تباريج عاشق

تاريخ النشر: 03/04/16 | 8:39

حَمَلتُ َطيفكِ في صَحْوي وفي حُلمي== وَذ ُقتُ حبَّكِ شهدًا ذابَ في َنغمِي
فمَا وَجَدْ تُ سِوَى عينيكِ مُنعَطفا ً == ولا أرَد ْتُ سوى لقياكِ من نِعَم ِ
أهيمُ فيكِ فهَلْ للصَّبِّ من أمل ٍ == يَحيا بهِ بنوال ِ الوَصْل ِ والرَّأم ِ
أسيرُ حُبِّكِ لا أنفكُّ في َوَلهٍ == وَغيرُ حُسنكِ هذا القلبُ لمْ يَرُم ِ
قدَّستُ حُبَّكِ فجرَ النور ِ ما بَرحَتْ == أطيافهُ بسُهُوبِ الفكر ِ في أطُم ِ
يبقى هوانا مدى الأيَّام ِ مُؤتلِقا ً == وَقيلَ بعضُ هوَى العُشَّاق ِ لمْ يَدُم ِ
كانتْ حَياتي فراغا ً دونما هَدَفٍ == حتى أتيتِ فأضحَتْ عَذبَة َ النسَم ِ
قدَّستُ فيكِ جمالا ً رائعًا عذبا ً == يا جوهرَ الخُلدِ في سِحر ٍ وفي وَسَم ِ
لا تظلمي القلبَ يا حُبِّي فأنتِ لهُ == كلُّ الوجودِ وفي حِلٍّ وَمُحتكم ِ
يا مُنية َ العُمر ِأنتِ الروحُ مَوْطِنُهَا == والعيشُ دونكِ نارٌ من َلظى الحِمَم ِ
شقيقة َ الروح ِ كم أهواكِ يا قمري == يا قرَّة َ العين ِ ُشقِّي سُدْ َفة َ الظلم ِ
كالشَّمس ِأنتِ تضيئينَ الدُّرُوبَ سَنا ً == وَأنتِ نورٌ وطهرٌ ِجدَّ مُحتشَم ِ
وَتفرشينَ ِوهادَ الفكر ِ أشرعَة ً == في كلِّ مُبتدَع ٍ في حُسن ِ مُنتظم ِ
يا حبَّذا الحُبُّ شهدًا حينَ نرشُفهُ == وَخَمرة َ الروح ِ تبقى للمَدَى العَتِم ِ
قد ُقلتُ أهواكِ يا عُمري فقلتِ أنا == أخشَى عليكَ غدًا ، في الحُبِّ من َندَم ِ
دَاعَبْتُ شَعرَكِ لونَ الشَّمس ِ مُؤتلقا ً == شقراءُ يا ترنيمة َ الأطيار ِ والأكم ِ
يا لابتسَامَتِكِ الجَذلى وَرَوعَتِهَا == رمزُ البراءة ِ ، نبعُ السِّحر ِ ، فلتدُم ِ
يومُ اللقاءِ زُهورُ الروح ِ كم فرحَتْ == قد ِ اشْرَأبَّتْ أفانينُ المُنى الغَلِم ِ
كلامُكِ العذبُ ما أحلى مواقعَهُ == فوقَ الكلام ِ وفوقَ الشِّعر ِ والنغم ِ
وأجملُ الشَّعر ِ ما رَقتْ شَواردُهُ == وشِعريَ الفذ ُّ سِحرٌ ليسَ كالكلم ِ
وعندما تبسُمينَ الكونُ في مَرَح ٍ == يزدادُ حُسنا ً فغني القلبَ وابتسِم ِ
يا أجملَ الغيدِ أنتِ الشَّمسُ طلعتها == تروينَ قلبي بخمر ٍ باردٍ شَبم ِ
يا حبَّذا قبلة ٌ من فيكِ دافئة ٌ == وَأرشُفُ الشَّهدَ في شوق ٍوفي َنهَم ِ
فعانِقيني وَضُمِّيني على َشَغفٍ == وَقبِّليني على مهل ٍ فمًا لِفم ِ
روحي وروحُكِ بل سَيَّانَ واحدة ٌ== قلبي وقلبُكِ ذاتُ القلبِ في رَأم ِ
لكنما نحنُ جسمانا يُفرِّقهم == عَسَى اتحادًا كما كنا.. لِنلتحِم ِ
يومَ التقينا شَعَرنا كلُّ واحِدُنا == كأنَّ نعرفُ بَعْضَينا منَ القِدَم ِ
وَبَعدها كانَ عِشقٌ لا حُدُودَ لهُ == كم هِمتُ فيكِ وذقتُ الحُبَّ في ألم ِ
انتِ الحياة ُ لقلبي والنعيمُ لهُ == وأنتِ للقلبِ نيرانٌ منَ الضَّرَم ِ
لقد قسَوْتِ حياتي دونما سَبَبٍ == جَرَحتِ قلبي وجُرحي غيرُ مُلتئِم ِ
أعطيتكِ الحُبَّ والآمالَ مُشرقة ً == وكنتُ دومًا مثالَ الجودِ والكرم ِ
نامتْ عيونُ الدُّجى والكونُ قاطبة ً== سوى جفوني طوالَ الليلِ ِلم َتنم ِ
أوَّاهُ منكِ ومن هذا الغرام ِ فقد == عَذ َّبتِ قلبي بما قد كِلتِ من ُتهَم ِ
وَلو طلبتِ فروحي سَوفَ أبْذِلهَا == طوعًا إليكِ حياة َ الروح ِ … لم ألَم ِ
لقد صَبرتُ على ضيم ٍ وكنتُ أنا == رمزَ الإباءِ منارَ المجدِ والهمَم ِ
لو خيَّروني جنانَ الخُلدِ وَارفة ً == وَأنتِ عن شدويَ المُلتاع في َصمَم ِ
ما اخترتُ غيرَ جَناكِ العذبِ لي وَطنا ً == ولا رضيتُ سوى لقياكِ منْ ُغنُم ِ
كلُّ الجراح ِ يطيبُ ،الدَّهرَ، صاحِبُها == لكنَّ جرحَ الهَوَى أنَّى لِمُلتئِم ِ
لإنْ سَألتِ جميعَ الناسِ ِ قاطبة ً == عني لقالوأ ملاكا ً ِجدَّ مُحْتشم ِ
ربُّ المبادىءِ والأيَّامُ شاهدة ٌ == إرادتِي فوقَ عزم ِ الناس ِ كلهم ِ
بحرُ العلوم ِ أنا والفن قد شَهدُوا == وَإنني أنا ربُّ السَّيفِ والقلم ِ
وأعلمُ الغيبَ كم قالوا وكم سَمعُوا == مِن بعدِ ربِّي مَنارُ الحقِّ والقِيَم ِ
أنا أرقُّ منَ الأزهار بَسْمَتهَا == وَإن غضبتُ براكينٌ منَ الحِمَم ِ
ضحَّيتُ بالمال ِ.. بالآمال ِ قد وُئِدَتْ == وبالشَّبابِ الذي في وَثبةِ الرِّئم ِ
إنا َلفِي زمن ٍ بالغدر ِ مُمتلىءٌ == والمالُ أضحى مثالَ الناس ِوالأمَم ِ
لا تنظري الناسَ في أوهامِهِمْ غرقوا == للجَهل ِ أضحَوأ مدَى الأيَّام ِ من أمَم ِ
لا يعرفونَ الهَوى العُذريَّ رقتهُ == وَطهرَهُ مثلَ ماءِ المُزن ِ والدِّيم ِ
مثلُ البهائِم ِ لا حُبٌّ ولا قِيَمٌ == زواجُهُمْ دائمًا للنسل ِ كالبُهُم ِ
ما زلتُ عن كلِّ منا قالوُهُ في بُعُدٍ == لنتركِ الناسَ ما حاكوهُ في وَهَم ِ
إنَّ الحياة َ بدون ِ الحُبِّ مهزلة ٌ == لا طعمَ لا لونَ لا إبداعَ كالعَدَم ِ
لكننا من شُعاع ِ الخُلدِ مَعْدَننا == أنا وأنتِ لنورٌ ضاءَ في الظلم ِ
للعلم ِ ..للفنِّ ..للأخلاق ِ قمَّتها == نحنُ السَّناءُ منارُ الناس ِ والطغم ِ فوقَ الخيال ِ وفوقَ الحِسِّ موقعنا وَمعدَنٌ نحنُ من نور ٍ ومن شَمَم ِ
أنا وأنتِ شبابٌ خالدٌ نضِرٌ == مثلُ الطبيعة ِ نبقى ليسَ من هَرم ِ
ديني يظلُّ شِعارَ الحُبِّ أعْلِنهُ == لِغير ِ دين ِالهَوَى لم يُسْتبَحْ َقسَمِي
لا شيىءَ يبعدُنا عن حُلم ِغايتنا == أنا إليكِ ولي تبقينَ يا حُلمي
مَشِيئة ُ اللهِ أن أهواكِ يا قمري == وأنتِ تهوينني هيهاتَ من سَأم ِ
ولو أردتُ جميعَ الغيدِ تعبدُني == لكانتِ الغيدُ كلُّ الغيدِ كالخدَم ِ
لكنني لستُ أهوى غيرَ واحدة ٍ == شقراءُ أنتِ مثالُ الحُسنِ والقِيَم ِ
دُومي لقلبي وفكري للمدَى أملا ً == مَنارة َ المجدِ للعلياءِ والقمَم ِ
هذا الشَّذا من صَميم ِالقلبِ أرسِلهُ == إليكِ أسمى مَعاني الدُّرِّ والنظم ِ
كم أشتهي أنَّ هذا الدَّهرَ يجمعُنا == أنا وأنتِ زواجٌ دونما حُرُم ِ
إن كانَ ُقرْبًا فيَا نِعْمَ الحياةِ وَإن == كانَ البُعادُ فطعمُ الموتِ والوَصَم ِ

شعر : حاتم جوعيه / المغار – الجليل

7atemjo3eh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة