الكسل جرثومة قاتلة
تاريخ النشر: 09/04/16 | 0:00قالوا عن الكسل :- جرثومة قاتلة ، وداء مهلك ، يعوق نهضة الأمم والشعوب ، ويمنع الأفراد من العمل الجاد والفكر المثمر والسعي النافع ، والبذل الحميد ..
وقالوا :- ما أصاب أمة إلا أضعفها وأخَّرها ودمَّرها.. وما أصاب شعباً إلا ضيَّعه وجهله ، وأفشله ووهاه .. وما أصاب فرداً إلا أسقمه وأخزاه وأذله وحقَّره ..
وقالوا :- آفة عظيمة تعود على الأفراد والمجتمعات بالعواقب الوخيمة فهو يهدم الشخصية ، ويذهب بنضارة العمر ، ويؤدي بصاحبه إلى الإهمال والتأخر في ميادين الحياة الفسيحة ..
والكسل :- هو التثاقل عما لا ينبغي، التثاقل عنه من أمور الدين والدنيا ..
القرآن يكره الكسالى
وقد ذم الله تعالى الكسل والتباطؤ وجعلهما من صفات المنافقين :-
قال تعالى :- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعَاً * وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَنْ لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَـنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ) سورة النساء : 71- 73
وقال :- ( إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ) سورة النساء : 142- 143
وقال :- ( قُلْ أَنفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ ) سورة التوبة : 53- 54
النبى يستعيذ من الكسل
يقول الشيخ عبدالرحمن بن ندى العتيبي :- استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل وهما يمنعان العبد من الخير الكثير ، والكسل دليل على الخذلان والخسران والتحلي به سبب للحرمان ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال ) متفق عليه ..
ونيل الدرجات العالية في الجنة يكون برحمة الله ثم بالجد والاجتهاد وترتفع درجة العبد في المراتب العالية في الجنة على قدر الأعمال ..
ويقول الإمام ابن القيم :- يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان ..
فالعامل المشمر المجتهد في طلب الآخر ة، الذي ينبذ الكسل هو الذي ينال المراتب العالية في الجنة.
من صور التكاسل القبيح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) رواه البخارى ..
يا لها من صورة قبيح :- صورة الشيطان وهو يتبول فى أذن المسلم وهو نائم عن أذان الفجر .. فقد نجحت عقده .. عقد الكسل عن الطاعة .. عقد التثبيط عن النشاط .. عقد الوسوسة عن النشاط .. الكسل الذى يمنع الإنسان للقيام إلى الصلاة والوقوف بين يد الخالق .. وتلبية نداء الرحمن .. ما أقبحها من صورة .. أسأل الله أن يعيننا وأن ينصرنا على كسلانا .. إنه ولى ذلك والقادر عليه ..
علاج الكسل ..
– علو الهمة والتشمير عن ساعد الجد، فاللبيب يعلم أنه لم يُخلق عبثاً، وإنما هو في الدنيا كالأجير أو التاجر .
– النظر في حُسن عاقبة العاملين وسوء عاقبة الكسالى البطالين.
– ملء الفراغ بكل مفيد نافع.
– عدم الركون إلى الترف والانهماك في طلب اللذات.
– وضع أهداف عُليا يعمل على تحقيقها .
– الاعتدال في الطعام والشراب والنوم .
– الاعتدال في جانب المخالطة، ولا يصاحب إلا أهل العمل والاجتهاد.