ما يقلقني
تاريخ النشر: 23/09/13 | 5:30ما قرأناه عن تاريخنا العربي, وما سمعناه من أبائنا وأجدادنا .كان مجتمعنا في الماضي معروف
بعلاقاته الوطيدة وحسن الجوار والألفة بين أفراده. وكان الصغار يوقرون الكبار. لذلك كان الناس
يحضون على الصالح العام.وإذا ما وجد بينهم طالح حيث يعتدي على المصالح العامة والأفراد.
كان يلقب (بألغضيب) وكل الناس ترفضه ويعملون على تحجيمه. في مجتمع كهذا كان للمعلم
مكانة خاصة وكان التلاميذ ووالديهم يحترمون المربي،وليس صدفة ما قاله الشاعر إبراهيم
طوقان: قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا…
أما هذا الزمن الذي نحن فيه حيث يستشري العنف وتتضاءل العلاقات الوطيدة بين الأفراد
حتى الأقربين منهم والجار ليس له علاقة بالجار، هذا إذ لم يكن لأتفه الأسباب. أما بالنسبة للجيل
الصاعد (صديق الحاسوب) حيث يجلس الواحد منهم أمام جهاز الكمبيوتر ساعات عديدة مستغنيا
عن أصدقائه وتلاميذ صفه ،وإذا ما احتاج لشىء ما من زميله يراسله من جهاز الحاسوب نحن
!.ندرك أن جهاز الحاسوب يحتوي على معلومات قيمة ومفيدة جدا، ولكن فيه بنفس الوقت
معلومات ضارة وقد تكون فادحة إلى الصبية والمراهقين. إن استخدامات جهاز الحاسوب
المتزايدة قد أدت إلى الاستغناء عن استعمال الكتب ، وبرأيي هذه ظاهرة غير صحية لأن الكتاب
يبقى الأفيد وخير صديق في كل الظروف وبرغم كل تسارع التطور الإلكتروني. لقد نجح
صانعوا الحاسوب إلى شد انتباه الناس لاستخدامه المزمن،ولا أعرف إذا ما كان لهم أهداف
أخرى غير الربح وما ذكرته انفا؟.
أما بالنسبة للوضع المزري الذي نعاني منه حيث يستشري العنف ولا يُحترم المسن والمربي
في المدرسة قد يحتاج منا إلى وقفة تامل.نحن ندرك أن حكومات إسرائيل المتعاقبة والسياسة
العامة في البلاد لا تريد الخير لشعبنا،ولكن ما هو دور الآباء،المربين وقادة المجتمع مما نعانيه؟
في هذه المناسبة أستذكر قول مأثور للمفكر البرازيلي باولو كويلو الملقب بالنبي حيث قال:
هنالك من يتأمل كل مرحلة أو فعل يقوم به وإذا ما وجد خطأ يتعلم منه ويعمل على تصحيحه
(وهذه الصفة من صفات الرواد).وآخر لا يتأمل ما يقوم بفعله وهو يظن نفسه انه فوف
الآخرين والواقع عكس ذلك. هذا النوع من الناس يصبح الخطأ نهجهم ،وبعد ذلك يدعون أن ليس
بيدهم شيء والحظ لم يسعفهم!!.( للأسف الشديد لقد انتقلت هذه العدوى لحركات سياسية )
برأيي أننا قادرون ان نكون من دعاة الشطر الأول من مقولة باولو كويلو إذا ما توفرت لدينا
الإرادة ووقفنا كلنا كرجل واحد عندها نكون قادرين على صد هذه الظاهرة الخطيرة والمقيتة
التي يعاني منها مجتمعنا ولسوف نحجمها إلى أبعد الحدود. بهذا نضمن لنا الأمان ولإجيالنا
الصاعدة لكي تشق طريقها وترسم مستقبلها بأمان واطمئنان. خير أن نضحي متأخرا على
أن لا نفعل شيء البتة.