برفيسور حايك وحداد بمحاضرة ثقافية في أم الفحم
تاريخ النشر: 08/04/16 | 2:16في مهرجان علمي ثقافي راق، وتجمع نوعي مميز، ومن منطلق إهتمامنا بالعلم والثقافة، وتقديراً لدور العلم والعلماء في توعية المجتمعات ونشر المعرفة والوعي لما فيه خير المجتمعات ودعماً لمسيرة العلم والعلماء في وسطنا العربي، إستضافت مدينة أم الفحم عصر اليوم (الإربعاء) كوكبة من علمائنا في مركز العلوم والفنون البروفيسور حسام حايك، والبروفيسورة اليانور صايغ حداد في ندوة علمية ثقافية تحت عنوان “بالعلم نرتقي.. مع العلم والعلماء” برعاية المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم ولجنة أولياء أمور الطلاب المحلية ومجلس الطلاب البلدي، حضرها كوكبة من حملة الشهادات العليا من وسطنا العربي، جمع غفير من الأطباء، معلمي مادة العلوم في المدارس، شخصيات إعتبارية، لجان الآباء المدرسية، المجموعات الشبابية والنسائية بالمركز الجماهيري ومجموعات طلابية.
اُفتتحت الندوة بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ألقاها على مسامع الحضور السيد عبد المنعم فؤاد، ثم إستلمت نائلة تلس أبو شقرة عرافة الندوة بالترحيب بالحضور في ظلال العلم والعلماء الذين هم منارات للأمم والشعوب، واصفة الإنسان العالم بالماء، إذا لم يجد طريقاً بحث عن طريق جديدة، وإذا لم يجد إعتلى العائق ومر من فوقه، في تعبير جميل لمدى كفاح العلماء في إيجاد الحلول للبشرية وإسعادها.
إفتتحت الندوة بكلمة ترحيبية بالضيوف والحضور الكريم ألقاها الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم رحب خلالها بالحضور وأثنى على دور المركز الجماهيري ولجنة أولياء أمور الطلاب المحلية ومجلس الطلاب على القيام بتنظيم هذه الندوة القيمة متمنياً للجميع الفائدة.
ثم كان الحضور على موعد مع محاضرة قيمة بعنوان “اللغة والتفكير وما بينهما” قدمتها البروفيسورة اليانور صايغ حداد قدمت من خلالها شرحاً وافياً حول مراحل تطور اللغة المحكية عند الأطفال، مؤكدة أن مجال اللغة المحكية يفتقر إلى الأبحاث والقواعد المحددة التي توضح مراحل تطور اللغة المحكية عند الأطفال، كون غالبية الأبحاث تركز على اللغة المقروءة، ونوهت إلا أن أساس العسر القرائي عن الطالب العربي ينبع من كون الأطفال العرب يتعلمون اللغة العربية المحكية في سنوات أعمارهم المبكرة، وعندما يصل هذا الطفل للمدرسة يجد لغة عربية أخرى مختلفة حيث تصل نسبة الكلمات العامية في اللغة العربية إلى 40% من مجموع الكلمات، الأمر الذي يصدم الطالب بكلمات عربية فصحى جديدة لم يستخدمها من قبل، وهي مشكلة تميز اللغة العربية بالذات من بين اللغات، كما وقدمت شرحاً حول أشكال العسر القرائي ومراحل تكونه وطرق التعامل معه في ظل إزدواجية اللغة العربية (ما بين اللغة المحكية واللغة المكتوبة).
ويذكر أن بروفيسورة اليانور صايغ حداد تعمل رئيسة لقسم اللسانيات والأدب الإنجليزي في جامعة بار إيلان، باحثة متخصصة في تأثير إزدواجية اللغة على تطور اللغة والقراءة، مستشارة أكاديمية في المركز القطري للقياس والتقييم بالتربية (ראמ”ה)، مستشارة أكاديمية في مركز التكنولوجيا التربوية (מט”ח)، ومؤلفة كتاب :Handbook of Arabic Literacy. وحاصلة على جائزة أفضل بحث في مجال القراءة بالدولة، تعمل مستشارة لليونيسكو في مجال العسر القرائي والعديد من الأعمال الأخرى في هذا المجال..
أما محاضرة البروفيسور حسام حايك فقد تحدث عن أهمية الطب وعلاقة التطور التكنولوجي في تحسين العلاجات الطبية وطرق التعامل مع الأمراض بنجاعة أكبر، حيث أكد أن علوم الطب بشكل عام تسير بوتيرة ثابته من ناحية التطور والإكتشافات، وأن ما يحدث القفزات في الطب هو الجانب المتعلق بالتكنولوجيا وطرق العلاج والكشف الجديدة التي تتطور بشكل سريع جداً، فالتقدم ليس فقط في مجال الطب بقدر ما هو في مجال التكنولوجيا التي يتم تسخيرها لخدمة الطب، ومن هنا إبتدأ بالشرح عن عدة مشاريع يقودها ويشرف عليها تم من خلالها أبتكار أجهزة طبية جديدة تعمل على تشخيص جميع أمراض السرطان بشكل مبكر جداً، وتتحلى هذه الطرق بمستوى دقة عالية جداً وإلى سرعة فائقة لا تتعدى الدقائق والساعات، وأكد أن هذا الأمر غاية في الضرورة خاصة إذا كنا نتحدث عن مرض قد تتعرض له شريحة كبيرة من السكان، الأمر الذي يلزم إجراء هذه الفحوص لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، وهذه الأدوات والإبتكارات تتمثل في طريقة لتشخيص مرض السرطان عن طريق التنفس، وطريقة أخرى عن طريق لباس خاص يستكشف جميع أنواع السرطانات بالجسم، وطريقة أخرى تتمثل في وضع لاصقة على جلد الإنسان يمكنها بث معطيات ومعلومات تعطي مؤشراً دقيقاً حول وجود أو عدم وجود المرض مع تحديد المرحلة التي يتواجد بها المريض، وهذه إبتكارات أهلته للحصول على العديد من الجوائز والمراتب العالمية في مجال البحث الطبي.ومن الجدير بالذكر أن البروفيسور حسام حايك يعتبر خبيراً في مجال النانوتكنولوجيا في التخنيون، ومخترع جهاز كشف السرطان الأنفي، حاز على جائزة أفضل 100 عالم للعام 2015 في العالم، تم إختياره من قبل مجلة “Good” الأمريكية ضمن قائمة الـ 100 شخصية عالمية تساهم في تحسين العالم من خلال سلسلة إبداعاته ومبادراته، يحمل أعرق أوسمة الشرف في العلوم والتكنولوجيا في العالم برتبة فارس، اختير كأفضل 4 علماء ومن ألمع 50 عقلاً مفكراً في البلاد، والعديد من الجوائز والمراتب الرفيعة الأخرى.
هذا وقد أشرفت على إدارة الندوة نائلة تلس أبو شقرة – إختصاصية تشخيص تربوي، والتي دعت في ختام الندوة الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم، والسيد محمد صالح إغبارية – مدير عام المركز الجماهيري، والمحام محمد لطفي – رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية، لتكريم الضيوف الكرام بدرع تكريمي وباقة ورود لكل منها على ما قدموه من معلومات قيمة للحضور وعلى مسيرتهم اللامعة وريادتهم في مجال العلم والتكنولوجيا واللغة.
نعتزّ بالمتميّزين من أبناء شعبنا، فبفضلهم تشمخ
قاماتنا، وبإنجازاتهم ترقى الشعوب والأمم!
أبارك مثل هذه اللقاءات والمبادرات الثقافية العلميّة،
وأهيب بجميع سلطاتنا ومؤسساتنا العمل على عقد
مثل هذه اللقاءات المثرية المفيدة.
د. محمود أبو فنه