد بأن مرافقة شمالي للأمين العام كانت ستُفشِل زيارة مخيم نهر البارد بسبب الغضب الذي يكنه اللاجئون من مواقف شمالي، والتوقعات بقيام اللاجئين بتصرفات لا تليق بزيارة ضيف المخيم، وهو ما لا يريده المفوض العام كرينبول الذي سيضعه أمام موقف مُحرج أمام الأمين العام. باتت الكرة الآن – من جديد – في ملعب “الأونروا” بالمبادرة إلى إتخاذ موقف جريء بالتراجع فوراً عن تقليصاتها والإنخراط في حوار جاد..، والبحث عن كيفية إعادة الإعتبار للاجئين ومطالبهم المشروعة بعد تصريحات شمالي..!
علي هويدي
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني