الحج إلى بيت الله الحرام..حكمه وحكمته
تاريخ النشر: 23/09/13 | 8:57بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الحج من أركان الإسلام الخمسة ، يجب مرة واحدة في العمر على المستطيع القادر ، وهو عبادة يتقرب بها المسلمون إلى ربهم ، مظهر من عبوديتهم وامتثالهم لأمره ، فيجتمعون من أقطار لأرض في مكان واحد ، تذوب فيه الفوارق بينهم ، وتتحد كلمتهم ، وتصفوا قلوبهم وفي هذا الاجتماع يتدارسون ما يعينهم من شئون الحياة وما يعمل على النهوض بهم ورفعة شأنهم.
جاء عن دار الإفتاء المصرية ما نصه :
قال الله تعالى : "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين"(سورة آل عمران : 96، 97) ، وهذه الفريضة من أركان الإسلام الخمسة التى بينها الرسول صلوات الله وسلامه عليه فى حديث "بنى الإسلام على خمس" .
وقد فرض مرة واحدة فى العمر على كل مسلم ومسلمة قال رسول الله " "يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله فسكت " حتى قالها ثلاثا ثم قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم" .
والحج هجرة إلى الله تعالى استجابة لدعوته ، وموسماً دورياً يلتقى فيه المسلمون كل عام على أصفى العلاقات وأنقاها ؛ ليشهدوا منافع لهم على أكرم بقعة شرفها الله.
وعبادات الإسلام وشعائره تهدف كلها إلى خير المسلمين فى الدنيا والآخرة ، ومن هنا كان الحج عبادة يتقرب بها المسلمون إلى خالقهم ، فتصفوا نفوسهم وتشف قلوبهم ، فيلتقون على المودة ، ويربط الإيمان والإسلام بينهم رغم تباعد الأقطار واختلاف الديار ، إذ إن من أهداف الإسلام جمع الكلمة وتوجيه المسلمين إلى التدارس فيما يعينهم من شئون الحياة ومشاكلها اقتصادية وسياسية واجتماعية.
والقرآن والسنة يرشدان المسلم إلى أن يجعل حجه لله امتثالا لأمره ، وأداءً لحقه ، ووفاء لعهده وتصديقا بكتابه ، ومن أجل هذا وجب على الحاج أن يخلص النية لربه فيما يقصد إليه ، وألا يبتغى بحجة إلا وجه الله تعالى ، ومن مظاهر الإخلاص فى الحج وحسن النية أن يرد ما عليه من حقوق لأصحابها إن استطاع والتوبة إلى الله بإخلاص مع الاستغفار ، وتسليم الأمر إليه إن عجز عن الرد ، وأن يترضى أهله ويصل رحمه ويبر والديه قال تعالى : "وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب" (سورة البقرة : 197) .
والله أعلم .